قصة "علاقة عابرة".. قصص قصيرة

كان محامٍ شاب يُدعى سامر، شاب وسيم، متفوق في عمله، ويحظى بسمعة ممتازة في مجاله. كان سامر متزوجًا، ولكنه كان يشعر بأن حياته الزوجية فارغة. كان يشعر بالملل من روتين الحياة اليومية، ولم يجد في زوجته ما يلهمه.

كان دائمًا في حركة، يتعامل مع قضايا كبيرة ومعقدة، ومع ذلك كان يشعر بشيء مفقود في داخله.

ثم جاءت "ليلى"، امرأة في منتصف الثلاثينيات، جذبت انتباهه منذ اللحظة الأولى. كانت ليلى مطلقة، وكانت قد خاضت معركة صعبة ضد زوجها السابق الذي كان يعاملها بطريقة قاسية. لكنها خرجت من هذه التجربة قوية، وكانت قد اتخذت قرارًا صارمًا بعدم العودة إلى حياة مليئة بالذل والإهانة. لجأت إلى سامر عندما قررت أن تطلب الطلاق وتخلع زوجها.

كانت ليلى امرأة غاية في الجمال، لكنها لم تكن تفتخر بمظهرها فحسب. كانت ذكية، قوية الإرادة، وجاءت إلى سامر وهي تحمل همومًا وآلامًا قديمة. كانت تشعر بالحزن من خيبة أملها في الحب، لكنها كانت تتمسك بالأمل في بداية جديدة. كانت تحتاج محاميًا يتفهمها ويُظهر لها الاحترام الحقيقي.

على مدار أسابيع عدة، كانت ليلى تتردد على مكتب سامر، وكان يتعامل معها بمهنية عالية. كان يشعر بتعاطف كبير تجاهها، ولاحظ في عينيها عمقًا لا يراه في كثير من النساء. لكن شيئًا ما في قلبه بدأ يتغير. كان يشعر بجذب عاطفي كبير تجاهها، وهذا الجذب كان ينمو مع كل لقاء.

لكن سامر لم يكن في تلك اللحظة قد أدرك تمامًا ما يشعر به. كان يظن أن ما يشعر به هو مجرد إعجاب أو رغبة، ولم يفكر في إمكانية أن يكون هذا شيئًا أعمق. شعر أنه على استعداد لتقديم أي شيء من أجل أن تكون ليلى في حياته، ليس بصفتها مُوكلته فحسب، ولكن بصفتها امرأة.

في أحد الأيام، بعد أن نجح في مساعدتها على كسب قضيَّة الطلاق، قرر أن يعبر عن مشاعره. أرسل إليها رسالة طويلة عبر الهاتف قائلًا: "ليلى، أعلم أننا مررنا بالكثير معًا في هذه القضية، ولكني أشعر بشيء أكبر تجاهك. أعتقد أنني معجب بك أكثر من مجرد محامٍ. أنتِ جميلة، ذكية، وأنا لا أستطيع أن أتجاهل هذا الشعور".

كانت ليلى تقرأ الرسالة وهي في حالة من التردد، لم تكن متأكدة مما إذا كان سامر يرى فيها المرأة التي هي عليها، أم فقط جسدًا جذابًا يمكنه أن يكون له. ردت بعد لحظات قصيرة: "سامر، أنا ممتنة لك لما فعلته من أجلي. كنت دائمًا محترفًا وداعمًا، ولكنني لا أريد أن تكون مشاعرك نابعة فقط من رغبة في شيء عابر. كنت أحتاج محاميًا، شخصًا يحترمني ويقف إلى جانبي في هذه المرحلة الصعبة من حياتي، ولم أبحث عن علاقة تضعني في مكان آخر".

أجابها سامر بسرعة: "ليلى، لا تفهميني على نحو خاطئ. ليس ما أشعر به مجرد رغبة. أحبك لشخصك، لذكائك، وللشجاعة التي أظهرتِها في مواجهة كل ما مررتِ به. أريدك في حياتي، ليس فقط بوصفك موكلة سابقة، بل بوصفك إنسانة".

لكن ليلى كانت قد قرأت ما بين السطور. كانت تدرك أن سامر كان بحاجة إليها على نحو عاطفي، لكنه كان أيضًا يراها جزءًا من متعة حياته، وليس كمن يرغب في أن يشاركها حياتها على نحو حقيقي.

قالت ليلى، بصدق وحزم: "أنت لا تحبني كما أنا، سامر. ما شعرت به هو مجرد رغبة. لا أريد أن أكون جزءًا من علاقة لم تُبنَ على احترام كامل. أنا أحتاج شخصًا يرى فيَّ شيئًا أكثر من مجرد الجمال، وأكثر من جسدي".

كانت كلماتها صاعقة بالنسبة له، لكنها كانت الحقيقة التي كان يتهرب منها. شعر بالخجل من نفسه، لأنه أدرك أنه كان يريدها جسدًا فقط في البداية، على الرغْم من أنه خدع نفسه بالاعتقاد أنه يحبها. أدرك في تلك اللحظة أن الحب الحقيقي لا يمكن أن يُبنى على الرغبات العابرة.

لقد علمته هذه التجربة درسًا قاسيًا، لكنه ضروري. قرر أن يحترم قرار ليلى، وألا يلاحقها بعد ذلك. أما ليلى، فقد أكدت لنفسها أن الحب الحقيقي يأتي عندما يحترم الشخص الآخر شخصيتها وأحلامها، وليس جسدها فقط.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة