رجع أشعب من رحلته إلى مملكة القمر بعد غياب طويل في مملكة التتار، مع جنكيز خان الإمبراطور العظيم، إمبراطور التتار، ونظر أشعب إلى المملكة نظرةَ المشتاق إلى محبوبته التي تغير شكلها كثيرًا، واقترب من جماعة تتكلم فيما بينها عن عزيمة في قصر الأمير، وقالوا: إن هناك عزيمة سوف يقيمها الأمير بمناسبة خطبته على أميرة جميلة من مملكة البحار.
استعد أشعب للذهاب إلى الحفلة التي تُقام في الليل، فلبس أجمل ثيابه التي تليق بالمناسبة، ولكنه لم يكن معه دعوة لحضور الحفل كبقية المدعوين، فمنعه الحارس من الدخول بغلظة، وطرده شر طردة، وكاد أن يضربه.
وفكر أشعب تفكيرًا عميقًا في كيفية الدخول إلى الحفل، ولكنه لم يهتدِ إلى حيلة مناسبة ليدخل بها إلى الحفل الذي بدأت موسيقاه تصدح في أرجاء المكان.
لمح أشعب عربة فخمة، بحصانين مطهمين، تسير نحو القصر، فاقترب من السائس وطلب منه أن يجلس بجواره ويساعده، فنظر إليه السائس باستغراب وسأل سيده من نافذة صغيرة، فأعطاه الإذن بأن يركب بجواره.
كانت في الحفل موسيقى عذبة وأغانٍ رقيقة ورقص من جواري القصر الفاتنات، والعيب الوحيد في نظر أشعب أن الحفل لم يكن به أي صنف من المأكولات، فسأل عن السبب، وعرف أن حفلات مملكة القمر تقام على الفرح والابتهاج والسرور والانشراح، وأن كل مدعو يأتي إلى الحفل يأكل في بيته قبل أن يأتي، بل ويشرب في داره.
وهكذا كانت عودة أشعب بلا فائدة، وقال في سره:
"هل أمير مملكة القمر بخيل؟"
ولكن صوتًا جاء من أعماق الفضاء: "لا.. إن الأمير كريم جدًا ولكنه لا يحب المتطفلين، فجعل من عادات المملكة أن يأكل المدعو ويشرب في بيته، حتى يتفرغ للمرح والسرور."
أحسنتم النشر.. بالتوفيق
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.