قصة "فاطمة".. قصص ملهمة

تحكي قصتنا اليوم عن فاطمة، وهي فتاة تعيش في إحدى قرى الريف المصري، وكانت تبلغ من العمر  سبعة عشر عامًا، تزوجت رجلًا من أثرياء القرية، وكان هذا الرجل يبلغ من العمر خمسين عامًا، ووافقت فاطمه علي هذا الزواج؛ لأنها من أسرة فقيرة، فلا تستطيع أن ترفضه، وانجبت منه خالد، وكان زوجها منصور بيه يعامل زوجته معاملة سيئة جدًّا، ويتكبر عليها دائمًا ولا يهتم بها، وكذلك لا يهتم بطفله الصغير ولا يرعاه، فكان ينفق أمواله على أصدقاء السوء، ولا تستطيع الزوجة أن تعترض أو تقول شيئًا.

ومرت السنين والزوج الظالم لم يتقِ الله في زوجته الصالحة وولده، بل ازداد طبعه سوءًا، وأنفق جميع أمواله على أصدقاء السوء، وأصبح فقيرًا لا يملك شيئًا سوى البيت الذي يعيش فيه مع أسرته.

وفي يوم من الأيام خرج كعادته ليقضي يومه مع أصدقائه الفاسدين مثله، وفي صباح اليوم التالي لم تجد فاطمة زوجها قد عاد للبيت كعادته، فأصابها القلق على زوجها من أن يكون قد أصابه مكروه، فأبلغت الشرطة عن اختفائه، ولكن لم تصلها أي أخبار عنه.

وبعد أسبوع دق رجل غريب على باب المنزل، وعندما فتحت له طلب منها أن تغادر المنزل فورًا؛ لأنه اشتراه من زوجها قبل أن يترك القرية وأحضر لها الأوراق التي تثبت ملكيته للمنزل، فغادرت فاطمة منزلها هي وطفلها خالد والحزن يملأ قلبها، ولا تعلم أين تذهب؛ لأنها من أسرة فقيرة لا تريد أن تكون حملًا ثقيلًا عليهم هي وطفلها، ولكن لا بد أن تعيش معهم هي وطفلها.

فذهبت فاطمة إلى بيت أسرتها، وحكت لهم ما حدث، فبكت أم فاطمة على حال ابنتها المسكينة، وأحضر ت لها الطعام والشراب؛ لكي تطعم طفلها، وقالت لها

لا تحزني يا ابنتي؛ لأن هذا رجل ظالم، ولن يضيعك الله أبدًا.

مكثت فاطمة في بيت والدها تفكر ماذا تعمل من أجل المعيشة وتربية خالد وتعليمه، فتذكرت حبها للحياكة ومهارتها للتفصيل التي تعلمتها من أمها، فهي تعلم أن والدتها لا تستطيع الجلوس على ماكينة الحياكة كثيرًا لظروف صحية، وطلبت منها تخبر الجيران بأنها على استعداد لتفصيل أي ملابس مطلوبة منها للجيران والأهل مقابل أجر بسيط.

وفعلًا انتشر صيت فاطمة للقرية جميعها في التفصيل وتصميمها الرائع، ومرت السنين وأصبحت فاطمة تمتلك مصنعًا لخياطة الملابس بالقرية، ونجحت في حياتها العملية، وأيضًا في تربية خالد وتعليمه، فأصبح طبيبًا ناجحًا يفتخر دائمًا بأمه التي عانت من أجله كثيرًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

حقا رائعة جدا بالتوفيق والنجاح دوما ❤
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة