قصة «علي ورحلة مع الخيال العلمي» ج5.. قصص قصيرة

بالجزء السابق من القصة وصلنا إلى (وهكذا بدأت رحلة "علي" الحقيقية في عالم العلم والخيال، حيث يمتزج الخيال العلمي بالحقيقة وقد يصبح المستحيل ممكنًا بفضل الإصرار والشغف بالمعرفة، لم يكن يعلم إلى أين ستأخذه هذه الرحلة، لكنه كان واثقًا أنها ستكون مملوءة بالمفاجآت والاكتشافات).

أخذ "علي" يفكر في الكلمات التي سمعها من تلك المخلوقات، وكيف يمكن لحضارة أن تصل إلى مرحلة من السلام الدائم؟ كيف استطاعوا التحرر من الصراعات والمنافسات التي كانت تستنزف مواردهم وتسبب الحروب بين الأمم.

كان "علي" يدرك أن الإجابة تكمن في تقدمهم العلمي، الذي لم يكن مجرد تقدم تقني فقط، بل كان تقدمًا فكريًا وأخلاقيًّا تجاوز حدود المعرفة التقليدية.

اقرأ أيضًا: اقرأ أيضًا: قصة «علي ورحلة مع الخيال العلمي» ج1.. قصص قصيرة

وفي أثناء وجود "علي" بينهم بدأ "علي" يتعلم أكثر عن طبيعة حياتهم، فهم لا يعيشون مثل البشر الذين يتنافسون على الموارد والسلطة.

لقد تمكنوا من تجاوز الحاجة إلى التوسع والسيطرة على المساحات الجغرافية، فقد كانوا يرون أن الكون بأسره هو ملعبهم وليس كوكبًا صغيرًا ينحصر فيه وجودهم.

كل نجم في السماء كان لهم فرصة لهم للتعلم والاكتشاف وليس ميدانًا للصراع، وبدأ "علي" يلاحظ أن هذه المخلوقات تمتلك فهمًا عميقًا للطبيعة والفيزياء الكونية، ما يمكنهم من التحكم في العناصر الطبيعية بوسائل تتجاوز التخيل.

عَلِموا أن كل ذرة في الكون تحمل طاقة، وأن هذه الطاقة يمكن استخدامها باستدامة دون الحاجة لاستنزاف الموارد أو التأثير في البيئة سلبًا.

اقرأ أيضًا: اقرأ أيضًا: قصة «علي ورحلة مع الخيال العلمي» ج2.. قصص قصيرة

كان لديهم مفهوم مختلف تمامًا عن السعادة والمتعة، فلم تكن سعادتهم قائمة على امتلاك الأشياء أو جمع الثروات، بل كانت تعتمد على مشاركة المعرفة واستكشاف المجهول.

لم يكن لديهم مفهوم المنافسة كما نعرفه نحن البشر، بل كان لديهم شعور جماعي بالتعاون لتحقيق أهداف مشتركة، هذا الشعور كان يعزز فيهم قيم التضامن والتعاطف، ما خلق مجتمعات لا توجد بها صراعات على السلطة أو الثروة.

وذات مرة أوضح له أحدهم وقال نحن لا نحتاج إلى القتال أو المنافسة لأننا نمتلك ما يكفي للجميع، لقد تعلمنا أن نستخدم الذرات التي حولنا بوسائل تجعلنا نحصل على ما نحتاج إليه دون أن نلحق الضرر بأي شيء أو أي شخص.

تعلمنا أن كل شيء في الكون متصل بالآخر، وأن تدمير أي جزء منه يعني تدمير أنفسنا، لذلك لا حاجة لنا للهيمنة أو السعي للسيطرة على الآخرين. كان "علي" يشعر بالدهشة والإعجاب، فكيف لم يصل البشر إلى هذا الفهم؟ ولماذا لا يزالون يقاتلون بعضهم بعضًا من أجل أسباب واهية، في حين يمكنهم العيش في سلام وتعاون.

أدرك "علي" أن السر يكمن في التعليم والتقدم العلمي، ولكن الأهم من ذلك كله هو تغيير الفكر البشري ليركز على التعاون بدلًا من التنافس والتناحر، واستمر علي في اكتشاف هذا العالم وبدأ يفهم كيف أن التكنولوجيا المتقدمة ليست مجرد أدوات، بل هي تعبير عن فلسفة حياتية مختلفة تمامًا.

اقرأ أيضًا: اقرأ أيضًا: قصة «علي ورحلة مع الخيال العلمي» ج3.. قصص قصيرة

كانوا يستخدمون علمهم في خدمة الجميع وليس لجمع المال أو السلطة أو التوسع على حساب الآخرين، بل لتحقيق التوازن والانسجام مع الكون. فكانوا يتعاملون مع العلم بصفته وسيلة لفهم الذرات والعالم بدرجة أعمق، وليس فقط لحل المشكلات اليومية أو الحصول على رفاهية مادية.. وإلى هنا أترككم وإلى لقاء في الجزء القادم والعودة إلى الوطن.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة