تجربة «هارلاند ساندرز» مؤسس كنتاكي والمعروف باسم «كولونيل ساندرز» حياة كاملة من الإخفاقات، ولكن إصراره على النجاح دفعه للاستمرار في محاولات النجاح حتى تمكن من تحقيق حلمه بعد سن الستين.
ولادته وقصة حياته
سنة 1895 مات ديفيد ساندرز وترك زوجة وثلاثة أطفال، أكبرهم هارلاند ذو السنوات الخمس، وبلا شك لم يكن لديهم أي مصدر دخل، فاضطرت الأم أن تترك أطفالها في البيت وتذهب للعمل في مصنع صلصة، وكانت توصي هارلاند أن يرعى إخوته، فكان يعد لهم الطعام على الرغْم من صغر سنه.
سنة 1902 تزوجت أم هارلاند، وكان عمره اثني عشر عامًا، وكانت علاقته سيئة جدًّا بزوج أمه، وبعد سنة ترك الدراسة وهو في الصف الأول الإعدادي، وترك البيت وعمل مزارعًا في إحدى المزارع.
سنة 1906 انتقل هارلاند للإقامة مع عمه الذي كان يعمل في شركة الترام، ثم تطوع في الجيش، وبعد نحو سنة ونصف فُصل من الخدمة لأنه تشاجر مع قائده، فعاد لعمه ليجد أن أحد أشقائه هرب من بيت أمه أيضًا بسبب سوء معاملة زوج أمه، وأقام مع شقيقه عند عمه، فوظفه عمه في شركة الترام لتنظيف أحواض القطارات.
وفي سنة 1909 تزوج هارلاند وهو في التاسعة عشرة من عمره، وعمل رجل إطفاء.
وفي سنة 1916 طُرد هارلاند من عمله لأنه تشاجر مع زميله في العمل، وانتقل للعمل في سكك حديد بنسلفانيا. وبعد ثلاث سنوات، أي في سنة 1919، طُرد من عمله لأنهم عدُّوه متمردًا.
ظل هارلاند سنة كاملة دون عمل، وتركته زوجته وعادت إلى بيت أبيها بسبب ضيق الحال. وبعد سنة عُيِّن في شركة قوارب لعبور نهر أوهايو سنة 1920، ولكن بعد سنتين، في سنة 1922، طُرد أيضًا، فانتقل للعمل بولاية كنتاكي بائعًا في شركة ميشلان، لكن بعد سنتين، في سنة 1924، أغلقت ميشلان فرعها في كنتاكي وسرّحت الموظفين، فقابل شخصًا كان قد تعرف عليه في أثناء عمله في ميشلان، وسأله عن عمل، فعينه مديرًا لمحطة بنزين شل على الطريق، واستمر في هذا العمل ست سنوات.
وفي سنة 1930 أغلقت المحطة بسبب الأزمة المالية العامة في الولايات المتحدة، وبعد بضعة أشهر من البطالة، عرضت شركة شل المالكة لمحطة البنزين تشغيل المحطة دون إيجار لتشجيع الناس على تشغيلها، فاستأجرها هارلاند، وجهّز بها مقهى أطلق عليه اسم عائلته "ساندرز كافيه"، وكان يقدم في هذا المقهى أطعمة ومشروبات نالت إعجاب رواده، فكان المقهى دائمًا مزدحمًا، وذاع صيته حتى إن روبي لافون، حاكم ولاية كنتاكي، منح هارلاند ساندرز رتبة كولونيل فخري لولاية كنتاكي، ليعرف بعدها باسم "كولونيل ساندرز".
وفي سنة 1939 نشب حريق كبير في المقهى، فبادر الكولونيل ساندرز بتجديده وتوسعته، وأقام فندقًا فوقه، وعاد المقهى للعمل مرة أخرى بعد نحو سنة كاملة من التوقف.
سنة 1941، وبسبب دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، جرى تقليل كميات الغاز، فاضطر كولونيل ساندرز إلى إغلاق المطعم، وذهب للبحث عن عمل، وكان عمره وقتها 51 عامًا، فعُيِّن مشرفًا في أحد المطاعم، ثم وجد وظيفة أفضل ليعمل مساعد مدير كافيتريا.
سنة 1949، وبسبب تدهور حالته المادية، طلق زوجته وكان عمره 59 سنة، فأصبح بلا بيت يأويه.
اكتشاف خلطة الدجاج المذهلة
تمكن كولونيل ساندرز من إعداد تتبيلة للدجاج المقلي مكونة من أحد عشر نوعًا من التوابل والأعشاب، وكان يتجول سيرًا على قدميه ليعرضها على المطاعم، وقد أطلق على هذه التتبيلة اسم "كنتاكي فرايد تشيكن"، وكان عمره وقتها 61 سنة، وبدأت المطاعم تشتري منه التتبيلة، فتمكن من شراء سيارة، وكان ينام فيها ويجهز الخلطة في حقيبتها.
سنة 1952، وكان عمره 62 سنة، تمكن من جمع مبلغ بسيط، وفتح أول مطعم، وأطلق عليه اسم التتبيلة "كنتاكي فرايد تشيكن" (KFC)، ثم أوقف بيع التتبيلة للمطاعم الأخرى، فانتشرت شهرة مطعمه، وازداد الزحام أمامه جدًّا، ليبدأ في فتح فروع أخرى، حتى وصل عدد فروعه داخل الولايات المتحدة سنة 1963 إلى ستمائة فرع.
سنة 1964، وكان عمر كولونيل ساندرز 74 سنة، باع KFC لاثنين من المستثمرين بمبلغ مليوني دولار، مع عضوية دائمة في مجلس إدارة KFC، وراتب شهري 70 ألف دولار مدى الحياة.
ولكن سنة 1978 أعلن كولونيل ساندرز أنه غير راضٍ تمامًا عن مستوى دجاج كنتاكي؛ لأنهم يقللون من الجودة ويخفضون السعر للانتشار، وأن اعتراضاته لا تؤخذ في الحسبان.
وفي سنة 1980 مات كولونيل ساندرز عن عمر 90 سنة، ليترك كنتاكي وقد أصبح لديها 11 ألف فرع في أنحاء العالم.
المصادر
- كولونيل ساندرز - رجل الدجاج المقلي - جيه واي سميث
- كولونيل ساندرز والحلم الأمريكي - جوش أوزيرسكي
- إدارة الأعمال الصغيرة - إطلاق وتنمية المشاريع الريادية - وليم بيتي وفرانك هوي
مقال رائع صديقي ... دمتم بخير
شرف عظيم ليا متابعتك
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.