سيجارةٌ فضيّةٌ تَكادُ تنفجر وأنا أشكي لها وأذرف حروفاً بين سحابات دخانها!
بينمـا كنتُ جالساً على الأريكـةِ بدأ ينتابنـي شعـور الملل والإحباط، الذي يتكاثرُ مع تفكيـري وأنا أرى المستقبـل مُخيفاً شيئـاً ما... أشعلت نار سيجـارتي العـشرون في بدايـة يومي، ورمادهـا يتساقط على دفتـري ها هنا، بدأ الملل يتغلغـل في أشلاء جسـدي، أشعر بالاكتئاب والسّـواد سيطر علـى حياتي كاملة لم يكـن بوسعـي إلا الهـرب كعـادتي إلى إحدى الجبـال العالية!
لا شيء يملئُ طريقـي سوى أوراق الأشجار النائمـة على جانبـي الأرصفـة، وقطرات المطـر المزعجة التـي تتساقـط علـى الكتاب الذي يؤنـس وحدتـي في الكهـفِ، وضعـتُ كتابـي بين أضلعـي خوفاً عليـه لأنه أصبح الصديـق الوحيد لي…
اكتفيت بالسـير عند وصولـي إلى الكهـفِ، جمعـتُ قوتـي لأحارب الظلام حولي، ما وجدتـه في الكتاب أصابني بالأرق والخوف، كانت رسالةً مكتوبـة بالدماء…
كان في أول الرسالة:
(تأمل الكون حولك ستـراني كإنسانٍ تراهُ كل يوم، القبيح والجميل، المخيف والمؤنس)…
الصمـت يحتلُ المكان، وصوت قطرات المطر، ورماد سيجـارتي التي شارفت على الانتهاء، لم أعد أحتمـل ما حدث معي اليوم يجـب أن أعود للمنزل…
ذهبت إلى المنزل بأشلاء جسدي وكتابـي وعلبة التبغ، قررت السيـر نحو المدينـة… ما هذا الشيء الذي يضئ بشدة في السماء؟
لم أعطِ للموضوع أهمية إلا عند رؤيتي لرسالةٍ تنزل نحوي من السمـاء… كانت الرسالة الثانـية في هذا اليوم كان مكتوب فيهـا: (أراك اليوم في القصـر المهجور الساعة العاشـرة مساءً).
بدأ الخوف يُحـيط قلبي كيـف أذهب لهذا القصر الذي لا أحد يجرؤ للذهـاب إليـه!
مع وصولـي إلى البيت أغلقتُ الباب وأخذني النوم للساعـة الثامنة، ما رأيته في منامـي فتاة تتأرجح وأعلم أن الفتاة توفـت منذ مدة بسبب الحرب… سكبـت كأساً من الخـمر وظلّلتُ أشرب من نبيذها حتـى هرمت أفكاري، قلتُ بنفسي: مهما يكن سأذهب وأريد معرفة ماذا يحدث لا أملك شيئاً لأخسرهُ!
وأنا في طريقـي للقصر المهجـور أقصى المدينـة كان الظلام يحلُ المدينة بأكملها حتـى القمـر لم يعـد بوسعي رؤيته عند وصولي لبوابة القصـر، دفعـتُ الباب لا صوت ولا حركـة داخـل القصر، إلا باب إحدى الغرف، وهو يصدر أصوات ترعب الأنفس...
بدأتُ أرددُ في نفسـي ليتَ يكـون كل هذا كابوساً وينتهـي الآن، سمعت صوتاً في الغرفـة رقم 666 ذهـبتُ إليها رأيتُ شخصاً يراقبنـي بعيـونه الداميـة والخوف بدأ يشـل حركتـي، اقتربت منه أريد الحديث معه لا أعلم من أين امتلكت القوة للذهـاب إليه.
(آشا): أهلا بكَ في قصري أنا أراك دائما وأراقبك أريدك بجانـبي أنا القوة الغامضـة، وأنت الذي تديـر أمورها كيفما تشاء.
(وسيم): لكن تملك كل هذه القـوة وتريـد من شخص بائس التحكم بها؟!
(آشا): سرقـتُ قوة النار من أجلك أنت، لا أريد رؤيتك بهذا الحال حارب أفكارك قبل محاربـة المصائب الـتي تأتي إليك.
(وسيم): لكــــن… لما أنا وليـس شخـص آخر؟
(آشا): لا لستَ أنتَ الشخـص الوحيـد الذي سيمتلك القوة هذه هناك 665 شخص تحكموا بهذه القوة قبل ما تصبح ملكاً لكَ.
بعد حديثنـا وقبل رحيلـي قال لي:
مدّ يداكً نحوي وخذْ من قوتـي خاتماً لتحقق ما تريـد، لم أتمالك نفسـي أخذتُ من قوته القليل، تعالتْ يدي إذ بالغيوم تتجمعُ لتأخذ لوحة فنيَّة تشيرُ إلى سقوطِ المطر.
استيقظت من النوم على قطرات المطر التي تتساقط حولي وتنبت من أوراقي حروفاً وطلاسم غير مألوفة، حتى أنني رأيتُ الكابوس مئات المرات على شكل حقيقة فيما خلف الحياة التي نعيشها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.