محمد عادل مارس 28, 2023, 10:43 ص

قصة "ليس الرجال كلهم من جنس الذكور".. قصص قصيرة

الساعة السادسة مساء اليوم.. إحدى ليالي شهر ديسمبر، مؤشر الطقس في هاتفي يشير بأن درجة الحرارة ١٥ د، بينما يشير واقع الحال إلى أقل من ذلك بقليل.. الشوارع مبتلة ورائحة الهواء تنبئ بانقلاب في الأحوال الجوية آتٍ عن قريب، لكنه لن يفسد هدوء الليلة، ولن يعكر صفو حالي..

مذاق القهوة ممتع في الشتاء، ذاته فنجان القهوة يحضره لي "القهوجي" في الفصول كلها، أعتقدُ أن السر في الشتاء وليس في الفنجان.. على أي حال، أنا والفنجان، واكتئاب الشتاء اللطيف، وصوت يشبه صوت السيدة أم كلثوم يتبعثر من مخرج صوت أتلفه الزمان..

وإذا بتلك الفتاة التي بلغت العشرينيَّات قريبًا، حسنة المظهر والهيئة، ترتدي معطفًا أحمر اللون، ابتسامتها جميلة رغم اصطناعها الواضح، تمسك بيدها علبتين مغلفتين إحداهما حمراء اللون والأخرى سوداء..

ألقت تحية بكلمات لم أسمعها جيدًا، وأخذت تتحدث سريعًا بكلمات رتيبة مملة مكررة لتسويق ما لديها من زجاجات العطر وأسعارها، إلا أن ذلك كله لم يفقدها محاولاتها الجادة في استخدام تعابير التشويق والحماس والاستثارة للشراء، فتغير ملامح وجهها حينما تتحدث عما لديها من عروض تشعرك وكأن خسارة فادحة لحقتك إن لم تنتهز تلك الفرصة في الحال..

حاولتُ جاهدًا أن أخفي ملامح الاستياء من رداءة جودة العطر حينما عرضت عليّ تجربته، طلبت منها إن كان لديها أنواع من عطور السيارات أو المفروشات أو شيء من هذا القبيل، فكان لديها بالفعل.. وتمت الصفقة بنجاح كانت ابتسامتها ولطفها أول أسبابه..

فتاة.. تسعى إلى الرزق بابتسامة كانت لازمة لاستمرار السعي، إيقاعها السريع يخفي الكثير من الإرهاق، إصرار لم يستطع إيقافه رفض مستمر أو تقلب في الأحوال الجوية أو حتى رداءة المنتج المعروض!

تحدثك نفسك بذلك الصوت العريض بداخلك، يسألك، أكنت على وشك اليأس والإحباط من كثر المحاولات؟! ألا زلت تبحث عن شماعات لتهندم عليها أحلامك وطموحاتك ومبررات التوقف عن السعي؟! وكيف كانت تجارة عطرك الجيد كاسدة بفعل تردد القاصد ومبالغة في المقصود ووهن في القصد!

ليس كل الرجال من جنس الذكور..

سوف أطلب فنجانًا آخر.. فالقهوة لا تشرب إلا ساخنة، ما لم يقتحم أحدهم خلوتي مرة أخرى!

استكشف المزيد حول قصة قصص الشتاء القهوة

بقلم محمد عادل

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة