حنين عبد السلام حجازي أغسطس 26, 2023, 8:15 م

قصة عن المصابين بمرض أو وهم كابجراس النفسي.. قصة مؤثرة

لارا فتاة في الثانية عشرة من عمرها، اليوم هو أول يوم في العام الدراسي استيقظت وبدلت ملابسها، ومشطت شعرها، ونزلت لتناول الفطور مع والديها رغم هدوء والديها التام وصمته إلا أن ليلى شعرت أن شيئًا ما غريبًا أصاب والديها.

وعند وصول لارا إلى المدرسة التقت صديقتيها لينا وسارة، وبدأت الحديث عن أحاسيسها، وقالت:

- استمعا إلي، أنا ضائعة، أشعر أن والدي ليسا والديّ، وأنهما غريبان أو مزيفان، وأنهما ليسا والديّ.

أجابت سارة:

- أجننت يا لارا أو أنها ضربة شمس!

وبدأ كل من سارة ولينا بالضحك، فغضبت لارا وقالت بصوت عالٍ:

- حتى أنتما صديقتان مزيفتان، أنتما محتالتان كاذبتان.

ردت لينا:

- اهدئي يا لارا.

ذهبت لارا وهي تتكلم مع نفسها، وبدأ الجميع ينظر إليها وهم مستغربون، إنها تتكلم في الهواء ولا أحد بجانبها، وبدأ الكل يتهافت إليها ليسألها ماذا بك؟ لماذا تتكلمين إلى نفسك؟ صرخت وقالت:

- إنهم محتالون...

وبعد مدة من الزمن سافر والد لارا إلى المكسيك للعمل، ومرت السنون وأصبحت لارا معقدة بعض الشيء، فقد كانت لا تثق بأحد، وتقول إن كل من حولها محتالون وكاذبون ومزيفون، وتفضل البقاء وحيدة، والتكلم مع نفسها ما جعل والدتها قلقة عليها، وفي يوم أتت الأم لتتكلم مع ابنتها لارا، فقالت الأم:

- ابنتي لارا، أنا أريد التحدث إليكِ، أرجوكِ لا تقاطعيني واسمعيني، يحترق قلبي عليكِ كل يوم، فأنتِ قليلة الثقة، تصفين جميع من حولكِ بالكذب والاحتيال دون سبب رغم أن من حولك هم أقرب الناس إليكِ، وهذا يجرحهم، وأنا أخبر أباكِ أنكِ تتحسنين ولديك كثير من الأصدقاء والمعارف، وأنا أكذب عليه.

صمتت لارا قليلًا ثم صرخت وقالت:

- نعم، أنتِ تكذبين، لا بد أن أبي هو ليس والدي، وأنتِ ووالدي محتالان؛ لذلك قرر أبي أن يختفي، وقريبًا ستلحقين به وتختفين أو ربما أنتِ قتلته وأخفيته بحجة أنه قد سافر...

أجابت أمها والدمع في عينيها:

- أنا أمكِ يا لارا، أتظنين أنني أحتال عليكِ وأقتل أباكِ وأخفيه؟

- نعم...

- لارا، استعدي سنذهب إلى طبيب نفسي، أنتِ بحاجة ماسة له.

- أمي، أنتِ لستِ أمي، أنا أطلب انتقالي إلى مكان آخر...

الكاتبة

نعم هذه إحدى حالات وهم كابجراس، وكما رأينا في النص السابق، إنها الفتاة أو الابنة المصابة به، وهي تتوهم أن أهلها غرباء، وهي ترفض تقبلهم، ويوجد كثير مثل هذه الحالات عن أمهات يتركن أولادهن بحجة أنهم ليسوا أولادهن...

إن هذا لي أصعب الأمراض، فهو يجعل المقربين غرباء.

بقلم حنين عبد السلام حجازي

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.