قصة "كأنها تصلي لي!".. قصص واقعية

منذ عشرة أعوام مضت، تعرَّفت عليها في مقر عملي، كانت فتاة شابة في أواخر العشرينيَّات، لم تكن قفزت بعد لتحجز مقعدها داخل قطار الزواج، قطار الزواج الذي أصبح هذه الأيام يجري سريعًا، وقليلًا ما يقف ليلتقط عروسين في عجالة، ليكمل طريقه غير عابئ بأماني كثير من الفتيات والشباب في هذا العصر.

وبحكم الزمالة، كانت صاحبتنا تظهر في كلامها وأفعالها ما قد يستميل الرجل ويجذب أنظاره إليها أو يحول تفكيره نحوها.

كحال الأنثى دائمًا، بذكائها الذي تعرف من خلاله كيف تغزل بفطرتها خيوطًا من الحيل حتى تصيرها شباكًا لصيد الذكر الذي تنتقيه بعناية بعدما تنتخبه من وسط المرشحين.

ولي هنا وقفة لا أستطيع تجاهلها، فبرغم ما حبا الله إناث بني آدم بالذكاء الذي يحفظ لهن كرامتهن وحياءهن إلا أننا نشاهد من تصرفاتهن هذا الزمان من التبذل ما لا يبقي لهن من آثار الحياء شيئًا.

وصاحبتنا كبقية فتيات هذا الزمان إلا من رحم ربي، ولأنني رجل متزوج فلا ضير أن تظن بعض النساء أنه لا مانع من أن أتزوج بأخرى، لأن المرأة في بلادنا من المستحيل أن تقبل أن يتزوج زوجها بزوجة أخرى، إلا في حالة واحدة، أن تكون هي هذه الأخرى.

كانت صاحبتنا تظهر تدينها وصلاتها لي، لعلي أختارها زوجة إن فكرتُ في الزواج بامرأة أخرى، فكانت إذا ذهبت لتصلي مثلًا راءت لعملها هذا ولوحت له أمامي، وكأنها تصلي لي.

وإذا جمعنا حوار أشارت إلى موضوع الصلاة من قريب أو من بعيد لعلها تضيف إلى كفة الميزان عندي ما يشجعني على التفكير فيها كامرأة صالحة تصلح زوجة ثانية، ولمَ لا فللرجل الحق في الزواج بواحدة واثنتين وثلاث وأربع، وكما قلنا فالمرأة في بلادنا لا تقبل بزوجة ثانية اللهم إلا إن كانت هي هذه الثانية.

وأنا الآن أتساءل، هل كانت تصلي لي؟ .. هل جدت عليها صلاتها لأجلي؟ إذا فبئس الفعل وبئس الصنيع، ولا أتمنى أن يصل الحال لبناتنا إلى ما وصل إليه حالهن اليوم.

وبين التظاهر والرياء تصلي صاحبتنا تارة وتترك الصلاة تارة أخرى، وأنا أدعو لها بالثبات وإخلاص النية لله وحده.

مهندس ومدون مصري، ولا عجب أن تجد المهندس في ميدان كتابة المحتوى، اسعى لمشاركة تجاربي في مجال العمل الحر والتدوين، للمزيد عني ستجدني في انتظارك هنا: madbology.com

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 28, 2023, 7:07 ص - ظافر أحمد أحمد
نوفمبر 28, 2023, 6:48 ص - ظافر أحمد أحمد
نوفمبر 28, 2023, 5:34 ص - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 27, 2023, 10:49 ص - أسماء خشبة
نوفمبر 26, 2023, 9:14 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:54 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 24, 2023, 9:55 ص - زبيدة محمد علي شعب
نوفمبر 24, 2023, 9:03 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 3:18 م - مصطفى محفوظ محمد رشوان
نوفمبر 23, 2023, 11:13 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 10:15 ص - سومر محمد زرقا
نوفمبر 23, 2023, 9:11 ص - حسن المكاوي
نوفمبر 22, 2023, 1:01 م - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 22, 2023, 9:13 ص - حسن المكاوي
نوفمبر 21, 2023, 6:16 ص - هبه عبد الرحمن سعيد
نوفمبر 20, 2023, 7:07 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 18, 2023, 11:20 ص - مصطفى محفوظ محمد رشوان
نوفمبر 18, 2023, 10:59 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 16, 2023, 2:07 م - بوعمرة نوال
نوفمبر 16, 2023, 9:00 ص - زبيدة محمد علي شعب
نوفمبر 16, 2023, 8:13 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 14, 2023, 2:00 م - سالمة يوسفي
نوفمبر 14, 2023, 7:57 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 14, 2023, 6:19 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 13, 2023, 7:38 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 13, 2023, 6:59 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 12, 2023, 8:39 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 11, 2023, 2:17 م - منال خليل
نوفمبر 11, 2023, 7:49 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 10, 2023, 9:02 ص - هيثم عبدالكريم عبدالغني هيكل
نوفمبر 9, 2023, 9:49 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 7, 2023, 9:46 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 7, 2023, 9:19 ص - حنين عبد السلام حجازي
نوفمبر 7, 2023, 5:10 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 6, 2023, 5:50 ص - بركان زينب
نوفمبر 4, 2023, 3:28 م - ناصر مصطفى جميل
نوفمبر 3, 2023, 7:42 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 3, 2023, 5:45 ص - ياسر الجزائري
نوفمبر 2, 2023, 9:19 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 2, 2023, 9:14 ص - إياد عبدالله علي احمد
نوفمبر 1, 2023, 3:12 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 1, 2023, 11:39 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 1, 2023, 8:10 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 1, 2023, 8:07 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 1, 2023, 6:21 ص - نجوى علي هني
أكتوبر 31, 2023, 7:34 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 7:16 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 7:06 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 31, 2023, 6:50 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 6:42 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 1:59 م - أسماء خشبة
أكتوبر 31, 2023, 1:37 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 31, 2023, 9:17 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 31, 2023, 5:50 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 30, 2023, 4:27 م - نجوى علي هني
أكتوبر 30, 2023, 10:35 ص - أسامة جاد الرب محمود
أكتوبر 30, 2023, 9:30 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 30, 2023, 5:55 ص - غزلان نعناع
أكتوبر 29, 2023, 3:40 م - عذراء الليل
أكتوبر 29, 2023, 10:48 ص - جوَّك آداب
أكتوبر 29, 2023, 10:29 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 29, 2023, 9:50 ص - منى محمد على
أكتوبر 29, 2023, 5:38 ص - نجوى علي هني
أكتوبر 29, 2023, 5:10 ص - إياد عبدالله علي احمد
أكتوبر 28, 2023, 3:04 م - عبير عبد القادر مرشحة
أكتوبر 28, 2023, 11:59 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 28, 2023, 11:26 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 28, 2023, 9:13 ص - جوَّك آداب
أكتوبر 28, 2023, 8:57 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 28, 2023, 8:06 ص - اسماعيل السيد
أكتوبر 28, 2023, 7:09 ص - اسماعيل السيد
أكتوبر 27, 2023, 1:36 م - غزلان نعناع
أكتوبر 27, 2023, 1:25 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 27, 2023, 12:39 م - خالد محمد شعبان
أكتوبر 27, 2023, 6:42 ص - خولة محمد فاضل
أكتوبر 26, 2023, 6:46 م - إياد عبدالله علي احمد
أكتوبر 26, 2023, 4:56 م - إياد عبدالله علي احمد
أكتوبر 26, 2023, 3:00 م - إياد عبدالله علي احمد
أكتوبر 26, 2023, 11:17 ص - هاجر فايز سعيد
أكتوبر 26, 2023, 9:39 ص - إياد عبدالله علي احمد
أكتوبر 26, 2023, 9:13 ص - عيسى رضوان حمود
نبذة عن الكاتب

مهندس ومدون مصري، ولا عجب أن تجد المهندس في ميدان كتابة المحتوى، اسعى لمشاركة تجاربي في مجال العمل الحر والتدوين، للمزيد عني ستجدني في انتظارك هنا: madbology.com