كل يوم في حياتك إضافة لروحك، تنفس بعمق، واشعل نارًا في قلبك، ودائما تناول اللقمة الأولى..
أمر بضائقة مالية، أستيقظ ليلاً للصلاة والتهجد، أقيم ليلتي أدعو الله أن يبسط يداه ويوسع لي في رزقي.
ليل نهار أدعوك يا رب العالمين، حتى إذا طلع النهار أذهب لعملي في الدكان لعل وعسى أن تحدث معجزة وأرى ثمرة دعائي.
-بيتي بيتك، وخبزي لك أكسره، اجلس بجانبي وحدثني من قلبك.. قال الحكيم:
لا تسير الأمور على ما يرام في عملي، وكأن الناس توقفت عن ارتداء الأحذية، فلم يعد يأتيني زبائن لإصلاح حتى أحذيتها أو تلميعها إلا عدد محدود فأحصل منهم على لا شيء يذكر ليقيم معيشتي.
فكرت مؤخرا "كثيرًا" في غلق الدكان وتوفير مشقة النزول كل يوم ومصاريف الدابة.
- كثيرًا ما تضيق علينا الدنيا لأسباب... رد الحكيم:
أية أسباب ؟!
لم أكف يومًا عن الصلاة، والدعاء والعمل، ولم أتقاعس يومًا عن مساعدة المحتاجين. وأراعي ضميري في عملي. وتعاملاتي مع الآخرين.
- ربما تهاونت في أمور أخرى تجهلها. رد الحكيم: انظر في نفسك.. تأمل لعلك تتذكر شيئًا.
وصلاتي ودعائي ألا تشفع لي هفواتي؟ أصلي وأدعو لله كل ليلة، وقت طويل مضى، لعل وعسى أن يتقبل ويستجيب.
- ابتسم الحكيم مرددا لعل وعسى! "أليس الله هو القدرة"؟
نعم، لذلك أدعوه أن يمنحني بعض من قدرته وقوته ويعينني على معيشتي.. لقد طفح الكيل وصرت مدان لطوب الأرض ولا يستجيب! ماذا أفعل؟
-إذا حقًا تسألني.. سأقص لك حكاية لعلك تدرك، رواها طبيب روسي يدعى أنطوان تشيخوف يصف فيها المؤمن قائلاً:
"يؤمن إلى درجة أنه عندما يذهب إلى الحقل في وقت الجفاف ليسأل الله مطرًا، يأخذ معه مظلة ومعطفًا جلديًا لكي لا يبلله المطر في طريق العودة.."
نظر الحكيم له بصمت قائلاً: عليك الانصراف الآن وافعل كمؤمن تشيخوف.
أسأل الله بإلحاح؟ سأل الإسكافي.
- لا تلح.. يسمعك من أول مرة، "أن تشكر فقط".
انظر سأعلمك أمرًا إن أردت! .. "الصلاة الحقيقية" ليست طلبًا لشيء ما، بل هي شكر لله .. عليك أن تدرك، أنه لا يوجد شيء مستحيل على الله عز وجل، والأجمل من ذلك أن الله يرغب بل ويحب في أن يبارك دائمًا ويحقق أمنياتك التي تجدها أنت مستحيلة.. قد سبق أن باركك بأمنياتك، هل تتذكر؟!
وما المانع أن أطلب يا سيدي الحكيم؟ سأل الإسكافي.
- عندما نطلب شيئًا، فهذا يعني أننا ننظر إلى غياب الشيء..
بينما عندما نكون شاكرين وممتنين، فهذا يعني أننا ندرك أن الله قد منح الرغبة بالفعل.. وهذا ما يفعله مؤمن تشيخوف.
اذهب الآن وفي الليل وأنت تدعو، ابقَ في مشاعر الشكر والفرح. عندئذ سيتوقف الوقت وستمنح كل رغباتك..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.