ندى علي خلف مايو 8, 2023, 10:30 ص

قصة "عقد وخاتم زواج من نار"ج4.. قصص قصيرة

كان طلبه غريبًا بعض الشيء، فقد طلب مني أن أدعو له بعثة من الرجال أخبرني عنهم بالأسماء، فأرسلتُ أحد الجيران ليدعوهم له، ولبّوا دعوته، ثم أصرّ عليّ بالدخول وطلب مني أن أوقِّع على بعض الأوراق..

جلستُ أقرأ الأوراق بتمعن، وكان يصعب عليّ تصديق ما أقرأ، فهو بكامل قواه العقلية والجسدية قد تنازل عن كل ما يملك من منزل وأراضي ومحل تجاري في الحي، كل هذا طوّبه باسمي أنا، حدقت به لم تفعل كهذا الأمر؟ لكن كلمة "أنتِ تستحقين أكثر"، هي ما سمعتها من فمه.

انتهت مدة التحام الكسر، واليوم يقف على رجليه مجددًا، فجعلت من نفسي عُكازه، وأخذ يقبّل رأسي، ويشكرني على مساندته وعدم تركي له في أمسّ حاجته لي، وذلك الزوج الشرير بدأ يتغير للأحسن وكأنه تحول لملاك دون علمي، وبصراحة أكثر لم أعُد أدري ما الذي يحصل معي ومعه هل يُعقل أنها بداية علاقة جديدة؟ أم أنه يفعل هذا لإيفاء دين حسن معاملتي له؟

إنه بحالة جيدة اليوم وسيذهب إلى محله التجاري، لكني أصررتُ عليه البقاء في المنزل ريثما يتحسن أكثر، لكنه رفض لأن عليه دفع مبالغ للتجار وقد وعدهم وسيفي بوعده، خرج من المنزل، ورحت أسأل نفسي هل فعلاً طلبت منه عدم الذهاب، ألم يكن البوم الذي يعكر صفو حياتي؟ إنها العاشرة الآن لماذا لا يمر الوقت أسرع قليلاً؟ لا، لا، لا تقولي بأنكِ اشتقتِ لعودته للمنزل؟

نعم، لن أكذب، أشعر بأني أفتقده، وأُحصي الدقائق في غيابه، وقلبي يخفق له وأشعر بأنني سأكون أفضل حالاً عندما يعود، هل هذا ما يسمونه الحب، لا أعلم، لكني أشعر بأنني بحاجة له لذاك البوم الوسيم، لم أكمل تخيلاتي بعد، فرأيته يفتح باب المنزل، فركضتُ مسرعة نحوه وقبل أن أحتضنه كان قد سبقني لذلك، وبدأت علاقتنا تتحسن أكثر وأفضل من قبل.

لم يعُد في ناظري الرجل الشرير ولا الزوج البوم، بل أصبح سيد الرجال، إن وُجد التأمت الجراح وإن غاب كان الله في عونه، ولم يمرّ يوم واحد بعد الآن إلا يعترف لي بحبه الشديد، حتى في حبه أرغمني على ذلك من كثرة اهتمامه واحترامه، ووضعه في الميزان ثقلي من ذهب.

ولم يعُد العقد والخاتم لزواجي من نار، بل من ذهب، واحترام وعلاقة طيِّبة، وأصبحت أتمنى أن نُنجب أطفالنا ليعيشوا في عزِّنا ودلالنا، وكان الصبر هو بداية الطريق ونهايته.

استكشف المزيد حول قصة قصص زوجة زواج ظلم القصص

بقلم ندى علي خلف

كاتبة مقالات وقصص متعددة الأنواع، بأسلوب سلس وجذاب، لبنانية الجنسية، من مواليد ١٩٩٦، مشرفة لمدونة "أنامل عربية" واكتب في مدونة" رواد المتوسط " في قسم "الأدب ".

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

محمد خلف

مايو 8, 2023, 2:10 م

👍🏻👍🏻

أضف ردا