محمد محمد صالح عجيلي مارس 31, 2023, 2:26 م

قصة "في الغرفة رائحة فروج".. قصص طريفة

كنتُ مقيمًا في دمشق لفترة طويلة وقد استأجرت غرفة في إحدى ضواحي دمشق، وذات يوم زارني أصدقاء لي من مديني لتقديم الامتحانات في الجامعة.

كنت في غاية السعادة والسرور بزيارتهم؛ فالحديث إلى أبناء البلد والعيش معهم له نكهة ومتعة وكسر لحالة الملل التي كنت أحيا بها.

كنا نقضي الكثير من الأوقات بالزيارات أو الذهاب إلى الأسواق أو زيارة معالم دمشق بعد كل امتحان، حيث يأخذ الأصحاب قسطًا من الراحة بعد تقديم كل مادة امتحانية..

كانت زيارتهم تلك طويلة؛ إذ إن نظام الامتحانات في جامعة دمشق يكون على فترات متقطعة بين كل مادة وأخرى فراغ قد يصل إلى ثلاثة أيام أو أكثر.

أحد الأصدقاء كان لا يحب الاغتسال فهو لا يطيق الحمام، وكان يذكرني بالطفولة، فقد كان الحمام بالنسبة لنا نحن الأطفال بمثابة عقوبة قاسية لما كنا نلقاه من حرقان في العيون من الصابون ومن (السلخ والمعط) أثناء التفريك بكيس الحمام المصنوع من قماش خشن لا يحتمل ملمسه جلد طفل رقيق.

لذا كنا كثيرًا ما نتعذر بالدراسة أو أن الدنيا باردة وتلك الحجج الواهية. المهم أن صديقنا ذاك كان لا يحب الاغتسال، ولذلك يفضل ألا يستحم وإن طالت عليه المدة وإن تعرق وبدا على شعره لمعة من دسم الرأس وافرازاته..
ذات يوم أراد أن يخرج مع الأصدقاء في مشوار فنظر إلى شعره في المرآة، وقد التصق شعره ببعض فقال لأحد الأصدقاء ألا تهيء لي شعري بالسيشوار.

فراح صديقنا ذاك يصنع له ما أراد، لم أكن أنا وقتها في البيت حضرت للتو وكان قد انتهى صديقنا ذاك من ترتيب شعره.

دخلت البيت فشممت رائحة غريبة قلت ها إني اشتم رائحة كأنها رائحة فروج مشوي، هل أحضرتم فروج ضحك الأصحاب كلهم وهم يشيرون لصديقنا ذاك بقولهم: أي نعم منذ نصف ساعة، ونحن نحاول تحميص فروجه على السيشوار، وهذا هو الإنجاز!

نظرت إلى شعر صديقنا ذاك وإذ به زاد لمعانًا ودسمًا ورائحة الدسم التي تزكم الأنوف وقد أصبح رأسه أكثر لمعانًا وبدا لي كما هي الدجاجة حينما تكون معلقة في فرن الشواء.

قضينا ساعة عصيبة من الحوار والإقناع حتى هداه الله فذهب إلى الحمام واغتسل وحين جاء من الحمام قلت له الآن فقط يا صديقي تستطيع أن تجهز شعرك وتهيئه بالسيشوار ليبدو أكثر جمالاً ورونقًا وبلا زيت ولا دسم ولا رائحة فروج.

ضحك الأصحاب كلهم وخرجنا في مشوار ترفيهي نحو أسواق المدينة.

استكشف المزيد حول قصة قصص قصص طريفة ومضحكة دمشق

بقلم محمد محمد صالح عجيلي

كاتب قصة قصيرة ومقاله منوعة ودراسات . له عدة مقالات وقصص في الدوريات العربية .

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة