عبدالرحمان ازيض مايو 8, 2023, 6:41 ص

قصة "فاتي".. قصص قصيرة

لما سمع الإخوة ترديد الحيوانات الأليفة تلك العبارة، اجتمعوا للتحقيق فيما يجري، ثم استدعوا الفتاتين فسألوهما من فيكما هي أختنا؟ أجابت فاتي لتضع كل واحدة منا قلادتها وستلاحظون حينئذ من هي أختكما الحقيقية، ثم وضعت الفتاتان قلادتيهما، فلاحظ الجميع أن مكان القلادة في عنق فاتي كان أبيض.

وأن مكانها في عنق الخادمة كان أسود، وعندئذ تأكدوا من أن هذا الفعل من كيد الخادمة، فقرروا جميعا معاقبتها جراء ما فعلته بأختهما، لكن فاتي سامحتها، غير أن الإخوة أصروا على معاقبتها، ثم أجمعوا، أخيرًا، على رميها في بئر وتركها هناك حتى الموت.

مرت الأيام والشهور، حتى جاء يوم صادف تجوال فاتي جنب تلك البئر التي ألقيت فيها الخادمة، فسمعت صراخًا عاليًا ينفذ منها وينتشر في الفضاء، ودون تردد، أسرعت فاتي لإخبار إخوتها بما يجري، فهرع الجميع لاستقصاء الخبر، فإذا الخادمة هيكل عظمي إلا الرأس، رأسها لا يزال حيًّا، قالت فاتي لما رأت تلك الرأس دعوه لي سأتخذه دجاجة، فضحكوا جميعًا من قولها، لكنها لا تدري أن هذا الرأس سيسبب لها متاعب شتى.

مرت عدة سنوات، فاضطر الإخوة للرحيل من جديد طلبًا للعلم، تاركين لأختهم كل ما تحتاج إليه من زاد ومؤن، كما أوصوها بعدم فتح الباب لأي أحد، ثم رحلوا.

مضت الأيام وتلتها الشهور ثم السنوات وفاتي تعيش في طمأنينة رفقة الدجاجة الرأس، التي تكن لها كل الحقد والكراهية، إلى أن حان ذلك اليوم المشؤوم، يوم نفد الوقود ولم تجد ما تطهو به الطعام.

لكن كيف حدث ذلك؟ الجواب أن فاتي كانت تكنس الأرض، فوجدت حبة زبيب ونادت الدجاجة الرأس لتطعمها إياها، لكن هذه الأخيرة تأخرت بعض الدقائق، ثم تناولتها فاتي، ولما حضرت الدجاجة قالت للفتاة لماذا ناديتني؟! أجابتها قائلة لقد وجدت حبة زبيب وأنا أكنس الأرض فناديتك لأطعمك إياها، فلما لم تحضري أكلتها، وإذا أردت تناول حبوب الزبيب، فاذهبي إلى مخزن المؤن، وهناك كثير منه، فكلي كما شئت، لكن الدجاجة غضبت غضب الانتقام، لأنها كانت تنتظر الذريعة فحسب.

بقلم عبدالرحمان ازيض

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة