قصة "كتاب الظلام".. قصص رعب

في أحد الأيام العاصفة، عندما كانت ليان تتجول في أرجاء المنزل القديم الذي انتقلوا إليه حديثًا، لاحظت شيئًا غريبًا في زاوية العلية. كان صندوقًا قديمًا مغطى بالغبار، ويبدو وكأنه لم يُفتح منذ سنوات. قلبها بدأ ينبض نبضًا سريعًا، تلك العلية التي كانت مملوءة بكثير من الأشياء المهملة والمظلمة، ولكن هذا الصندوق جذب انتباهها على نحو غريب.

دون أن تفكر كثيرًا، قرَّرت ليان أن تفتح الصندوق. عندما رفعت الغطاء، اكتشفت داخل الصندوق كتابًا قديمًا جدًّا. كان غلافه أسود تمامًا، مغطى بخطوط غريبة، وكأنها رموز غير مفهومة. لا عنوان، ولا أي علامة تشير إلى من صاحبه، وكان يبدو وكأن الكتاب كان ينتظرها طوال هذه السنوات.  

فضولها سيطر عليها، وأخذت الكتاب بين يديها. عندما أمسكت به، شعرت بشيء غريب يسري في جسدها، شعور لم تشعر به من قبل. كان الكتاب يبدو خفيفًا، ولكن مع ذلك كان يشعر وكأنه يحمل شيئًا ثقيلًا. فكرت ليان: "ماذا يمكن أن يكون هذا الكتاب؟"  

تأملت الكتاب قليلًا، ثم قرَّرت أن تفتحه. كانت تلك اللحظة التي قد تغيِّر حياتها للأبد.  

أحداث مرعبة:  

عندما فتحت ليان الكتاب، اكتشفت أنه فارغ تمامًا. لا شيء على الصفحات سوى الورق الأبيض. شعرت ببعض الارتباك، هل هذا الكتاب قديم جدًّا حتى إن الحبر قد تلاشى؟ أو ربما شيء غريب قد حدث له؟  

بينما كانت تنظر إلى الصفحات الفارغة، بدأت الكلمات تظهر شيئًا فشيئًا، كما لو كانت تُكتب من تلقاء نفسها. كانت الكلمات الأولى غريبة، وتبدو وكأنها تخاطبها مباشرة: "أنتِ اخترت فتح الكتاب، والآن لا مفر لكِ."  

كانت ليان في البداية تشعر بالدهشة، ولكن الفضول دفعها لقراءة المزيد. وكلما قرأت أكثر، شعرت بشيء غريب في الغرفة. كان الجو يصبح أكثر برودة، والظلال حولها تبدأ في التحرك بشكل غير طبيعي. الصوت أصبح أكثر خشونة، وكأنها تسمع همسات قادمة من الكتاب نفسه.  

ثم بدأت ترى أشباحًا مظلمة تتحرك في الزوايا، وكأنها كائنات غير مرئية تراقبها. كانت الكلمات في الكتاب تتغير بسرعة، وتكتب عن أشياء غريبة جدًا: "الظلام قريب... والباب سيغلق للأبد." كانت تزداد الرغبة في إغلاق الكتاب، ولكن كلما حاولت، كان الكتاب يُفتح أكثر.  

في لحظة من الرعب، شعرت ليان بأن المكان أصبح ضيقًا. الأثاث بدأ يتحرك، والباب الذي كانت تحاول الهروب منه أغلق بقوة خلفها. حاولت الهروب، لكنها كانت عالقة في مكان مظلم، حيث لا شيء سوى الكتاب يكتب كلماتها.  

كلما قرأت، أصبحت الكلمات أكثر وضوحًا، وأصبح الكتاب يكتب مصيرها. والظلال من حولها بدأت تصبح أكثر كثافة، وكأنها تستعد للانقضاض عليها.  

في النهاية، أدركت ليان أنها أصبحت جزءًا من الكتاب. كانت الكلمات التي كانت تقرأها تمثل ماضيها وحاضرها، وأصبحت تلك الظلال جزءًا من روحها. الكتاب كان لا يزال بين يديها، لكنه أصبح مغلقًا الآن، وتكتب صفحاته النهاية الوحيدة التي لا مفر منها: "الكتاب لا يُغلق أبدًا."  

عندما حاولت الهروب، اختفت ليان، وأصبح اسمها جزءًا من القصة المظلمة التي لا تنتهي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

الأمر كان شيَّقاً ... باتت ليان جزءً من قصة كانت تخشاها... أحسنت.
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة