اسماعيل على لطفي محمد مايو 7, 2023, 9:13 ص

"لم يكن يظن أنها ستهزمه" الفصل الثالث

مضت سبعة أيام متتالية، لم يكن أحمد يُحصي تلك الأسابيع المنصرمة سريعًا مكونة شهورًا مثل الشهور الأولى لجنين يكتمل داخل أحشاء أمه...

كل ما كان يريده هو أن يستمتع بتلك الأوقات التي كان يقضيها مع آمنة في بيت عائلتها... تلك الفتاة التي أضحت تملأ ثنايا الفراغ العريضة في يومه الطويل، وأن يبدأ إسدال الستار عن فصل مضى من حياته عاش فيه وحيدًا من غير عائلة تحتويه ويُنسب إليها، حتى وإن كانت عائلة هذه الفتاة.

لم يدم على الأمر أكثر من ثلاثة أشهر حتى بات أحمد يفكر في قرار أكثر تعمقًا يوطد تلك العلاقة بشكل أكبر، إنه يفكر الآن بعقد الرباط المقدس، ويريد عقد قرانه عليها... ولكن لسبب ما بدا وكأنه متردد في داخله...

ذلك الصوت القادم من بعيد في أعماق وجدانه عاد ليذكره مرةً أخرى بأن هذا ليس ما نريده... ليست هذه هي الزوجة المنشودة التي نريد أن نمضي معها القادم من العمر، وأن يبني البيت والعائلة..

لا يوجد مجال للرجوع إلى الوراء إذا عقدت قرانك عليها... دعنا ننتظر ونفكر مليًّا في الأمر برمته مرةً أخرى... الأمر ليس عبثًا.. الأمر خطير جدًا... لينتصر في نهاية الأمر بُعبُع خوفه من الرجوع إلى الوراء حيث نقطة الصفر، خوفه من عدم سنوح مثل تلك الفرصة التي قد لا تعوض مرةً أخرى..

تحدث أحمد مع عائلة آمنة حول رغبته في عقد القران بشكل عاجل وكأنه لم يكن يريد إعطاء مساحة للصراعات التي تدور في رأسه خشية أن يهزم خَوفه وينصاع إلى صوت العقل الذي يخبره أن هذه الزيجة لن تدوم حتى وإن طالت، رصيده القليل من الخبرات والتجارب، كان دائمًا من حلفاء انتصار خوفه على عقله..

بالرفاء والبنين.. كانت هذه آخر كلمات المأذون الذي عقد قرانهما في حضور عائلي بسيط وبعض الأقارب من عائلة آمنة والقليل من أصدقاء أحمد المقربين، قبل أن يفلت يده برفق من يد والدها وهو ينظر إليه نظرة الأب المحب لصهره قائلاً لأحمد: "ألف مبروك يا بني، ربنا يجمع بينكما قريبا بالخير وعقبال الذرية الصالحة"...

ابتسم أحمد ابتسامة عريضة يكسوها الامتنان لوالدها، وقال مداعبًا: "في حياتك يا عمي إن شاء الله، ثم طلب منه أن يخرج برفقة آمنة لدعوتها للعشاء معه احتفالاً بعقد قرانهما..

بقلم اسماعيل على لطفي محمد

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.