سمر رجب فبراير 23, 2022, 6:42 م

قصة "فات الأوان".. قصص قصيرة

الخميس، أيّار، 03/2019

02:15 صباحاً

دمعت عيناها وهي تقول له بحزن: لا تكذب، اترك تلك الصورة التي أخذتها عنك نقية كما هي.

أخذ نفساً عميقاً وقال: صدّقيني، أحببتك كثيراً.

أشاحتْ بوجهها عنه وهتفت: قلت لك لا تكذب، فقلبك مازال معها، لا أنكر أن قلبي أذابته نيران عشقك، ولا أقدر على البوح بأنّك تلاعبت بي.

وضع كفّه على جبينه في محاولة بائسة منه في إخماد ذلك الصوت الذي يتحدث داخله: إنها محقة، إنك لا تحبها، وقلبك مازال معلقاً بـ فريدة.

واصلت حديثها وقالت بضيق: أرأيت، حتى إنك الآن لا تستطيع أن تعكس كلامي هذا، وتفضل الصمت.

صاح مدافعاً عن نفسه: لا هذا غير صحيح، لو أعطيتني الفرصة فقط لكي أدافع عن نفسي يا فريدة.

جحظت عيناها، وتوغل الانزعاج بكل معالم وجهها، وبلغ الارتباك منه مبلغاً عظيماً، فلم يستطع التبرير والاعتذار.

فتفوهت هي بكلمات غاضبة: عيب عليك أن تُكذِّب قلب امرأة خصوصاً إذا كان قلبها قلب عاشق، أعلم أنها تسكن قلبك، وتقف حائلاً كبيراً بيننا.

نظر إليها بصمتٍ حزين، فحديثها أحيا بداخله حبّاً، وحنيناً ظنّ أنه استطاع أن ينساه، استوعبت صمته وتفهَّمت حاله، فنصحته بالعودة إليها قائلة: لن أستطيع أن أبني معك حياتي على حساب عبراتها وأحزانها، لستُ بتلك القسوة، عدْ إليها فهي تحبك، وأنت تحبها، أمّا عني فانسني، وكأني لم أكن يوماً.

صاح متوسلاً: أمهليني بعض الوقت أرجوك، أريد أن أكمل حياتي معك، ساعديني أن أبدأ معك من جديد.

هزَّت رأسها نفياً وقالت بثقة: ستخون قلبي مثلما خُنت من قبل قلبها، كيف أثق بك، إنك بالفعل تخونه الآن بمجرد التفكير بها، استمع لنصيحتي وعد إليها.

كان المقهى الذي يجلسان فيه يعلو به صوت الأغنيات الواحدة تلو الأخرى.

ارجع لها... ارجع لها

أنا مش حـ أحبك قدها

ارجع لها... ارجع لها

أنا مش حـ أحبك قدها

ارجع لها... ارجع لها

وازَّاي حأمّن يوم لقلبك

ما أنت برضو خنتها

ارجع لها... ارجع لها

كان لازم افهم من زمان

قلبك أناني ملوش أمان

ولا عمر قلبي يكون سعيد

لو تشتريني بدمعها

ارجع لها

أنا خايفة من قلبك كتير

يسقيني من نفس المصير

سهل اللي باع في حياته مرة

يبيع كتير من بعدها

ارجع لها... ارجع لها

ارجع لها لو روحي فيك

وحياتي كانت بين إيديك

حيكون عذاب أكبر كتير

لو كنت حاخدك منها

ارجع لها... ارجع لها.

استكشف المزيد حول قصة قصص النثر تدوينات قصة قصيرة

بقلم سمر رجب

كاتبة روائية مصرية صدر لي العديد من الاعمال الالكترونية واول اعمال الورقية في معرض الكتاب 2022 ان شاء الله ابلغ من العمر 27 سنة شغوفة بالكتابة والابداع

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة

آداب

"رب أخٍ لم تلده أمك".. قصة قصيرة عن الصداقة

نوفمبر 28, 2023, 1:11 م - جوَّك آداب