تحكي قصتنا اليوم عن حنان، وهي فتاة من أسرة متوسطة الحال على قدر كبير من الجمال، وكانت حنان مغرورة دائمًا؛ لأنها على قدر كبير من الجمال، وتريد أن تتزوج برجل غني حتى تحقق أحلامها من ثراء هذا الرجل.
وكانت ترفض الكثير من الشباب المتقدمين لخطبتها، واستمرت على هذا الحال عدة سنوات، حتى أدركت أن قطار العمر لن ينتظرها، وعندما تقدَّم لها محمد، وهو شاب من الحي الذي تسكن فيه، وعلى قدر كبير من الأخلاق؛ رَّحبت والدة حنان بهذا الشاب لأنها تعرف أنه طموح في عمله وناجح فيه، فهو يمتلك ورشة لتصليح السيارات، ويمتلك خبرة عالية في مجال ميكانيكا السيارات، وسوف يكون له مستقبل إن شاء الله.
فأقنعت ابنتها حنان بالموافقة على الزواج بمحمد، فوافقت حنان؛ لأنها تخاف أن يفوتها قطار الزواج، وتم الزواج بين محمد وحنان، وكانت تعيش حياة سعيدة مع زوجها، فكان نِعم الزوج المخلص، وكان يتقي الله فيها دائمًا.
وبعد مرور ثلاث سنوات من الزواج، خرجت حنان لشراء أشياء خاصة بها، وفجأة وجدت سيارة فخمة كادت أن تصطدم بها، فوقفت السيارة بسرعة وخرجت منها سيدة في قمة الشياكة، فصاحت حنان قائلة لها:
- حرام الأذية.
فقالت لها السيدة صاحبة السيارة الفخمة:
- أعتذر عما حدث دون قصد .
نظرت السيدة إلى حنان، وتأملتها حنان أيضًا، فتكلمتا الاثنتين في وقت واحد "حنان.. سهام"، يا لها من مصادفة عجيبة؛ لأنهما كانتا صديقتين من أيام الدراسة، ففرحت حنان وسهام بهذا اللقاء الجميل، فأصرت سهام على استضافة حنان في شقتها واصطحبتها معها، فوجدت حنان شقة فاخرة مفروشة بأفخم الأثاث وأحدث الأجهزة الكهربائية.
فوجدت صديقتها تعيش في مستوى راقٍ جدًّا، وذلك هو المستوى الذي كانت حنان تتمنى أن تعيش فيه طيلة حياتها، وأخبرتها سهام بأن زوجها مهندس معماري في الخارج، وأن أخاها الوحيد أيمن مهندس معماري أيضًا، ويمتلك شقة فخمة وسيارة.
وسألت سهام عن عمل زوج حنان، فأبلغتها حنان أنه ميكانيكي سيارات، ويمتلك ورشة لتصليح السيارات، ويعاملها معاملة طيبة، فسخرت سهام من مهنة محمد زوج حنان، وقالت لها "أنت تستحقين زوجًا أفضل منه بكثير".
وفجأة استأذنت حنان بالانصراف حتى لا تقلق زوجها عليها، وطلبت منها سهام أن تأتي لها مرة ثانية، وفتحت حنان الباب للانصراف، فوجدت أشرف أخو سهام على باب شقة أخته سهام، فقابل حنان وسلم عليها، وعرف أنها كانت صديقة لأخته سهام أيام الدراسة.
فذهبت حنان مسرعة إلى بيت زوجها وهي منبهرة بشقة صديقتها، ومرت الأيام وذهبت حنان لزيارتها مرة ثانية، وتكررت زيارات حنان لسهام حتى طلبت حنان من سهام أن تنفصل عن زوجها محمد لتتزوج من أخيها أشرف؛ لتعيش في المستوى الذي تستحقه كما تظن حنان ولا تعلم أنها في طريق الضياع!
وفعلًا أصرَّت حنان على الطلاق من زوجها، وذهبت إلى بيت أمها وظلت تنتظر مدة عام أن يأتي أشرف وأخته ليطلب منها الزواج كما وعدتها صديقتها سهام بذلك، ولم تعلم أنها صديقة سوء تسعى إلى خراب بيت صديقتها بوعود وتوهمها بالزواج من أخيها حتى تطلقها.
فتعجبت أم حنان وقالت لها:
- لماذا لم يأتِ أشرف لطلب الزواج منك؟
فذهبت حنان مسرعة إلى شقة سهام، فلم تجد أحدًا، وقال لها حارس العمارة إن سهام سافرت إلى زوجها في الخارج هي وأشرف أخيها مدة أربع سنوات، كما باع أشرف شقته قبل السفر للخارج، فانهارت حنان من البكاء وذهبت لأمها لتخبرها بما حدث، فقالت لها أمها:
- هذا ذنب زوجك الطيب الذي حاول كثيرًا أن يردك إليه ولم ترضي، فاستغفري الله واطلبي العفو منه.
فازدادت حنان في البكاء، وقالت لأمها:
- سوف أذهب إلى محمد وأطلب منه أن يسامحني وأعود إليه.
فقالت لها والدتها:
- فات الأوان لقد تزوج محمد يوم أمس بفتاة طيبة تستحقه.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.