قصة «عوالم أخرى».. الجزء السادس

نجوى: الحمد لله.. الحمد لله.. لا أعرف كيف أشكرك مستر عنتر..

عنتر: لا عليك.. الآن يجب أن نصل بسرعة إلى عيسى وكريمة.. لا نعرف ماذا عساهم يفعلون الآن..

نجوى: فريد لن يصمت ولن يستسلم مستر عنتر.. لا أعرف لماذا أشرت على كريمة بأن تخفي أنني أعالج في المُستشفى.. إن ذلك سيتسبب في الأذى لكريمة وعيسى.. عذرًا مستر عنتر.. ولكن أنا أعرف فريد.. إنه ينظر فقط إلى المادة ويفكر كيف يمكنه الوصول إلى جائزة أمريكية عالمية..

عنتر: أنا أفهمك نجوى جيدًا.. ولكن الخطأ بدأ عندما استسلمت كريمة لتجاربه وأفكاره المادية.. ثم استدرجتك إلى هذا العبث العلمي والفساد الأخلاقي.. أنا أعرف أنها ضحية وأعرف أنها ضعيفة الإرادة أمام ابنها عيسى.. ولكن كنت أتمنى أن ترفع دعوة لتحصل على حضانة ابنها، والمسألة تعد سهلة طالما هو دائم الترحال ولا يعير اهتمامًا لأسرته..

نجوى: فريد يمتلك القوة المالية والتنفيذية أيضًا.. هل نسيت أنه مزدوج الجنسية؟ وأنت تعرف مكانة الشخص مزدوج الجنسية..

عنتر: أعرف.. أعرف أن بإمكانه ارتكاب جريمة على أرض مصر والهروب إلى أمريكا ومن ثم يتنازل عن الجنسية المصرية ويحتفظ بالجنسية الأمريكية، وفي تلك الحالة ترفض أمريكا تسليمه خاصة أنه صاحب نفوذ وأموال.. إنها معضلة أخلاقية حلَّت على كل العالم..

نجوى: مستر عنتر.. ما هذا الذي أراه.. إنه فريد.. يا الله.. ماذا يفعل.. إنه يمسك مسدسًا بيده.. آه.. آه.. يا رب.

عنتر: سأتصل بالشرطة حالًا.

تتجه نجوى ومعها عنتر وهما يجريان مسرعين إلى المنزل.. حيث تصيح نجوى بأعلى صوتها: أغيثونا.. أغيثونا..

يرن فريد جرس المنزل مصوبًا المسدس ناحية الباب..

عنتر: يا فريد.. أنت أيها الأحمق.. ألقِ المسدس..

نجوى صارخة: فريد.. أنت يا فريد.. رد علينا..

فريد: اصمتي أيتها المجنونة.

عيسى يفتح الباب.. فيقف مصدومًا أمام والده ثم يصرخ صرخة عالية.. فتهرول كريمة إليه.. فينطلق الرصاص في صدرها فيرديها قتيلة.. فيصرخ عيسى أكثر وأكثر.. تصرخ نجوى بينما يحاول فريد الهروب فيوقفه عنتر والجيران.. تصرخ الجدة.. وتصرخ نجوى وتبكي بكاءً حارًّا قائلة: كريمة.. كريمة.. حبيبتي.. لا يمكن أن تموتي.. مستحيل.. يا رب.. يا رب.

عيسى صارخًا: هل أمي ماتت؟ خالتي.. أمي.. لا لا..

عنتر: عيسى.. نجوى.. أرجوكم.. اهدأوا.. سننقل كريمة حالًا إلى المشفى..

أنا اتصلت بالإسعاف..

نجوى صارخة: شقيقتي ماتت مستر عنتر.. ماتت.. النبض متوقف.. أنا لست طفلة.. وعيسى ليس طفلًا عاديًّا.. عيسى يفهم ويعرف كل شيء.. هل تسمع ما أقول.. الموت مرة أخرى يحوم حول هذا المنزل البائس..

عنتر: نجوى.. أقول لك إن الله أرحم بك وبنا منك، الله أرحم منك.. إنه القدر..

وصلت الشرطة إلى مكان الحدث ثم سيارة الإسعاف.. دخل رجال الأمن للقبض على فريد متلبسًا بالمسدس في يده وقد ربط الجيران يديه ورجليه.. وقد طلب رجال الأمن من الجميع الحضور للإدلاء بالمعلومات واستكمال بقية الإجراءات..

نجوى وعيسى يجلسان على الأرض ينتحبان بالبكاء بجوار كريمة التي تسيل من قلبها الدماء ولا تتوقف.. والجدة تصرخ من هول الصدمة..

أقدم المسعفون على نجوى وعيسى ليبعداهم عن كريمة.. ثم حملوا جسدها على الناقلة إلى داخل سيارة الإسعاف.. بينما نجوى وعيسى يبكيان حيث تعانقه خالته وتحمله على كتفها وتقول له باكية: عيسى حبيبي.. أنت رجل.. عليك أن تقف اليوم مع جدتك وخالتك..

عيسى باكيًا: أمي.. أمي.. لا تأخذوها.. أنا أحبها.

نجوى: عيسى حبيبي.. أنا أيضًا أمك..

ذهب عنتر مع الجيران إلى قسم الشرطة، تبعتهم نجوى وعيسى اللذان لم يكن لهما أية قدرة على حمل أرجلهما من الصدمة..

في قسم الشرطة دارت التحقيقات مع المجرم القاتل فريد الجبالي.. حيث أخذ يسب الجميع مدعيًا أن كريمة سرقت منه مليون دولار.. فرد عنتر قائلًا: أيها الحقير.. لقد تحدثت معنا عن توريطك لها في بيع الأجنة.. والأوراق مثبت بها كل شيء في ملفاتك الخاصة داخل منزل المرحومة كريمة.. يا لها من مسكينة.. قتلتها ولم يكفك ذلك بل تحاول تشويه سمعتها.. ويا لعيسى المسكين الذي لوثت أنت حياته بأنك قتلت أمه، وذلك سيصنع عقدة جسيمة لا يعلم مداها إلا الله.. لا تعتقد أنك تمتلك ذكاء، وأنت تمارس كل هذا العبث، فقد أبلغت الشرطة مسبقًا بكل ما أعرفه عنك لإثبات حالة..

فريد: هل أنت دكتور عنتر مدني.. الذي يعالج نجوى.. هههههههههه.. واضح أنك ساذج ولا تعرف مع من تتكلم؟

عنتر: لا.. أنا أعرف أنك بروفيسور دجال تخلط نظريات وهمية كاذبة ببعض الافتراضات العلمية لتبني عليها أعمدة مهدمة تضحك بها على الأمهات الحالمات بالأمومة.. ولكن هيهات أن ينقذك منصبك أو أموالك؛ لأن الولايات المتحدة تجرم الآن الهوس العلمي الكاذب الذي يحمله أمثالك..

العميد عمر: من فضلكم.. أرجو مراعاة أنكم داخل قسم الشرطة.. والآن أوجه السؤال إلى دكتور فريد: هل قتلت زوجتك المجني عليها كريمة صفوت؟

فريد: نعم ولكن أنا كنت تحت تأثير ضغط عصبي كبير؛ لأنها هربت من منزلنا مع ابني عيسى وذهبت لمنزل والدتها..

عنتر مقاطعًا: من فضلك سيادة العميد أنا أريد أن أتكلم.. أنا عنتر محمد مدني الطبيب المعالج لمسز نجوى، من فضلك أرجو أن تسأله عن الإيذاء الذي سببه لنجوى (شقيقة زوجته) بادعائه أنه يستطيع استنساخ روح والدها في جسد قطة.. وتحضير الأرواح لأجل إيهامها بآمال كاذبة..

العميد عمر: من فضلكم.. دكتور فريد.. أريد معرفة تفاصيل أكثر عن شقيقة زوجتك، هل جاءت هنا إلى ديوان القسم؟

فريد: نعم.. هي تقف في الخارج وتحمل ابني عيسى..

العميد عمر: الأمين كارم.. استدعِ شقيقة زوجته من الخارج..

نجوى باكية: أفندم..

العميد عمر: من فضلك اهدئي.. أنا أريد فقط بعض المعلومات.. هل أنت شقيقة زوجة دكتور فريد الجبالي؟

نجوى: نعم.. أنا اسمي نجوى صفوت شقيقة كريمة صفوت..

العميد عمر: ما تفاصيل واقعة القتل؟

نجوى: تفاصيل كارثية سيادة العميد.. هذا الزوج المجرم القاتل كان يهدد شقيقتي باستمرار وقد أوهمني أنه من الممكن استنساخ روح والدي في جسد قطة، وقد كان سببًا في الأذى الذي لحقني نتيجة جلسات تحضير الأرواح بمساعدة ديما التي قدمت نفسها لأختي كمعالجة روحانية وخبيرة بالأرواح وعرفت شقيقتي فيما بعد أنها مساعدة لهذا الوغد..

سأسرد عليك الآن الواقعة من البداية.. فقد اجتمعنا معًا في منزلنا بالمعادي وأطفأنا الأنوار ثم أوقدنا الشموع كما يحدث في جلسات تحضير الأرواح، وبالفعل تم استدعاء روح والدي.. أتذكر أننا جميعًا ارتجفنا من الرعب لأن فريد قال إنه استنسخ روح أبي في القطة التي تلعب في حديقة منزلنا، وقد جاءت معه سيدة أعتقد أنها تعمل بالتمريض لكن لا أتذكر شكلها ولكن ما أذكره أنها على علم كبير بتحضير الأرواح..

فيما بعد أتذكر أن الباب اهتز بشدة وتحرك كأن شخصًا ما يفتحه بالفعل ووجدنا القطة فوق رؤوسنا.. لكنها قطة مختلفة كثيرًا عن أي قطة؛ لأنها كانت تتكلم بصوت والدي.. أخيرًا أسمع صوت والدي الحبيب.. كنت دائمًا ما أشتاق إلى صوته ونصائحه..

لقد تحدثت القطة قائلة: سلام عليكم أيها الجمع الكريم.. لقد اشتقت إليكم جميعًا.. ابنتي نجوى.. لقد افتقدتك كثيرًا وأعرف أنك تفتقدين لي أكثر.. لكن أنا اليوم هنا معك أتحدث لبعض الوقت.. وكلما أردت رؤيتي سأكون هنا.. أنا بخير يا أبنائي وأعيش حياة أفضل من الدنيا كثيرًا.. نجوى ابنتي لا تحزني.. سأكون معك دائمًا.. والآن أستودعكم الله جميعًا..

قلت: والدي.. والدي.. لا تتركنا بعد أن عدت لنا.. أتوسل إليك..

قال: سأكون معك دائمًا.. لكن الآن سأعود للحياة الأخرى لأني سأقابل جدك (والدي).. مثلما قابلتك اليوم..

قلت: جدو.. كم أفتقده كثيرًا.. أبي أرجوك خذني معك إلى هناك.. أتوسل إليك..

قال: إن موعدك لم يأتِ بعد يا ابنتي..

قالت كريمة وهي تبكي بمرارة: سامحني يا أبي.. سامحني.. أنا تسببت لك في كل الأحزان والآلام.. أنا السبب في موتك والدي..

قال: كريمة.. هذا قدر الله.. لا تبكِ.. أنا دائمًا سأحل ضيفًا عليكم في أوقات محددة..

عيسى: جدي.. جدي.. اشتقت إليك.. اشتقت إلى قصصك.. لكن قل لي.. هل أنت بالفعل جدو؟

قال: عيسى.. ألا تعرف صوت جدك؟ هل نسيت صوتي؟

عيسى: لا يا جدي.. لا.. أنا أحبك كثيرًا..

قال: أنا أحبك أكثر.. أستودعكم الله أحبابي.. أنا تأخرت ويجب أن أرحل..

عنتر مقاطعًا: نجوى.. أنا تذكرت أنني رأيت هذه القطة.. هذا الصوت ليس سوى أحد أنواع الجن الطيار الذي يتسم بالخفة والسرعة وهو يكذب عليك بادعائه أنه والدك.. يا نجوى لا يستطيع أحد أن يحدِّث الموتى، ونحن جميعًا نؤمن بذلك بنص القرآن.. قال تعالى: (فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ)..

نجوى باكية: لقد شعرت أن هذه القطة ستعوضني عن كل شيء.. ولم أكن أعلم أن هناك مؤامرة أو ما شابه.. لكن بعد هذه الجلسة توالى عليَّ الرعب والقهر..

العميد عمر: أستاذة نجوى.. نحن لسنا بصدد الحديث عن مرض نفسي أصابك؛ لأننا في قسم شرطة ولسنا في عيادة نفسية.. هل لحديثك هذا علاقة بالجريمة؟

نجوى: نعم سيادة العميد.. كل الخيوط متصلة ببعضها ومتشابكة تشابكًا غريبًا.. بداية من فريد.. هذا المجرم القاتل وانتهاءً بقصة دكتور عنتر مع التراث الأصيل والآثار العظيمة التي يمكن أن تتعرض للهدم الآن.. الله يستر..

عنتر: هذا معناه أن عيسى كان على حق فيما تحدث به إليَّ.. يجب أن نرسل شكوى الآن إلى هيئة اليونسكو.. أم أنهم متآمرون هم أيضًا عليَّ وعلى آثارنا..

العميد عمر: من فضلك أستاذ عنتر.. هذا الكلام ليس وقته هنا في القسم..

 يا كارم.. يا كارم

خذ المتهم أودعه في الحجز.. وغدًا يعرض على النيابة..

عنتر: أعتذر سيادة العميد..

العميد عمر: من فضلك أستاذة نجوى.. أكملي الحديث..

نجوى: بعد أن ودعنا القطة التي كانت تتحدث بصوت والدي تمامًا كنا جميعًا في غاية الفرح والسعادة.. حتى والدتي كان وجهها مطمئنًّا لأننا شعرنا ببريق أمل في إمكانية إعادة والدي للحياة.. فقد كشف العلم كما رأينا عن استنساخ الروح في جسد حيوان فربما نستيقظ يومًا لنجد استنساخًا لروح والدي وجسده مرة أخرى في الحياة.. أنا أعرف أن كل شيء بيد الله وأنا مؤمنة بقدر الله ولكن اشتياقي وحبي لوالدي هو ما جعلني أتمسك بأي قشة.. لكن الأمور لم تنتهِ عند تلك اللحظة التي أوهمنا فيها فريد بذلك.. لكن في اليوم التالي بدأت المطاردة..

العميد عمر: كيف هذا.. أي مطاردة تقصدين؟

نجوى: رأيت شبح الراهبة تطاردني في المنزل.. ولم أعد أستطيع النوم.. عندما أشعل الأنوار تظهر لي في المرايا وخلف السور الخشبي المجاور لباب حجرتي.. وعندما أطفئ الأنوار تظهر لي وكأنها تمسك مصباحًا في يدها.. والأكثر من ذلك فهي ترش دماء على وسادتي.. وتكتب كلمات غريبة لا أفهمها على الحائط ولكن أفهم شيئًا واحدًا فقط في الكلمات وأراه أنها تهددني بالقتل.. أما القطة التي تتحدث بصوت والدي فإنها لا تزال تأتي وتحدثنا في الحديقة الملحقة بمنزلنا.. حيث تأتي كل يوم في تمام الساعة الواحدة ليلًا ثم تختفي.. وفي إحدى المرات ظهرت لنا في الساعة الثامنة صباحًا وأخذت تحدثنا كما كان أبي رحمه الله يحدثنا..

العميد عمر: أستاذة نجوى.. أرى أن كل ما تتحدثين عنه يعد في نظر القانون خرافات.. ولا يمكننا إثبات هذه الخيالات التي تقصينها..

نجوى: نعم أنا أعرف ذلك.. لكن يوجد عامل مهم سيادة العميد وراء تلك الأحداث.. فقد عرف عيسى ابن شقيقتي أن ديما ليست مجرد صديقة لشقيقتي رحمها الله.. لكنها المساعدة الخاصة لفريد الجبالي.. وهي التي أشرفت على جلسة تحضير الأرواح من خلال الإنترنت..

ليس هذا فقط بل إنها سيطرت على كريمة بإعطائها حبوبًا مخدرة.. وقد كانت تلك الأقراص المخدرة سببًا رئيسًا في تبدل شخصية كريمة، واستغل فريد ذلك وهددها أنه لن يمنحها قرصًا واحدًا إلا بعد أن تنفذ كل ما يطلبه منها.. والأدهى من ذلك كان تهديده لها بحرمانها من ابنها عيسى..

العميد عمر: نحن مضطرون أمام أقوالك لاستدعاء ابن شقيقتك عيسى.. رغم أنه يبدو من ملامحه عدم بلوغه السن القانوني للشهادة.. ولكن شهادته يمكن أن يستدل بها وتكون قرينة على الحدث، لقد كان معك منذ قليل أليس كذلك؟

نجوى: نعم سيادة العميد.. هو يجلس على الأريكة في الخارج.. سأذهب لإحضاره إذا سمحت لي..

العميد عمر: تفضلي.. يمكنك أن تأتي به الآن..

نجوى: عيسى.. عيسى.. حبيبي.. تعالَ معي لتخبر الشرطة عن كل ما تعرفه حتى نأخذ بثأر أمك..

عيسى باكيًا: يا خالتي أنا أريد أن أموت مثل أمي.. هذا العالم ليس لنا.. كل يوم يموت واحد منا.. إننا أسرة الموت..

نجوى: لا عليك حبيبي.. يمكننا أن نستأذن ضابط الشرطة لنأتي غدًا.. يمكننا العودة للمنزل اليوم حتى تأخذ راحة.. ثم نأتي غدًا..

عيسى: سآتي معك خالتي الآن..

عنتر: عيسى.. تعالَ لتروي كل شيء للعميد عمر..

العميد عمر: أهلًا يا عيسى.. اجلس هنا.. أريد أن تقص عليَّ كل ما حدث لك مع والدك وكيف، ولكن قبل أن نتحدث.. امسح دموعك واشرب بعض الماء..وإذا لم تكن تستطيع الكلام اليوم يمكنك أن تأتي غدًا..

عيسى: لا.. لا.. أنا سأروي كل شيء.. أنا دائمًا كنت ملازمًا لخالتي نجوى وجدتي.. وقد حزنت كثيرًا عندما لاحظت أحوال خالتي تتغير كل يوم.. فقد غابت عنا خالتي سنة كاملة في لندن وأنا وأمي سافرنا مع والدي إلى أمريكا نحو ثلاثة أشهر، وبعد عودتنا بمدة قليلة عادت خالتي نجوى.. ففرحنا كثيرًا لعودتها ولكن لم تكتمل أي فرحة؛ فقد مات جدو واستغل والدي أحزاننا.. حيث استغل أمي في عمله ببيع الأجنة.. ثم ورطها في تحضير الأرواح بمساعدة ديما التي تواصلت مع أمي كأنها صديقة صادفتها ولكن قنديل أعلمني بالحقيقة..

وقال لي إن ديما هي مساعدة خاصة لوالدي وهي التي تشرف على تحضير الأرواح من خلال الإنترنت.. وهو كان يفتح الإنترنت معها في أثناء جلسة تحضير جدي.. وقد عرفت أنهم يخططون لقتل خالتي لأنها كانت تريد فضح والدي في نقابة الأطباء.. وكانت تتوعده بذلك إلى أن تم السيطرة عليها بتحضير الأرواح.. حيث بدأت خالتي تستمع إليه وتصدق بإمكانية عودة جدو إلى الحياة..

العميد عمر: كم عمرك يا عيسى؟

عيسى: عمري 13 عامًا وسوف أُتم الـ 14 عامًا بعد 5 أشهر.

العميد عمر: إذن أنت أوشكت أن تكون كبيرًا.. لكني أراك كبيرًا فعلًا لأن عقلك أكبر من سنك.. ولكن قل لي.. من قنديل الذي حدثك عن حقيقة ما سيحدث مع خالتك؟

عيسى: إنه الجني الطيب الذي ظهر لي في الكرة البلورية..

العميد عمر: ههههههههههههه.. ماذا تقول.. هل تعرف خالتك هذه الخيالات التي تقولها؟

نجوى: إنها ليست خيالات سيادة العميد..

عنتر: إنها حقائق يا فندم.. إنهم صادقون..

العميد عمر: ما شاء الله.. أنتم ترون أنه يقص علينا حقائق.. ما الدليل الذي يمكنكم تقديمه لنا على تلك الروايات؟

عنتر: لقد كنت مثلك سيادة العميد إلى أن حدثت كثير من الأحداث أكدت لي صحة أقوالهم، أهمها أنهم يعرفون موقع المنزل الذي كنت أعيش فيه مع جدي وجدتي..

ظل عنتر يحكي ويحكي.. والضابط ينظر إليه متعجبًا.. بعد ذلك استكمل عيسى وأخذ يسرد أحداثًا كثيرة إلى أن مرت عليهم ثلاث ساعات.. وفي النهاية تملَّك الإجهاد من الجميع.. فانصرفوا جميعًا من ديوان القسم على أن يعودوا في اليوم التالي..

انتهى اليوم سريعًا ليعود عيسى مع خالته وعنتر إلى المنزل.

...............

يمكن متابعة الكاتب وقراءة الأجزاء السابقة من هنا

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة