ندى علي خلف مايو 8, 2023, 10:03 ص

قصة "عقد وخاتم زواج من نار"ج3.. قصص قصيرة

هل حقًا ما أسمع؟ دخلت كلماته كالسهم في قلبي لكنني لم أعلم إن كان السهم من ورد جوري أم من نار! وأصبحتُ في حَيْرة من أمري، لطالما تمنيتُ أن أتركه وأخرج من هذا المنزل العَفِن، لكن شيئًا ما حال بيني وبين نفسي، ووقف كحاجز صامد يصعب حراكه.

دخلتُ في متاهة وكانت الكارثة أكبر من ما عشته سابقًا، فالقرار بيدي وبكلمة واحدة مني سأغير كل شيء ولن أستعجل في اتخاذ القرار، وسأفكر مليًا قبل أي خطوة أقوم بها.

لم أعُد أشعر بأنني فتاة الـ20 سنة التي ستختار نفسها وحياتها الجميلة والجديدة في عز شبابها وتقلب الطاولة رأسًا على عقب على رأس زوجها الشرير، بل أشعر بأنني امرأة الـ40 سنة التي أصبحت واعية أكثر وتُعطي الحكم والمواعظ، وتقول لي اثبتي مكانك هذا زوجك سندك وهذا منزلك ولا تطلبي منه الطلاق، بل حريتك الشخصية فحسب.

اقتنعت بكلام هذه المرأة الكبيرة في السن، ودخلت إليه وهو في فراشه، وطالبته بحريتي كما أمرتني تلك المُسنَّة، فكان ردَّه مُفاجئًا وأنه يسمح لي بكل شيء أريده، عدتُ إلى المطبخ لأطهو لكنني لم أطه طعاماً بقدر ما طهوت قصصًا في نُسج خيالي.

وكان أول شيء عليّ القيام به الذهاب لمنزل أهلي فقد اشتقت لذاك المنزل كثيرًا، وبالفعل ذهبت إليه، وما إن خرجت من باب المنزل حتى نزلت أقبِّل الأرض لحريتي وخروجي من سجني، وفي طريقي كنت أنظر وألتمس كل شيء بدقة، حتى أوراق الشجر قبَّلتها بدموع سخيَّة، رأيت اختلافات كثيرة طرأت على الحيّ فماذا سيكون بعد 6 سنوات من السجن غير ذلك.

إنها للمرة الأولى أشعر بأنني سعيدة من أعماق قلبي، وأشعر بأنني عدتُ إنسانة من جديد، وأنني أستحق الحياة والعيش كما يحلو لي أنا فحسب، وقبل أن أغوص في الواقع الجديد كان ضميري يؤنبني بأن عليّ العودة باكرًا للاهتمام بذاك "الرجل المكسور" الذي ليس لديه أحد في العالم غيري.

وقبل المغيب عدت مسرعةً إليه، لكنه لم يتأفف مني بل سألني إن كنت سعيدة أم لا، وهكذا إنسان هل يهتم لسعادتي أصلاً؟ هذا ما كنت دائمًا أتساءل عنه، وأخبرني بأنه اشتاق لي وأنه يحبني كثيرًا ثم طلب طلبًا مُفاجئًا غيَّر كل مجرى حياتي.

بقلم ندى علي خلف

كاتبة مقالات وقصص متعددة الأنواع، بأسلوب سلس وجذاب، لبنانية الجنسية، من مواليد ١٩٩٦، مشرفة لمدونة "أنامل عربية" واكتب في مدونة" رواد المتوسط " في قسم "الأدب ".

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

أسماء خشبة

مايو 8, 2023, 11:01 ص

جميلة ننتظر المزيد

أضف ردا