قصة "لحظات مبعثرة".. قصص قصيرة

جلس حسين يفكر في زواجه من تلك الفتاة التي أحبها من قلبه، وأثقلته الهموم بانشغالها عنه بابنهما الرضيع ذي الثمانية أشهر.

فكَّر حسين في تلك النصائح التي كان يسديها له ولزوجته معظم أصدقائهما وأقربائهما، بألا يدعوا فرصة إلا للمرح قبل أن يرزقهما الله برضيع يملأ حياتهما بالصخب والحركة والببرونات والحفاضات والمكعبات والألعاب المبعثرة هنا وهناك.

لحظات، وسمع حسين زوجته تجري كالمجنونة نحو سرير الرضيع، تمسكه قبل أن يسقط ويرتطم بالأرض.

لحظات أخرى وعلا بكاء الرضيع؛ يريد الرضيع أن يعتمد على نفسه ويمسك الطعام بأصابعه الصغيرة التي تشبه عينات لأصابع بني البشر.. يحاول الرضيع أن يمسك حبة من الأرز المطبوخ، لكنها سقطت من يده. يحاول أن يمسكها مرارًا وتكرارًا في مدة كان بإمكان شخص كبير أن يتناول فيها ربع كيلو من الأرز المطبوخ.

لحظات أخرى وعلا صوت الرضيع يعترض ويصرخ احتجاجًا؛ فهو لا يريد أن يتدرب على قضاء حاجته في مكان مخصص له في الحمام.

ذهب حسين لعمله، وعاد والحال هو الحال، لكن والدة زوجة حسين اتصلت تطمئن على صحة الرضيع، وتنصح ابنتها بأن تهتم بالرضيع، فطفل اليوم رجل المستقبل، وأن ترتبط بالرضيع، فتنام متى نام الرضيع وتستيقظ متى استيقظ الرضيع، حتى تستطيع أن ترعى الرضيع جيدًا.

ازداد حسين سخطًا على ذلك الوضع المأساوي له؛ لقد أخذ ذلك الرضيع اهتمام الجميع، حتى إن زوجة حسين لم تعد تسهر مع حسين كما كانا يفعلان قبل مجيء ذلك الرضيع المدلل.

انقضت تلك اللحظات المبعثرة، واقترب وقت نوم الرضيع المدلل؛ لذا جهزت زوجة حسين ملابسها وملابس الرضيع لتأخذ هي والرضيع حمامًا دافئًا.

ما إن انتهت زوجة حسين من تجفيف جسد الرضيع، ألبست الرضيع ملابسه، ونادت على حسين؛ ليأخذ الرضيع ويضعه على سرير الأطفال. أما هي، فلفرط عشقها للماء الدافئ، تأخرت بعض الدقائق، ثم التفت ببشكير، وخرجت تهرول سريعًا باتجاه غرفة الطفل؛ لتجد الرضيع غارقًا في النوم.

أما حسين، فقد انتهزها فرصة؛ فقال لزوجته كلمات كثيرة، وذهبا معًا لغرفة نومهما؛ ليقضيا الليل على طريقتهما الخاصة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

كل مرة تبهرينى بما لديكى
من إبداع يا صديقتي
كل التوفيق والنجاح ❤🌹🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مرحبا من جديد، خالص ودي وتحياتي لك، وشكرا جزيلا صديقتي العزيزة سعاد صادق على تعليقك الذي يسعدني وأعتز به كثيرا، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة