ومن الحب ما قتل.. (قصة غرام سيد درويش)

في عام 1923م توفي الفنان سيد درويش، مجدد الموسيقى العربية وصاحب النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي.

عندما نذكر اسم سيد درويش، يأتي على خاطرنا الأغاني العظيمة التي نقل بها فن الموسيقى العربية نقلة إلى الحداثة والتطور في الألحان والغناء.

ونتذكر كل الأغاني العاطفية الرائعة التي غناها، وما زالت حتى الآن تحفًا فنية لم يستطع أحد أن يقدم مثلها في جمال كلماتها وألحانها.

والغريب في الأمر أن هذه الأغاني، مثل أغنية «أنا هويت وانتهيت»، وأغنية «زوروني كل سنة مرة»، وأغنية «ياللي قوامك يعجبني»، وأغنية «عشقت حسنك»، وكان سيد درويش يعبر بها عن حبه وغرامه وولعه بمحبوبته «جليلة أم الركب» أشهر راقصات مصر في تلك المدة التي عُرف عنها أنها قاتلة الرجال بدلالها وذكائها في التعامل معهم.

وكما رُوي عنها في تاريخ الفن المصري، فهي لم تكن بارعة الجمال، ولا فاتنة القوام، ولا حتى من أهل العائلات التركية الكبرى التي عُرف أن بناتهم هن فاتنات جميلات.

ولكن هذه المرأة التي عذَّبت سيد درويش، كانت امرأة ممتلئة اللحم والشحم، مدكوكة العنق، وكانت النساء الممتلئات هن الأكثر جمالًا وفتنةً بمعايير ذلك الزمان.

وعلى الرغم أنها كانت متوسطة الجمال، فقد كانت أجمل النساء في عيني سيد درويش، فقد وقع في حبها لدرجة الجنون، وغنَّى لها «خفيف الروح».

وما لم يعرفه سيد درويش آنذاك، أن حبه لجليلة كان من طرف واحد، فهي لم تقابل هذا الحب إلا بالمكر، فقد كانت بارعة في اللعب بقلوب الرجال ومشاعرهم، فإذا اطمأنت إلى حبهم ووقوعهم في غرامها، لم تتكاسل في ابتزازهم.

وهذا ما فعلته مع الشيخ سيد، قابلت حبه لها بالإذلال واللوعة والإهمال لمعشوقها المطرب، فدفعته إلى الجنون بها، وإدمان المخدرات، وانتهى مصيره بالموت متأثرًا بجرعة كبيرة من مخدر الكوكايين.

وفي بعض الكتب التي تناولت سيرة سيد درويش، كتبوا أن الإنجليز هم من وضعوا «جليلة أبو الركب» الراقصة الغانية في طريق سيد درويش، وأعطوها من الأموال لكي تجرَّه إلى حبها، وتوقعه في غرامها، ويدمن الكوكايين والأفيون، لكي يمنعوه من تلحين الأغاني الوطنية التي تلهب حماس المصريين ضد الاحتلال إبان ثورة 1919م.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.