كريمة مذعورة: مستر عنتر.. أغثنا.. زوجي يتصل على الموبيل الآن.. بالتأكيد هو يراقبنا الآن..
قلت: اهدئي نجوى.. اجلسي هنا.. لا تخافي من أي شيء..
فرحة.. فرحة.. تعالي الآن.. أريد منك خدمة..
فرحة: تحت أمرك.. مستر عنتر..
قلت: احذري دخول أي شخص إلى حجرة نجوى.. وممنوع أيضًا دخول الأقارب أو الأصحاب..
فرحة: دكتور نائل الحموي هو المشرف المسؤول مستر عنتر.. يمكنك أن تشرح له كل شيء وتطلعه على المستجدات والأحداث.. تحت أمرك.. مستر عنتر..
قلت: متى يأتي دكتور نائل؟
فرحة: سوف يصل خلال ساعتين من الآن..
قلت: شكرًا فرحة..
كريمة: اسمح لي مستر عنتر أن أنصرف أنا وعيسى الآن.. لأننا يجب أن نتوجه للمطار حالًا..
عنتر: لكن ألم تقولي إنه قد يعرف موقعك الآن لأنه يراقبك؟
كريمة: بالتأكيد مستر عنتر.. لأن الموبيل الخاص به يعمل بأحدث التقنيات.. إضافة إلى أنه يمتلك أجهزة مراقبة تابعة لإحدى أهم شركات الأمن بالولايات المتحدة..
عنتر: إذن.. احذري من الكذب.. ولكن قولي إنك أتيت للمستشفى بغرض الاستفسار عن حالتك أنت.. ولا تتحدثي عن نجوى.. وأرجو ألا تأتي لزيارتها في تلك المدة.. وهذا بغرض حمايتها من أي احتمالات كارثية..
نجوى: لقد حرصت كل الأيام الماضية ألا أخبرك بكل هذه المصائب.. والآن اعترفت كريمة بكل تلك السهولة..
قلت: هل تصدقي يا نجوى أنني كنت أشعر أن هناك أمرًا كبيرًا تخفينه عني؟ ولكن كيف تصمتين أمام كل هذا الظلم؟ هل تعرفين أن إخفاء هذه المعلومات هو جريمة في حق نفسك، وجريمة في حق شقيقتك؟
نجوى: مستر عنتر.. دكتور فريد رجل شرير ويمكنه إيذاء شقيقتي وحرمانها من عيسى وهو لا يتورع عن الجرائم.. لن أسامح نفسي إذا حدث أي مكروه لكريمة وعيسى..
كريمة: نجوى.. أنتِ ليس لكِ أي ذنب.. بل أنا السبب؛ لأن ضعفي واستسلامي هو الذي جعل فريد يتوعدني، إن خوفي وطمعي بالأموال كان سببًا فيما آلت إليه الأمور الآن..
نجوى: لست وحدك من أخطأت.. فأنا أيضًا أخطأت وفقدت إيماني بالله العلي العظيم، ولم أسلم أمري لله رغم أن الموت هو قدر الله ومشيئته، ولكني لم أرضَ وتسببت لكم في ضغوط وكوارث.. آه.. أغيثوني.. إنه الشبح.. لقد عاد مرة أخرى.. أغيثوني..
عنتر: ماذا حدث الآن؟ انقطعت الكهرباء في كل مكان.. ما هذا؟ ماذا يحدث؟
نجوى: أغيثوني.. أغيثوني.. إنه شبح الراهبة الذي أراه في المنزل.. آه.. آه.. أغيثوني..
لقد سقطت نجوى مغشيًّا عليها..
عنتر: نجوى.. نجوى.. ماذا دهاك؟ ماذا حدث؟ تماسكي أرجوك.. كريمة.. كريمة.. ماذا حدث؟
كريمة باكية: ماذا نفعل مستر عنتر؟ لقد عاد شبح الراهبة.. نجوى.. نجوى.. استيقظي..
عيسى: طنط نجوى.. طنط نجوى.. حبيبتي.. هيا انهضي لنتحدث معًا.. سنذهب الآن لنحضر كتاب الأسرار..
الآن.. الحمد لله.. لقد عادت الكهرباء..
عنتر: لنتحدث إلى الممرضة الآن في التليفون.. فرحة.. فرحة.
فرحة: تحت أمرك مستر عنتر..
عنتر: من فضلك.. احضري بسرعة.. نجوى غائبة عن الوعي..
فرحة: حالًا..
فرحة: من فضلكم.. يجب أن تستلقي على ظهرها.. من فضلك مستر عنتر.. ارفعها معي الآن على السرير.. يجب قياس النبض وضربات القلب.. ياه.. إن يدها تنزف.. كيف لا ترون الدماء؟ يجب وقف الدماء بسرعة..
عنتر: هل كان معها آلة حادة ونحن لا نعلم؟ هل عادت مرة أخرى للاكتئاب ومحاولة الانتحار؟
فرحة: سأعمل الآن على وقف الدماء.. لا تقلقوا.. هي فقط تحتاج إلى ضمادات ضاغطة لوقف النزيف.. إنها مسألة سهلة.. انتظروا.. لقد وضعت الضمادات على يدها.. الآن توقفت الدماء.. الحمد لله.. إنها بخير.. النبض يعمل جيدًا وضربات القلب منتظمة.. تحتاج فقط إلى توصيل الجلوكوز والنوم لبعض الوقت..
كريمة: شكرا فرحة.. تسببنا في إجهادك..
فرحة: لا تقولي ذلك.. هذا عملي.. وأنتم غالون عندي..
عيسى: شكرًا يا طنط فرحة..
عنتر: شكرًا لك فرحة..
فرحة: أنا لم أفعل شيئًا.. هذا عملي.. لا تقلقوا سوف تسترد وعيها بعد دقائق..
عنتر: أين دكتور نائل؟ لماذا يغيب كثيرًا عن المستشفى؟
فرحة: سوف يأتي اليوم الساعة الحادية عشرة.
عنتر: تمام.. شكرًا لك..
الآن.. نجوى تحاول أن تفتح عينيها.. لقد عادت إلى وعيها.. يا الله.. الحمد لله..
نجوى: ماذا حدث؟!
كريمة: لا تجهدي نفسك نجوى.. يجب أن تخلدي إلى النوم الآن.. وأنا سأذهب إلى المطار حالًا..
عيسى: خالتي نجوى.. حبيبتي.. الحمد لله أنك بخير..
عنتر:.. حمدًا لله على سلامتك نجوى..
نجوى: الله يسلمك.. لكن هل تخبروني ماذا حدث.. أنا لا أتذكر إلا شبح الراهبة وشعرت كأن أحدًا يطعنني بيدي..
كريمة: مستر عنتر سيخبرك بكل شيء.. أستطيع الآن الانصراف أنا وعيسى حتى لا يشعر زوجي بأي شيء غريب..
نجوى: أرجوك كريمة.. اعملي على تأمين نفسك وتأمين عيسى..
عنتر: كريمة.. إذا حدث أي شيء.. اتصلي بي.. ولا تنسيْ ما أوصيتك به.. احذري أن تقولي أي شيء عن نجوى.. فإذا كان يتبع موقعك فإنك ستخبريه أنك شعرت ببعض الإعياء وأتيت المستشفى للاطمئنان فقط لعمل بعض التحاليل والأشعة، والمستشفى هنا كبيرة وبها كل الأقسام.
كريمة: سأفعل مستر عنتر.. هيا يا عيسى.. نراكم على خير..
عنتر ونجوى: نراكم على خير.. إلى اللقاء..
هيا يا عيسى.. هيا حبيبي.. اركب السيارة بسرعة لنذهب لوالدك..
عيسى: حاضر يا أمي.. لكن أنا أشعر يا أمي أن ثمة شيء ما سيحدث.. أشعر أن هناك خطرًا ينتظرنا..
كريمة: لا تخف يا عيسى.. أنت أقوى من كل شيء.. هيا نغني معًا.. أغنية القط التي كتبتها خالتك لك في عيد ميلادك..
عيسى: أنا القط.. أنا القط.. أنا القط.. أنا القط.. ضعيف أوي وغلبان.. ضعيف أوي وغلبان.. باطلب منكم حسنة.. عشان أنا جعان.. عشان أنا جعان.. هههههههههههه
كريمة: ههههههههههههههههههه.. اضحك عيسى حبيبي.. أنا أريدك سعيدًا هكذا.. لا تبكِ أبدًا.. لا تخف أبدًا.. الآن.. وصلنا إلى المطار..
عيسى: أخيرًا.. وصلنا..
كريمة: هيا لنذهب إلى بوابة رقم 2.. لننتظر أمامها..
عيسى: أمي.. ها هو أبي.. بابا.. بابا.. بابا.. حمدًا لله على سلامتك..
كريمة: حمد الله على سلامتك يا فريد..
فريد: كريمة.. عيسى.. وحشتوني.. لنذهب إلى المنزل.. هيا لنركب معًا..
كريمة وعيسى: هيا لنذهب إلى المنزل..
فريد: ماذا حدث لكم؟ لماذا تبدون كأنكم خائفون؟!
كريمة: لا شيء.. أنا فقط كنت مجهدة في الأيام السابقة..
فريد: لكن وجوهكم لا تقول ذلك.. ما هذا؟ إنها مكالمة مهمة .. سأرد على الهاتف..
أهلًا أهلًا يا دكتور..
نائل: د. فريد.. هل يمكن أن أحدثك الآن؟
فريد: تفضل يا دكتور.. أنا أسمعك..
نائل: هل هناك أي شخص بجانبك..
فريد: نعم.. لكن أعطني ثواني.. كريمة.. ثواني.. سوف أهبط هنا لأتحدث مع صديقي.. أستئذنك..
كريمة: سننتظرك..
فريد: الآن.. أنا معك..
نائل: فريد.. نجوى شقيقة زوجتك عندنا في المستشفى.. معهم دكتور كبير في الطب النفسي اسمه عنتر.. احذر.. تلك الأفعال يمكن أن توقع بنا جميعًا..
فريد:.. شكرًا يا دكتور للتنبيه.. لقد أديت وظيفتك على أكمل وجه..
نائل: تحت أمرك سيادة البروفيسور.. نحن جميعًا نعمل تحت إشراف مؤسستكم..
فريد: سوف نرسل لك مكافأة كبيرة.. مع السلامة..
كريمة في خوف: ماذا حدث يا فريد؟
فريد في خبث: لا شيء.. لنذهب للمنزل..
عيسى: بابا.. من فضلك أنا أريد الذهاب لجدتي..
فريد: ألا تريد أن تعيش مع والدك يا عيسى.. لم أرك لمدة شهر كامل ولا تريد أن تكون بجانبي.. أنا لن أتركك تلك المدة.. وفيما بعد ستسافر معي إلى أمريكا.. لا أريد تربيتك هنا في هذه الأجواء.. مصر ليست المكان المناسب..
كريمة: ماذا تقول؟ هل أصابك شيء يا فريد؟ هل أصبحت مصر الآن مكانًا لا يناسبك؟
فريد: كريمة.. لا تنسيْ نفسك.. لا تنسيْ أن عيسى ابني قبل أن يكون ابنك.. على كل الأحوال نحن الآن وصلنا منزلنا.. لنستكمل حديثنا في المنزل.. هيا بنا..
كريمة: هيا بنا.. هيا يا عيسى..
فريد: عودًا حميدًا يا كريمة.. عودًا حميدًا عيسى.. لنشرب معًا بعض العصائر التي أحضرتها خصيصًا لكم من الخارج؟
كريمة: شكرًا يا فريد.. إنه عصير مميز بالفعل..
فريد: الآن أريد أن أسألك.. أين كنتم اليوم؟
كريمة: أنا وعيسى كنا في مستشفى الأيادي الذهبية.
فريد: هذا جيد.. لكن ما سبب الزيارة؟
كريمة: كنت مصابة ببعض التعب والإعياء.. فقررت عمل بعض التحاليل والفحوصات الطبية..
فريد: إذن ستذهبين غدًا لاستلام نتائج الفحوصات؟
كريمة: لا.. لن أذهب مرة أخرى لهذه المستشفى لأنهم لم يقوموا بدورهم المطلوب حيث يزدحم قسم التحاليل والأشعة على نحو كبير.. ولم أستطع الانتظار..
فريد: أنت تكذبين يا كريمة؟ أنت إنسانة غبية..
كريمة: من فضلك.. لا تتحدث معي بهذا الأسلوب..
فريد: أنتِ لن تخرجي مرة أخرى من المنزل، وسأحبسك أنت وابنك هنا حتى استكمال كل أعمالي للنهاية..
كريمة وعيسى باكين: لا.. لا.. لن تحبسنا.. لن تستطيع..
فريد: لن يسمعكم أحد هنا.. صيحوا بأعلى صوتكم كما تريدون..
كريمة: أرجوك يا فريد.. أرجوك.. لا تتركنا هنا.. نحن نريد زيارة أمي.. أنت تعرف أنها مريضة..
فريد: هههههههههههه.. والدتك مريضة.. أم نجوى شقيقتك البلهاء ترقد في المشفى.. هل تعتقدين أنني لا أعرف تحركاتك.. هل تعتقدين أنني أكتفي بالرقابة بالجي بي إس مثل الآخرين؟ هل تعتقدين أن البروفيسور فريد بهذا الجهل؟
كريمة: فريد.. لا داعي لهذا الكلام.. ابنك عيسى لن يحتمل حبسه في هذا المكان..
فريد: لماذا لا يحتمل؟ إنكم في أرقى مكان.. أنتم تعيشون الآن بعيدًا عن الرعاع.. أنتم في حي الفيلات بالتجمع الخامس.. بمجرد أن تتصلوا بالأمن بواسطة هذا التليفون سيحضرون لكم كل ما تحتاجون إليه.
عيسى: أنا أوافق يا والدي..
كريمة: ماذا تقول يا عيسى؟
عيسى غامزًا لأمه: طالما والدي يريدنا أن نعيش معه.. فيجب أن نعيش هنا معه يا أمي.. لا تخافي يا أمي.. لا تخافي..
فريد: شاطر يا عيسى.. أنت حقًّا ابني.. الآن أترككم وأنا مطمئن.. سلام..
كريمة وعيسى: سلام.
عيسى بصوت منخفض: ماما.. لا تخافي.. أنا معي الكرة البلورية..
كريمة: لا أفهم.. ماذا تقصد بالكرة هذه..
عيسى: سأخبرك بكل شيء..
فريد: بماذا تهمس في أذن والدتك يا عيسى؟
عيسى: لا شيء.. فقط أخبرها عن فكرة لعبة..
فريد: هل والدتك علمتك الكذب على والدك؟
عيسى: لا.. لا.. أنا فقط يا والدي أخبرها على فكرة لعبة لأننا سنعيش هنا وحدنا بعيدًا عن الناس.. سنشعر بالملل إذا لم نتسلى أنا وماما في بعض الألعاب..
فريد: أنا سأترككم هنا لأني أخاف عليكم يا عيسى..
عيسى: تستطيع أن تقوم بكل أعمالك والدي وأنت مطمئن..
فريد: مع السلامة.
كريمة وعيسى: مع السلامة.
عيسى: أمي.. لننتظر بعض الوقت حتى لا يسمع والدي بحديثنا..
كريمة: عيسو.. كبرت يا حبيبي وأصبحت سندًا لأمك..
عيسى: أمي.. الآن.. سأقوم بتلميع الكرة البلورية..
كريمة: لا أفهم هذه اللعبة..
عيسى: إنها ليست مجرد لعبة يا أمي.. إن خادم تلك الكرة هو الجني الطيب قنديل..
كريمة: ماذا يعني ذلك يا عيسو؟
عيسى: أمي.. الجن قنديل سيطير بنا إلى خالتي نجوى.. ثم نذهب بعد ذلك لزيارة جدتي.
لكن.. أرجوك يا أمي لا تحكي أي شيء عن تلك الكرة حتى لا يأخذها والدي ويستخدمها في الشر.. الجني قنديل أوصاني بذلك.. وإلا فإننا لن نستطيع مساعدة خالتي..إن قنديل يسمح لنا بهذا مرة واحدة فقط ولن نستطيع أن نطلب منه أن يطير بنا مرة أخرى..
كريمة: أعدك يا حبيبي أنني لن أخبر أحدًا.. لا تقلق.. لكن هنا كل الأبواب مغلقة ولا يوجد حتى شبابيك لنقفز منها..
عيسى: قنديل لا يحتاج لأي شيء من هذا.. هيا.. الآن.. يا أمي.. أنا ألمع الكرة.. حالًا سيأخذنا قنديل..
كريمة: ياه.. ما هذه الأدخنة؟ سبحان الله! وكأننا نشاهد قصة خرافية على الإنترنت.. سبحان الله!
عيسى: السلام عليك يا قنديل.. أيها الجني الطيب.. ساعدنا.. نريد أن ننتقل لخالتي نجوى من خلال الخريطة الزمنية..
قنديل: أهلًا يا عيسى.. أهلًا يا أم عيسى.. لا تخافا.. سنحدد الآن مكان خالتك في الخريطة.. إنها هنا.. هل ترونها؟
كريمة وعيسى: ياه.. إنها هي.. إنها نائمة..
قنديل: الآن.. ركزا داخل الخريطة جيدًا.. وبقوة الله تكونان في 10 ثوانٍ في حجرة نجوى.. قولا.. بسم الله الرحمن الرحيم.. العليم علام الغيوب جل جلاله..
كريمة وعيسى: بسم الله الرحمن الرحيم.. العليم علام الغيوب جل جلاله..
قنديل: يحفظكم الله.. إلى اللقاء..
كريمة وعيسى: ياه.. ياه.. سبحان الله العليم.. كأننا كنا نيام واستيقظنا هنا.. إنها حجرة نجوى..إننا في المستشفى الآن.. الحمد لله.. الحمد لله..
عيسى هامسًا: أمي.. يبدو أن خالتي نجوى لا تزال نائمة.. لنذهب للجلوس في الشرفة حتى تستيقظ.. لكن يجب أن تعرف خالتي أن أبي عرف كل شيء ويراقبنا جميعًا..
كريمة: لا أعرف يا عيسى ماذا عسانا أن نفعل؟ كل ما أتذكر الشرر الذي يخرج من عين والدك ومعرفته بكل ما يدور هنا.. أعرف أن هناك ثمة أشياء تحدث لا نعرفها.. وبالتأكيد هناك شخص ما يراقبنا في هذه المستشفى.. يجب أن ترحل خالتك نجوى من هنا بأقصى سرعة..
عيسى: أمي.. لنذهب للاتصال بعمو عنتر..
كريمة: صح.. برافو عليك.. إنها أول خطوة.. هيا نتصل به على التليفون من هذا الكشك بداخل كافيتريا المشفى.. نحن مضطرون لذلك بعد أن ألقينا بتليفوناتنا المحمولة إلى القمامة؛ لأن والدك يراقبها.. الحمد لله.. تليفون مستر عنتر يرن الآن.. إنه يرد.. خذ يا عيسى لتحدثه أنت..
عيسى: عمو عنتر.. احذر.. أبي يعرف كل شيء.. هناك شخص ما يراقبنا في المستشفى وينقل إليه الأخبار..
عنتر:.. عيسى.. هل أنت متأكد؟ كيف حدث ذلك؟
عيسى:.. عمو عنتر.. أنا وأمي في خطر وقد خرجنا من منزلنا بمساعدة قنديل لأن أبي حبسنا ولكني لم أستسلم..
عنتر: عيسى.. أنا سآتي إليكم حالًا.. أين أنتم؟
عيسى: نحن بجوار المستشفى.. نريد أن نساعد خالتي لتخرج منها قبل أن يؤذيها أحد..
عنتر: أرجو أن تبتعدا عن المستشفى الآن لأن ما تقوله يدل على أنكم في خطر..
عيسى: لكن خالتي لم تستيقظ بعد ونريد أن نطمئن عليها..
عنتر: اسمع ما أقوله يا عيسى.. اتركا المستشفى الآن وأنا سأتصرف..
عيسى: حاضر عمو.. هيا يا أمي نترك المستشفى.. عمو عنتر يقول إن هناك خطرًا..
نجوى: ما هذا.. كريمة وعيسى.. متى أتيتم.. لماذا لم توقظوني..؟
كريمة: حبيبتي نجوى.. لا تقلقي.. لقد أتينا منذ نحو ربع ساعة تقريبًا لأننا أردنا الاطمئنان على صحتك..
عيسى: خالتي.. لقد عرف أبي أنك تقيمين هنا.. هناك من يراقبنا في المستشفى..
نجوى: آه.. أشعر بإنهاك شديد.. لكن أسمعك يا عيسى وأنا واثقة أن كلامك صحيح لأن هذا الجرح في يدي يخفي خلفه الكثير.. وأقسم لكم أني لا أملك هنا أي آلة حادة ولم أعد أفكر في الانتحار..
كريمة: حبيبتي نجوى.. لقد أزعجناك بأصواتنا..
نجوى: لا تقولي هذا.. أنتم حياتي.. هل تريدون أن أخرج معكما إلى مكان آخر؟
عيسى: لا يا خالتي.. لقد نصحنا عمو عنتر ألا نتعجل ونخرج أنا وأمي الآن من المستشفى ونحذر ألا يرانا أحد لأن ذلك خطر علينا جميعًا.. وهو سيأتي لمساعدتك..
نجوى: أراه محقًّا لأن الأحداث لا تبشر بالخير.. هناك مافيا كبيرة يا كريمة.. أرجوك حصِّني نفسك وحصني عيسى..
عيسى: خالتي.. لا أريد أن أتركك.. أنا خائف..
نجوى:لا تخف.. مستر عنتر له خبرة كبيرة في حماية المرضى منذ كنا في لندن.. لا تخف يا عيسى.. خالتك بخير يا عمري..
كريمة: سآخذ احتياطي.. لا تقلقي نجوى واخلدي للنوم..
نجوى: سأخلد للنوم بعض الوقت..
كريمة وعيسى: إلى اللقاء..
عيسى: أمي.. تعالي نسير بهدوء شديد.. الآن نهبط على السلالم دون استخدام المصعد حتى لا تكشفنا الكاميرات.. الآن يوجد موظف أمن.. لنتحدث معه بطريقة عادية.. هو لا يعرفنا..
كريمة: مساء الخير.. نحن نريد الخروج من هذا الباب.. أرجو أن تفتح لنا الباب.. لقد كنا نزور شقيقتي وتأخرنا بعض الشيء..
موظف الأمن: مساء النور.. يمكنكم الخروج من الباب الأخير في نهاية الممر على اليسار، هو مفتوح طوال اليوم..
كريمة وعيسى: شكرًا لك..
عيسى: هيا يا أمي.. لنرحل من هنا بسرعة قبل أن يرانا أحد..
كريمة: هيا يا عيسى.. لنركب هذا التاكسي القادم..
صاحب التاكسي: تحت أمركم.. إلى أين؟
كريمة وعيسى: إلى حي المعادي من فضلك..
عيسى: الآن نذهب إلى جدتي.. أخيرًا.
كريمة: الحمد لله.. خمس دقائق ونصل إلى المنزل..
صاحب التاكسي: حمدًا لله على السلامة..
كريمة وعيسى: الله يسلمك..
عيسى: هيا يا أمي بسرعة.. لقد اشتقت إلى جدتي.. لنفتح الباب بالمفتاح.. هيا يا أمي.. جدتي.. جدتي.. أين أنت؟
كريمة: جدتك نائمة.. لنتركها حتى تستيقظ..
عيسى: أمي.. يجب أن نذهب إلى خان الخليلي لننقذ خالتي..
كريمة: لا أفهم شيئًا مما تقول يا عيسى..
عيسى: سأشرح لك فيما بعد يا أمي.. لكن يجب أن نذهب إلى شارع خان الخليلي..
كريمة: هيا يا عيسى.. لننام بعض الوقت.. أنت مجهد ونحن وراءنا يوم آخر ثقيل..
عيسى: لننام يا أمي.. ونستكمل في الصباح..
عيسى: أمي.. الآن.
كريمة: لا أفهم شيئًا مما تقول يا عيسى..
عيسى: أمي.. سأشرح لك فيما بعد.. المهم.. هل تعديني أمي ألا تخبري أي أحد بالمكان الذي سوف نذهب إليه صباحًا؟
عيسى: لنننام أمي.. تصبحين على خير.
كريمة: تصبح على خير يا حبيبي.
الساعة الثانية ليلًا.. يستعد عنتر الآن للذهاب إلى نجوى.. حيث يريد أن ينقذها.. وقد كان لزامًا عليه أن يمر على كريمة حتى يطَّلع على ملفات زوجها (دكتور فريد الجبالي)..
طرق عنتر باب منزل كريمة.. لكن النوم كان قد غلب كريمة وعيسى ولم يسمعا طرقات الباب..
توجه عنتر إلى المستشفى مسرعًا وقبل أن يصل إلى هناك اتجه إلى قسم شرطة مدينة نصر.. وتحدث إلى أمين الشرطة بتفاصيل كثيرة. حيث قام بعمل محضر إثبات حالة نجوى من خلال أوراق تثبت مرضها منذ أن كانت في لندن بالإضافة إلى إثبات إقامتها في مستشفى الأيادي الذهبية في قسم الأمراض النفسية.. وأشار ببعض التفاصيل عن دكتور فريد الجبالي وتعهد بإثبات ما ذكره عنه بمجرد أن تحضر زوجته إلى القسم لتدلي بأقوالها.
توجه عنتر إلى المستشفى.. وقد كانت الساعة تشير إلى الثالثة مساءً.. وعندما اقترب من المستشفى لاحظ حركة غير اعتيادية وظهر رجل طويل القامة يرتدي حلة رمادية.. يهبط من سيارة فارهة لونها فضي.. ويبدو أن الرجل أحد المدراء بالمستشفى حيث كان يصيح في أفراد الأمن ويحثهم على حماية البوابات.. وقد توجه بعد ذلك لارتياد المصعد.. فيما بعد ذهبت أتحدث إلى موظف الأمن المواجه للباب الرئيس وقد سلمته نسخة من بطاقتي الشخصية وطلبت منه الإذن لزيارة نجوى.. وحاولت أن أستفسر عن ذلك الرجل.. فأجاب بأنه المدير والمالك للمستشفى.. إنه د. نائل الحموي..
قلت: هل دكتور نائل معتاد أن يأتي الرابعة فجرًا؟
موظف الأمن: أحيانًا..
قلت: هل تسمح لي بالصعود لزيارة غرفة 307؟
موظف الأمن: على الرحب والسعة..
صعدت مباشرة إلى غرفة نجوى.. وقد لاحظت تحركات مريبة من بعيد.. حيث يظهر د. نائل بصحبة رجل يبدو عليه علامات الغموض.. حيث يرتدي قبعة بنية ونظارة سوداء.. فشعرت أنه ربما يكون زوج كريمة لأن نهجه كالخواجات في أوروبا.. غريب هذا الشخص يتصرف بقلب بارد وكأنه لا يعرف عقيدة أو أخلاقًا، وفوق كل ذلك فهو لا يشبه المصريين في أي شيء سوى جنسيته واسمه.. وتلك من مشكلات الجنسية المزدوجة.. فالانخراط بالغرب وأمريكا يجعل بعض مزدوجي الجنسية ينتمون للبلد الثاني أكثر من وطن المنشأ..
يجب عليَّ الآن أن أقترب من الغرفة على نحو عادي حتى لا ينكشف أمري رغم أن الأمر يبدو غير معتاد بالفعل.. فما الذي جاء بدكتور نائل إلى هنا في هذا الوقت المبكر؟ وما سبب زيارة دكتور فريد له في هذا الوقت؟ هذا دليل أن هناك شيئًا مخيفًا يخططون له.. وما الذي يمكن أن يحدث إذا لمحوني هنا في هذا الوقت.. يجب أن أتخفى الآن بأي طريقة.. لأدخل إلى تلك الغرفة.. يا لسوء الحظ إنها مغلقة.. وصوت دكتور نائل يصيح للسؤال عن مصدر الصوت.. يجب أن أرد عليه بأي شيء لكن من وراء الجدار في المنتصف..
عنتر: تحت أمرك يا دكتور.. أنا موظف الأمن المسائي..
د. نائل: تمام..
ها هي الغرفة الأخيرة في يسار الممر.. إنها منفردة وليس بها أحد.. لأدخل وأرتدي زي الممرض المسؤول.. ولكن ماذا أفعل إذا رآني د. نائل هذا؟ آه.. أتمنى أن تمر هذه اللحظات على خير.. يجب أن أكون ثابتًا إذا رآني.. وأدَّعي أنني ممرض جديد.. يارب..
الآن.. عليَّ الذهاب إلى غرفة نجوى.. فلا أعرف ماذا يمكن أن يفعل هؤلاء الأشرار..
لأترقب ما يحدث من وراء هذه الفتحات في الشباك الخلفي للغرفة.. ما هذا؟ كأنهم يستعدون لحقنها بدواء ما.. إنها نائمة.. يجب منعهم بأي شكل.. أين مفاتيح الطوارئ.. أين الأزرار المهمة في ذلك الممر الطويل.. الضغط على زر الطوارئ سيُحدث صخبًا ويجعلهم يشعرون بالخوف.. ياه.. إن المفتاح ليس هنا.. يجب أن أجده بسرعة.. ها هو بجوار المصعد الأخير بنهاية الممر.. الآن أضغط عليه.. ها هي صافرات الإنذار تخيفهم.. إني أسمعهم الآن يصيحون.. يجب أن أختبئ الآن في الحمام الملاصق للغرفة حتى أسمعهم..
د. نائل: يا حامد.. يا فرحة.. أين أنتم؟ واضح أنكم نائمون.. أين الممرضة وموظف الأمن؟ وأين الممرض الذي كان يحدثنا من دقائق؟ واضح أن هناك ثمة عطل أو ما شابه أدى إلى تعليق زر الطوارئ.. أعتقد لا يوجد أي خطر.. فالمبنى هادئ تمامًا.. والكاميرا لا تظهر أي شيء غريب.. سأتصل غدًا بموظف الأعطال..
د. فريد: يجب أن نؤجل خطتنا الآن.. لنرحل من هنا يا دكتور..
عنتر هامسًا: يا الله.. الحمد لله.. دقيقة واحدة ويرحلون.. وبهذا أستطيع أن أدخل لنجوى.. ها هي.. نجوى.. نجوى.. استيقظي.. هيا نرحل بسرعة من هنا..
نجوى: ماذا.. ماذا حدث؟ ما هذه الملابس الغريبة مستر عنتر؟!
عنتر: أرجوك انهضي بسرعة وارتدي أي شيء..
نجوى: لا أفهم..
عنتر: عليك أن تتخفي في ملابس عاملة نظافة.. وأنا أحضرها لك من الحمام الملاصق للغرفة..
نجوى: أرجوك مستر عنتر.. ماذا حدث لكل هذا؟
عنتر: نفذي ما أقوله ولا تسألي مرة أخرى.. هناك خطر على حياتنا الآن..
نجوى: يا رب.. يا رب.. سأفعل مستر عنتر.. انتظر دقائق..
عنتر: سأنتظرك هنا في الشرفة..
نجوى: هيا بنا مستر عنتر.. أنا كنت أعرف أنك ستأتي غدًا لإنقاذي، ولكن لم يكن ببالي أنك ستأتي بعد ساعات قليلة..
عنتر: لا تتكلمي الآن.. أخفضي صوتك.. وتعاملي بأنك عاملة تنظف، خذي هذه المكنسة وتلك الفرشاة هناك.. ولا تنسيْ أن تغطي وجهك بالماسك الطبي.. الآن لن يعرفك أحد..
نجوى: حاضر..
عنتر: هيا يا نجوى.. بسرعة.. لنهبط من السلم الخارجي بعيدًا عن المصعد حتى لا يتم مراقبتنا بالكاميرات.
نجوى: هيا بنا مستر عنتر.. هذا موظف الأمن مستر عنتر.. ماذا أفعل..
عنتر هامسًا: اثبتي وتصرفي كعاملة نظافة تكنس وتلمع وابتعدي بعض الشيء.. الآن أمسكي بخرطوم المياه كأنك تغسلين السور الخارجي للمشفى حتى يسهل عليك الخروج..
نجوى: سأفعل..
عنتر: سأنتظرك في السيارة هناك على اليمين.
نجوى: سآتي بعد لحظات.. يارب.
موظف الأمن: هل تحتاج شيئًا يا أستاذ؟
عنتر: لا.. شكرًا جزيلًا.. أنا انتهيت من الزيارة واطمأننت على قريبتي.. مع السلامة.
موظف الأمن: مع السلامة..
أخذت نجوى خرطوم الماء لتنظيف سور المشفى، ورشت المياه على الأرض والمقاعد.. ثم خرجت من البوابة الرئيسة لاستكمال تنظيف السور والأشجار.. وظلت تسير حتى وصلت للسيارة وركبتها بسرعة.. واختفت السيارة عن الأنظار تمامًا..
نجوى: الحمد لله.. الحمد لله.. لا أعرف كيف أشكرك مستر عنتر..
رائعة ... مبدعة صديقتي عزة مبدعة
الله يحفظك حبيبتي شهد . شكرا جدا لمرورك الكريم
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.