اسمي حلا، وقصتي بدأت عندما انتقلنا إلى بيتنا الجديد في عام 2018، أمي متوفية وأعيشُ مع أبي وإخوتي الثلاثة.
كان على عاتقي مسؤولية البيت بأكمله، فأنا الفتاة الوحيدة في البيت.
جهزنا ملابسنا وأغراضنا وكنتٌ سعيدة جدًا وأخيرًا سيكون لدينا بيت كبير وغرفةٌ لي بمفردي، كنت على وشك التخرج من الثانوية.
...
ركبنا السيارة ونحن في الطريق للمنزل الجديد، كانت الطريق طويلة جدًا، وكان المنزل بعيدًا جدًا لا يوجد أي منازل قريبة منه ولا محلات تجارية، كانت المنطقة شبه مهجورة..
..
البيت كله كان مهجورًا ومملوءًا بالغبار ومدمّرًا ما عدا الحديقة الخارجية، فكانت مزهرة ونظيفة ومرتبة، وغرفة كبيرة في الطابق الثاني كانت شديدة الجمال فيها شرفة تطل على الحديقة، أعجبتني هذه الغرفة كثيرًا فاخترتها غرفة لي.. لم يكن عليّ التنظيفُ كثيرًا فغرفتي الأنظف منْ بين الغرف، رتّبت أغراضي، وفرشت سريري، ونمت فورًا من شدَّة التعب!
...
وفي اليوم الثاني شُغلت بالترتيب والتنظيف؛ فالبيت كبير جدًا وجهزت الأكل لأبي وإخوتي ولم أنتهِ حتى الليل، دخلتُ الحمام تدوشت وتعطرت.. ولبست فستانًا قصيرًا أحمر اللون زادني جمالًا، واستلقيت على سريري، وكان شعري لا يزال مبللًا، وإذا بي أسمع صوتًا في شرفتي!
فتحتُ الباب وخرجتُ، فلم أجد أحدًا! رجعت مكاني ونمت فإذا بي أستيقظ على يد تلمس شعري، فقمت صارخة من من أنت!
كان شابًا في غاية الوسامة، طويل وأسمر قليلًا، شعره أسود، عيناه في غاية الجمال، انبهرتُ من شدة وسامته، وصرخت في وجهه قائلة: من تكون وكيف تدخل غرفتي بهذه الطريقة، والتفتُ لنفسي وحاولت أن أغطي من جسمي ما يمكن تغطيته.
قام من سريري وتراجع قائلا: أنا آسف جدًا ولكنيّ رأيتكِ عندما دخلت المنزل وأردت أن أرحب بكِ، أهلًا بكم في منطقتنا.
قلت له: من تكون وكيف دخلت غرفتي! أخرج بسرعة إذا رآك أبي أو أحد إخوتي فسنقتل معًا.
أجاب مبتسمًا: اسمي مراد وأنا جار ٌ قريب منكم، دخلت غرفتك من الشرفة عرفتك ستختارين هذه الغرفة فهي الأجمل.
-بقيتُ جامدةً في مكاني منبهرة في جمال ابتسامته ثم أجبته، عفوًا منك، ولكني لا أسمح لك بدخول غرفتي بهذه الطريقة، وأنا خائفة أخرج فورًا.
مراد: آسف جدًا وأعدك ألا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى ....
...
خرج من الشرفة وبقيت أنا في مكاني منبهرة فيه كيف يملك كل هذه الثقة ويدخل غرفتي بهذه الطريقة..
....
مرَّ أسبوع على هذا الكلام ولم أرَ مراد أبدًا..
ولكني كنت أفكر فيه كثيرًا..
وفي تلك الليلة كنت أشعر بالمرض الشديد، كانت حرارتي مرتفعة جدًا، ولم أستطع حتى التحرك من مكاني، افتقدت أمي تمنيت وجودها بجانبي، كنت أشعر بألم شديد، حتى سمعت باب شرفتي يُفتح! على الرغم من أني متأكدة أني أغلقته جيدًا، فُتحَ الباب ودخل منه مراد استغربت وأخبرته كيف دخلت!
مراد: قولي مرحبًا أولًا.. ثم اسألي كيف دخلت
حلا: قلت لك أخبرني كيف دخلت! أخرج ربما يراك أحد.
مراد: أولًا كان صديقي يسكن هنا وكانت هذه غرفته.. وأكمل حديثه وهو يحضّر لي الكمادات! كنتُ أدخل له بهذه الطريقة فلدي حيلة خاصة بي! وأنا قريب جدًا من هنا! ولا تخافي أبدًا فلن يراني أحد.
حلا: ماذا تفعل؟
مراد: حرارتك مرتفعة جدًا، أودّ المساعدة فقط وبدأ يضع الكمادات على جبيني وهو ينظر في عيني!
..
كنت متعبة جدًا وهو لم يتركني أبدًا، ظل ممسكًا في يدي حتى نمت نومًا عميقًا، كانت أحن يدًا تمسك بي منذ وفاة أمي!
استيقظت في الصباح وكان بجانبي وهو يمسح ع شعري ويتأمل ملامحي، رأيت في عينيه وقبل أن أنطق بأي كلمة قال لي: حان الآن وقت رحيلي... وذهب!
أغلق هذا باب الشرفة وفتح أبي باب غرفتي!
خفت أن يكون سمعه أو رآه ولكنه لم يلحظ شيئًا..
أبي: هيا انهضي جهزي لنا الإفطار..
فأخبرته أنني مريضة ولا أستطيع النهوض.
خرج أبي وتركني.. وبقيت في سريري إلى الليل لم أشعر بالمرض قط، فكنت فقط أفكر فيه هل سيعود الليلة ليكون بجانبي!
لماذا لم أسئله أين يسكن، فلا يوجد مساكن قريبة من هنا أبدًا ..
لم أستطع أن أنام حتى الساعة 2 ليلًا ..
فجأة سمعت صوتًا في شرفتي وفُتح الباب!
دخل مراد: مرحبًا بك أعلم أنك بانتظاري..
حاولت أن أظهر له العكس وأن أخفي ابتسامتي: ماذا تريد لماذا أتيت؟
مراد: شعرتُ أنكِ بحاجتي فأتيت، وضع يده على جبيني ليقيس حرارتي وجلس بجانبي يحادثني لينسيني مرضي، بقيت مستيقظة طوال الليل ونحن نتحدث كنت في غاية السعادة، فأخبرته كل شيء عندي، ضحكنا كثيرًا حتى الصباح، ونفس الشيء قبل وصول أبي أخبرني أن عليه الرحيل، ورحل .
...
واستمرت علاقتنا .. أصبح يأتي لي كل ليلة ونتحدث كثيرًا كنتُ أسعد جدًا بوجودهِ جانبي، كان أحنّ من أي شخص في الوجود، كان بجانبي في كل شي.. أحببته جدًا لدرجة لا توصف، وهو أحبني كذلك، كنت متأكدة من هذا، فكل هذا الاهتمام لا يأتي إلا من محبٍّ كان ينصحني كثيرًا بخصوص كل شيء أكثر من أبي، ويمازحني كثيرًا، ويحدثني أكثر من أخي، ويهتم بي كثيرًا مثل أمي!
أحببته أكثر من الجميع.
سألته كثيرًا عن عائلته ولكن لم يخبرني بشيء ..
كنت أنتظره كل ليلة كان يأتي في الوقت نفسه نقضي طوال الليل معًا، كان يمسك يدي ويمسح على شعري ويحنّ عليَّ ولكنه لم يحاول لمسي أبدًا..
كلما دخلتُ غرفتي وأنا متضايقة كان يأتي لي ويهون عليَّ..
زاد إعجابي به وقررت أن أعترف له بحبي..
...
في تلك الليلة جاء متأخرًا عن موعده وكان يظهر عليه الحزن الشديد!
سألته ما بك؟ لم يجبني.. فقط رمى نفسه على صدري وبدأ يبكي يبكي بكاءً مرعبًا، كنتُ أرجف تحته وكانت دموعه تبللني..
لم أعُد أشعر بأطرافي تجمدت يداي وأنا ألفها ع جسمه الذي يرتجف من شدة البكاء، بقيتُ صامتة وأسمع لبكائه فقط بقي على هذا الحال أكثر من ساعة متواصلة، هدأ فجأة ونظر في عيني وقال لي: أحببتك.
أحسستها تغلغلت في جسدي على الرغم من أني كنت واثقة من حبه لي!
سألته ولماذا تبكي؟
أجابني: لأني لا أستطيع أن أكون معكِ.
تلبكتُ في كلماتي ولم أعلم ما أقول: ولماذا فأنا أيضا أحبك..
غمر رأسه في حضني وهمس لي أن أصمت..
حتى جاء الصباح..
قام مسرعا ليخرج وهو ذاهب ناديته!
مراد.. التفت لي.. قلت له: أنا لا أستطيع العيش بدونك أنا أعشقك! وقف صامتًا لمدة وهو ينظر لي!
لفت انتباهي أنه كان يقف بجانب مرآة خزانتي ولم أرَ انعكاسه على المرآة! استغربت كثيرًا واعتقدت أني أتخيل لأني لم أنم تلك الليلة!
يتبع.
يوليو 1, 2023, 10:05 ص
❤❤
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.