في إحدى الضواحي القديمة في القاهرة منذ عشر سنوات، كان هناك بيت معروف بجماله وتاريخه العريق، وكان البيت مملوكًا لعائلة ذات قدر من الثراء، وعُرِف بوجود قلادة نادرة مُرصَّعة بالأحجار الكريمة وكانت تُعدُّ من إرث العائلة. وفي يوم من الأيام، أقامت العمة منى حفلة عيد ميلادها وقرَّرت أن تكون الحفلة كبيرة، دعت إليها جميع الأقارب والأصدقاء.
في أثناء الحفلة، وعندما كان الجميع يستمتع بالغناء والرقص، صرخت العمة منى: "لقد سُرِقت القلادة!"
فبحث ابن أخيها سامي الذي يعمل محقق شرطة عن السارق بطريقته الخاصة وبدأ في التحقيق في الأمر.
سأل سامي الجميع عن مكان وجودهم عندما اكتشفت العمة منى اختفاء القلادة. كانت الشكوك تدور حول ثلاثة أشخاص رئيسيين:
ابن العمة منى، محمود: وكان شابًا سيئ الأخلاق، ويبدو أنه كان متحمسًا للحصول على القلادة ليبيعها ليصرف مالها على ملذاته.
ابنة الجيران، صفية: وقد كانت دائمًا تُظهر اهتمامًا خاصًّا بالقلادة، وكانت كثيرًا ما تتحدث عنها بإعجاب.
السائق القديم، سعيد: كان يعمل مع العائلة منذ سنوات، ولكنه كان له ماضٍ غامض، ولم يعرف الكثير عنه شيئًا عندما التحق بعمله مع العائلة.
قرَّر سامي التحدث مع كل واحد منهم على حدة، وخلال حديثه مع محمود لاحظ وجود آثار لمعان من الأحجار القديمة على يديه، وقد كانت تبدو آثار أحجار كريمة.
وبينما كانت صفية متوترة وعيناها تتنقلان بين الحضور وكأنها كانت تخفي شيئًا ما، كان سعيد هادئًا على نحو مريب. وعندما سأله سامي عن القلادة، لاحظ وجود شحوب قليل على وجهه.
وبعد أن جمع المعلومات، قرَّر سامي استدعاء الجميع مرة أخرى وقال لهم: "إن القلادة ليست مجرد جواهر، بل هي تراث لعائلة العمة منى، ويوجد شخص منكم يتطلع إلى أن يستفيد منها."
ثم أظهر صورة للقلادة مطابقة للتي فُقِدت، وكانت تلك الصورة من أحد معارض الجواهر قبل أيام قليلة، فأصاب الذعر الجميع وبدأ الشك يتزايد بينهم، لكن سامي كان لديه خطة.
استخدم سامي ذكاءه وطلب من كل شخص أن يكتب في ورقة صغيرة أين كان في وقت اختفاء القلادة. حينما قرأ الأوراق وجد أن محمود ذكر أنه كان في الطابق العلوي، لكن لم يكن هناك أي شاهد له.
بينما أكدت صفية أنها كانت تتحدث مع العمة منى، فسأل المحقق سامي العمة، وأكدت ذلك. أما سعيد فكتب أنه كان يعمل في الحديقة، إذ كان يغسل السيارة. شكَّ سامي في السائق سعيد وذهب لفحص السيارة، فوجدها مبللة قليلاً بالماء ولا يزال هناك آثار من الماء حولها.
في النهاية، توصل سامي إلى أن محمود هو من سرق القلادة بعد أن هرب إلى الطابق العلوي، وقد أخفاها في أحد الصناديق القديمة. وعندما واجهه بهذا، انهار واعترف بفعلته مبررًا السبب بأنه كان يريد بيعها لسداد ديونه.
استعادت العمة منى القلادة، وخرج سامي من البيت الكبير وقد ترك بصمته كأفضل محقق في القاهرة، لكن الحفل لم ينتهِ كما بدأ؛ فقد كان له نكهة خاصة من الإثارة والتشويق لا تُنسَى أبدًا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.