ومع مرور الأيام بعد أن كانت لي وظيفة ساعٍ وسائق، انتقلتُ إلى وظيفة أخرى فقد أصبحتُ بمثابة الذراع الأيمن للسيد شنايدر، فكان يكلفني في مبتدأ الأمر ببعض المهام الصغيرة مثل إرسال بعض المستندات العاجلة إلى بعض العملاء، لإنجاز بعض المهام الصغيرة في المحكمة بعد ذلك كنت أذهب مع السيد شنايدر إلى المحكمة وبذلك اطلعت على أشياء وأسرار كبيرة في هذا المجال.
وكنت أقضي إجازتي السنوية مع السيد شنايدر وعائلته في ربوع أوروبا النمسا أو سويسرا.
خاصة في إجازات فصل الشتاء حيث الثلوج التي تغطي الجبال، وذلك لمزاولة رياضة التزحلق على الجليد.
بعد عودتي من إحدى الإجازات كلفني السيد شنايدر بشراء بعض الخبز من المخبز المجاور، ذهبتُ إلى هناك فوجدتها، ملاك يتمتع بجمال طبيعي هادئ، وقوام ممشوق، وشعر ذهبي، وعيون في زرقة السماء.
كانت كالطيف العابر الذي أشعل قلبي وهز روحي، خُيّل إليّ أنني كنتُ أعمى فهذه هي المرة الأولى التي أدرك فيها أن هناك شيء اسمه الجمال، وهو أمامي الآن.
ابتسمتْ لي وهي تقدم لي الخبز الذي اشتريته منها، ذهبتُ إلى المنزل فلم تفارق صورتها خيالي، وتمنيتُ أن يرسلني السيد شنايدر مرة أخرى لشراء مزيد من الخبز.
وفي اليوم التالي تعمدتُ الذهاب إلى هذا المخبز لا لشراء الخبز، ولكن لكي أُمتع نظري برؤيتها ثانية وثالثة ورابعة.
وأخيرًا تجرأتُ وطلبتُ منها قبول دعوتي لتناول قدح من القهوة، كنتُ أطير فرحًا عندما أومأت (سابينا) برأسها بالموافقة.
وذلك بعد انتهاء ورديتها، وتكررت اللقاءات وتطور الإعجاب، وأصبح حبًّا جارفًا.
كنا نلتقي يوميًا، دعوتها إلى غرفتي لترى بعض الصور عني وعن مصر، وتكرر اللقاء في غرفتي، وتعاهدنا على تتويج هذا الحب بالزواج، مرت الأيام وأصبحت شهورًا وجاءت سابينا يومًا وقالت لي:
-يا رجب أعتقد أنّني حامل..
سنعود إلى تكملة قصة رجب إن شاء الله في الجزء السادس...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.