تحولت قصة قنديل أم هاشم إلى فيلم سينمائي بطولة الفنان شكري سرحان والفنانة سميرة أحمد والفنان عبدالوارث عسر والفنانة أمينة رزق.
تبدأ أحداث القصة بقدوم الشيخ رجب مع أسرته من إحدى قرى الريف المصري إلى القاهرة، واستأجر سكنًا متواضعًا بحي السيدة زينب.
وحي السيدة زينب من الأحياء العريقة في القاهرة، ويشتهر بمسجد السيدة زينب. وبالمسجد مصباح كبير يتدلى فوق ضريح السيدة زينب يسمونه قنديل أم هاشم، وكذلك الميدان المشهور باسمها، والذي يعج بالسيارات والباعة الجائلين على جوانبه، وأصحاب الحرف المختلفة.
والشيخ رجب له عدد من الأبناء ألحقهم بالكُتاب لحفظ القرآن الكريم، ثم بالتعليم الأزهري، ولكنهم لم يفلحوا في التعليم واحدًا تلو الآخر، إلى أن جاء إسماعيل ابنه الأصغر فألحقه والده بالكُتاب أيضًا لحفظ القرآن الكريم، وبعد أن أتم السادسة خشي ولده إسماعيل أن يلحقه أبوه بالتعليم الأزهري فلا يفلح مثل إخوته؛ لأنه قد اعتقد أن الدراسة في الأزهر صعبة، وقد يكون هذا هو سبب عدم إتمام إخوته لتعليمهم به.
ولكنه فوجئ بأن والده ألحقه بالمدارس الأميرية ففرح لذلك، واستمر في دراسته إلى أن حصل على الابتدائية، ثم التوجيهية بمجموع بسيط.
وحينئذ حدثت المفارقة، فإسماعيل كان يريد أن يدخل كلية الطب، ولكن مجموع درجاته لا يؤهله لذلك، فظل يفكر في نفسه ويقول: ماذا سيفعل أبي معي؟
وفي الوقت نفسه فأبوه وأمه في حيرة شديدة، فقد كانوا يعلِّقون آمالًا كثيرة على ولدهم، ويريدونه أن يصبح طبيبًا مرموقًا، أو في وظيفه كبرى، إلى أن جاء الحل الذي وجده أبوه بعد استشارة الكثيرين، وهو أن يرسل ابنه إسماعيل على نفقته الخاصة لدراسة الطب في أوروبا.
وقبل السفر اتفق الشيخ رجب مع إسماعيل أنه بعد أن ينتهي من دراسته ويعود إلى مصر عليه أن يتزوج فاطمة ابنة عمه، فوافق إسماعيل على ذلك.
ثم عقد الشيخ رجب اتفاقًا آخر مع أمه بأن يتحملوا الصعاب من أجل تدبير النفقات لولدهما.
وفعلًا سافر إسماعيل إلى بريطانيا لدراسة الطب، وتخصَّص في جراحة العيون، وأظهر تفوقًا واضحًا في دراسته أبهر أساتذته. وفي اثناء الدراسة تعرَّف على زميلة دراسة له اسمها ميري، من ريف إسكتلندا، تعلَّق قلبه بها، وانبهر بالحياة الأوروبية، ولكنه مع ذلك لم ينجرف لملذاته؛ لأنه كان يتمسك بتقاليد دينه ومعتقداته.
إلى أن انتهى من دراسته وعاد إلى مصر على ظهر الباخرة، وفي ميناء الإسكندرية رأى صيادًا يعمل بجوار الباخرة، فأشار إليه، ولكن الصياد كان منهمكًا في عمله ولم ينتبه له.
وبعد نزوله من الباخرة استقل القطار المتجه للقاهرة، إلى أن وصل إلى منزله، فطرق الباب، ففتحت له فاطمة؛ لأنها كانت تقيم معهم في المنزل نفسه.
ولكنه لاحظ أن فاطمة تربط عينيها ولا تكاد ترى مَن حولها، فسألها: ماذا حدث لك يا فاطمة؟
فقالت له: إنني مصابة في عيني، وأمك تعطيني علاجًا في عيني اسمه زيت القنديل. ففزع إسماعيل وقال لهم: لا يوجد في طب العيون علاج يُسمى زيت القنديل. فتضايقت أمه وأبوه من قوله هذا، وخافا عليه لأنهم يعتقدون أن زيت القنديل مبارك ويشفي العيون، ولكنه نهر أمه وذهب مسرعًا ناحية المسجد وأخذ العصا وكسر القنديل.
ولكن زوار المسجد اجتمعوا عليه وضربوه، إلى أن قال لهم الشيخ درديري: اتركوه؛ فهو سي إسماعيل من أبناء منطقتنا، ولكن إسماعيل لم ييأس وحاول أن يعالج فاطمة بما تعلَّمه في أوروبا، ولكن علاجه لم يفلح.
وتدهورت حالة فاطمة أكثر من السابق، حتى أصبحت شبه عمياء، وأمه تبكي على الحال الذي وصلت إليه فاطمة.
فشعر بالإحباط وترك المنزل واستأجر غرفة في بنسيون، وبعد تفكير عميق شعر أنه كان مخطئًا في حق أهل منطقته، فقرَّر العودة وافتتاح عيادة لعلاج المرضى الفقراء بأقل الأسعار.
وأصبحت عيادته تعج بالمرضى من البسطاء، إلى أن قرر العودة لعلاج فاطمة.
فحاول محاولات عدة لعلاجها، وكان يستشير أساتذته في طريقة علاجها، إلى أن أجرى عملية جراحية لفاطمة، كانت سببًا في أن تستعيد فاطمة نور عينيها، فشعر كل من في المنزل بسعادة غامرة لنجاح ابنهم في علاج فاطمة، وكذلك لشفاء فاطمة أيضًا.
وفي النهاية تزوج إسماعيل من فاطمة ونفَّذ الوعد الذي قطعه على نفسه سابقًا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.