قصة "لا تستسلم فالقادم أفضل".. قصص قصيرة

نمر في حياتنا اليومية بالعديد من المشاكل، والله يختبر عبده في مواقف عديدة، فهذه الدنيا سفر ولكل فرد أجله واختبارات كثيرة، لكن في بعض الأوقات يمر المرء بفترات عصيبة فيقرر الاستسلام، فأردت أن أسرد لكم هذه القصة لعلها تغير من قراركم وتجعلوها ربما قدوة في حياتكم

في حي بسيط لا بأس به وسط حقل واسع، حيث تبعد العمارة عن أختها بمسافة عشرة أمتار تقريبًا، تعيش فتاة اسمها ديزل بعمر ثماني سنوات، كانت فتاة فائقة الجمال، شعرها أشقر، عيناها زرقاوان، كانت تذهب كل يوم إلى المدرسة الابتدائية القريبة من بيتها.

كان لها إخوان توأمين بعمر أربع سنوات، وأختين عمر الصغيرة سنة واحدة، أما الثانية فكان لها خمس سنوات، لم يكن لديها أب، فقد مات بسبب اصطدام سياراته بشاحنة كبيرة، وذلك بعد ولادة أختها الصغيرة بأسبوعين تقريبًا.

كانت أمهم تعمل ليلاً ونهارًا لكي تحصل على المال لتغذي أولادها وتدفع فواتير الماء والغاز والكهرباء، عملها لم يكن مستقرًا؛ ففي بعض الأحيان تطبخ الخبز وتبيعه، وفي الحين الآخر تجدها غارقة في أعمال الخياطة التي سبق وكانت هواية تحب ممارستها في أوقات الفراغ؛ لأن الأم كانت تعمل في شركة بعد سنوات طويلة من الدراسة، ولكنها طردت منها بسبب مشكلة صغيرة.

كانت "ديزل" فتاة تحب مدرستها وزملاءها حتى أساتذتها خاصة أستاذ الرياضيات لأنه كان يعوض أباها الذي مات، كانت تتحصل على أعلى المعدلات وتصنف ضمن أولى المراتب.

  في أحد أيام الشتاء الباردة مرضت الأم بمرض خطير، كانت "ديزل" مجبرة على ترك المدرسة لإعانة أمها وإخوتها.. مرت الأيام بسرعة البرق والأم لم تستطع النهوض على رجليها، فقد تدهورت صحتها حتى إنها لم تستطع تأمين غذاء أولادها، إضافة إلى ذلك أنها لم تدفع الفواتير، وبعد حين وصل تحذير مكتوب عليه إن لم يتم تسديده فواتير اللواء في خمسة أيام قادمة فسيضطرون إلى ترك البيت والرحيل، ولسوء الظن هذا الذي حدث، كانت الأم تحاول لكن بلا جدوى، فقد كانت تحتاج إلى علاج من طرف الأطباء المختصين، لكن لم يكن لديها النقود لتهتم بصحتها، كانت تعاني لكن لم تكن تظهر معاناتها لأبنائها، فقد كانت تحافظ على البسمة العريضة في وجهها الجميل بعد خمسة أيام طردوا من المأوى الوحيد الذي بقوا متشبثين فيه إلى آخر لحظة.

في منتصف الشتاء أمضوا الليلة الأولى في الشارع، في البداية لم يتمكنوا من النوم؛ بسبب البرد القارس لكن بعد بكاء طويل مع طلوع الفجر استسلموا للنوم.. 

في الصباح أيقظتهم أصوات الناس في الشارع،  كان الوضع سيئاً جدا، فإذا بالطفلة الصغيرة تصيب بنزلة برد، في اليوم التالي قررت الأم الذهاب والبحث عن مكان أفضل لأولادها، رافقها أبناؤها الخمسة مشيًا على الأقدام في الشارع يأملون أن يجدوا قلوبًا تشفق عليهم وتهتم لشأنهم..

عند غروب الشمس جلسوا قرب بيت كان يبدو مهجورًا بدأت الأمطار بالتهاطل، كان الأطفال جائعين وعطشانين، لكن لم يكن لهم الخيار سوى النوم في البرد.

تلك الأم التي لم تذق الطعام منذ يومين، لأول مرة تنهار مستسلمة اعتقادًا أنها لم تمنح العناية الكافية لأولادها، فجأة فإذا بعجوز تفتح باب البيت وتستقبلهم في بيتها دون تردد أخذت الأم تشكر العجوز وتحمد الله على كل شيء، وأخيرًا سينامون في سرير دافئ..

في اليوم التالي رافقت العجوز الأم وأبنائها إلى الطبيب ليستعيدوا صحتهم، وبعد تحسن وضعهم خافت الأم أن يكونوا عبئًا ثقيلاً على العجوز، فقررت الذهاب لتبحث عن عمل لتعيد خير العجوز . 

عملت الأم بجد بعد أن فقدت الأمل تمامًا وبفضل شهادتها التي احتفظت بها الصعاب كلها، تحصلت على منصب عالٍ في شركة أعمال كبيرة، وبعد شهرين من العمل الجاد استطاعت الأم شراء بيت جديد أفضل من القديم أرادت أن تذهب إليه لتسكن فيه هي وأولادها، إلا أن وقت الفراق كان أمرًا صعبًا، فقد تعود الأطفال على العجوز وكانت بمثابة جدة لهم، فلم تتردد الأم بدعوتها إلى السكن معهم..

مع مرور الوقت استقروا في البيت الجديد وبحثت الأم عن مدرسة جديدة لابنتها ديزل وإخوتها، فلم تكن بالبعيدة عن بيتهم، تأقلمت ديزل مع المدرسة الجديدة وكونت صداقات عديدة، بعد أن كبرت درست في جامعات مشهورة وحققت حلمها الذي لا طالما أرادت تحقيقه هو أن تصبح مضيفة طيران.

لكل بداية نهاية ولهذه القصة نهاية سعيدة "لا تستسلم"

في المدرسة يعلموننا دروسًا جديدة ثم يختبروننا لكن الحياة تمتحننا لتعلمنا دروسًا وعبرًا كثيرة.

مرحبا 🙂انا مليسا تلميذة من الجزائر🇩🇿 من مواليد 2009 اعتبر الكتابة كهواية امارسها في اوقات فراغي فتطرقت الى جوك لانشر لكم بعض مقالاتي التي تختلف واحدة عن اخرى ...💟 إضافة الى ذلك أنا شخصية موهوبة وطموحة ومجتهدة، ولدي مهارات كثيرة و و محبة للخير كثيرا 🤍🤗 ... ......😔

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

سبتمبر 9, 2023, 10:04 ص

تعليقاتكم 🤍..😔

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
سبتمبر 24, 2023, 6:14 ص - سومر محمد زرقا
سبتمبر 23, 2023, 2:32 م - بومالة مليسا
سبتمبر 23, 2023, 2:19 م - بومالة مليسا
سبتمبر 23, 2023, 11:08 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 23, 2023, 9:11 ص - سهيلة يحيى زكريا
سبتمبر 21, 2023, 12:47 م - إياس فرحان الخطيب
سبتمبر 21, 2023, 12:26 م - آسيا نذير القصير
سبتمبر 21, 2023, 8:50 ص - وليد فتح الله صادق احمد
سبتمبر 21, 2023, 7:44 ص - سحر حسين احمد
سبتمبر 21, 2023, 7:37 ص - خلود محمد معتوق محمد
سبتمبر 20, 2023, 8:18 ص - سومر محمد زرقا
سبتمبر 20, 2023, 6:20 ص - زينب هلال
سبتمبر 18, 2023, 2:57 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 18, 2023, 8:23 ص - زينب هلال
سبتمبر 18, 2023, 7:21 ص - سومر محمد زرقا
سبتمبر 17, 2023, 9:58 ص - وصال وداعه علي
سبتمبر 17, 2023, 6:26 ص - مني حسن عبد الرسول
سبتمبر 16, 2023, 1:31 م - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 15, 2023, 12:45 م - سهيلة يحيى زكريا
سبتمبر 14, 2023, 9:01 ص - صفاء السماء
سبتمبر 14, 2023, 8:05 ص - أسماء محمد حمودة
سبتمبر 14, 2023, 7:03 ص - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 14, 2023, 6:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 13, 2023, 6:44 م - صفاء السماء
سبتمبر 13, 2023, 5:36 م - صفاء السماء
سبتمبر 13, 2023, 9:27 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 13, 2023, 7:25 ص - مني حسن عبد الرسول
سبتمبر 13, 2023, 6:19 ص - حسام عبدالله الساحلي
سبتمبر 12, 2023, 5:52 م - صفاء السماء
سبتمبر 12, 2023, 5:13 م - صفاء السماء
سبتمبر 12, 2023, 2:19 م - حنين عبد السلام حجازي
سبتمبر 12, 2023, 8:05 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 12, 2023, 6:47 ص - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 11, 2023, 7:36 م - صفاء السماء
سبتمبر 11, 2023, 2:57 م - مبدوع جمال هند
سبتمبر 11, 2023, 8:51 ص - صفاء السماء
سبتمبر 11, 2023, 6:24 ص - سهيلة يحيى زكريا
سبتمبر 11, 2023, 5:09 ص - أنس بنشواف
سبتمبر 11, 2023, 5:08 ص - جلال ناجي حسن
سبتمبر 10, 2023, 10:54 ص - التجاني حمد
سبتمبر 10, 2023, 9:44 ص - أسماء خشبة
سبتمبر 10, 2023, 9:19 ص - شادى محمد نجيب
سبتمبر 9, 2023, 1:14 م - هشام بوطيب
سبتمبر 9, 2023, 11:14 ص - صفاء السماء
سبتمبر 9, 2023, 11:10 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 9, 2023, 9:51 ص - وصال وداعه علي
سبتمبر 9, 2023, 8:12 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 9, 2023, 8:12 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 7, 2023, 6:48 م - بومالة مليسا
سبتمبر 7, 2023, 1:07 م - بومالة مليسا
سبتمبر 7, 2023, 12:59 م - بومالة مليسا
سبتمبر 7, 2023, 12:33 م - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 7, 2023, 11:54 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 7, 2023, 8:09 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 6, 2023, 7:07 م - مجانة يمينة
سبتمبر 6, 2023, 6:39 م - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 6, 2023, 7:16 ص - زينب علي محمد
سبتمبر 6, 2023, 5:59 ص - عزام جمعة سعيد
سبتمبر 5, 2023, 1:24 م - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 5, 2023, 10:31 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 5, 2023, 9:44 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 5, 2023, 8:47 ص - لؤي نور الدين الرباط
سبتمبر 4, 2023, 5:19 م - صفاء السماء
سبتمبر 4, 2023, 11:18 ص - آسيا نذير القصير
سبتمبر 4, 2023, 6:12 ص - صفاء السماء
سبتمبر 3, 2023, 1:31 م - مجانة يمينة
سبتمبر 3, 2023, 10:52 ص - أ. د. محمود سطوحي
سبتمبر 3, 2023, 9:52 ص - هاني ميلاد مامي
سبتمبر 3, 2023, 9:40 ص - صفاء السماء
سبتمبر 3, 2023, 5:23 ص - صفاء السماء
سبتمبر 2, 2023, 7:05 م - صفاء السماء
سبتمبر 2, 2023, 2:24 م - فضل الله يوسف فضل الله الشاعر
سبتمبر 1, 2023, 10:51 ص - ناصر مصطفى جميل
أغسطس 31, 2023, 11:12 ص - رايا بهاء الدين البيك
أغسطس 31, 2023, 9:57 ص - عادل عبدالستار العيلة
أغسطس 30, 2023, 8:19 ص - بوعمرة نوال
أغسطس 30, 2023, 7:56 ص - لؤي نور الدين الرباط
أغسطس 30, 2023, 7:37 ص - احمد عبدالله على عبدالله
نبذة عن الكاتب

مرحبا 🙂انا مليسا تلميذة من الجزائر🇩🇿 من مواليد 2009 اعتبر الكتابة كهواية امارسها في اوقات فراغي فتطرقت الى جوك لانشر لكم بعض مقالاتي التي تختلف واحدة عن اخرى ...💟 إضافة الى ذلك أنا شخصية موهوبة وطموحة ومجتهدة، ولدي مهارات كثيرة و و محبة للخير كثيرا 🤍🤗 ... ......😔