قصة «ما وراء الغيوم» الجزء الأول

إنها البداية فقط..

في ربيع 2024 جلستُ مع نفسي؛ لأعيد ترتيب ذاتي، فلم أتصوَّر أن البدايات تُقابلها نهايات دائمًا، فكأنما حملتُ بداخلي معتقدًا بأن الكون سيكون معي، وأنني إذا مضيتُ يومًا في طريقٍ فإنني لن أصل إلى الطرف الآخر ويكون مسدودًا في وجهي.

هل تصدق أن نهاية أي ارتباط بين اثنين جمعتهما نيران الحب سيكون نهاية هذا الحب في اليوم نفسه، بل وفي الساعة نفسها؟ وكأن القدر يسخر منا!

كانت الساعة الثامنة صباحًا عندما جلسنا معًا نحتسي القهوة بصمت، كأننا نعرف أنها كانت آخر جلسة لنا، فيروز تغني كأنها تصف قلبنا لكن بصوت عالٍ.

ربما كان يجب أن أبدأ في الكتابة قبل ثلاثة أعوام؛ لأنني أكتب النهاية قبل البداية، ولكن كما يقول باولو كويلهو «للتخطيط وقت وللتخطيط وقت آخر»

وأنا الآن في ألم الجرح قبل تحييه..

حينها بكيت لأن عيناي لم تمسكا الدمعة، كان الوقت نفسه قبل عام، وفي اليوم نفسه عندما تشابكت أيادينا معًا في المطار المرة الأولى بالحياة، وغرقت عيناي في عينيه، ورأيتُ مفتاح روحه فيهما، وأخذت رائحته في ذاكرتي المرة الأولى.

بكيت عندما تذكرت، فقد رأيت التماثل الذي أعيشه على نحو غريب، فما هي حكمة الله من ذلك !

قبل يوم فقط..

الليل بعتمته غمرت غرفتنا، كنا ننام بجوار بعضنا البعض لكننا كنا أجسادًا بلا أرواح، وقد وصلنا إلى هذه اللحظة بعد عراك كبير.. كان على شاطئ البحر بالليل في المكان نفسه الذي التقينا به قبل ثلاث عشرة سنة، وتحت ضوء القمر نفسه، فأنا زرت البلدة مرة واحدة.

كان التماثل حاضرًا مرة أخرى وليس مصادفة؛ لأنني لم أعد أومن بالصدف.

هل الله يجمعنا معا ليوحد بين روحينا؟ وفي المكان نفسه يجمعنا لنعيد للآخر ما فقده من نفسه فينا؟

هكذا كانت البداية وهكذا كانت النهاية، ولكن بينهما ثلاث عشرة سنة من الشوق إلى اللقاء.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة