قصة "عُقد منتصف الليل".. قصص قصيرة

بعد منتصف الليل، بعد يوم شاق، لا أعلم ما اليوم الذي أنا فيه، فقط أعلم أن الليل قد حل، وأن الشمس غابت، وجسدي قد هلك. لا أشعر بشيء غير أن قلبي ينبض، وأني أنا أتنفس، أما روحي فقد هجرتني.

بقيتُ أتقلب كالقط في مكاني، حاولت النوم وأغلقت جفناي المتثاقلين.. لا أعلم كم من الوقت مر عليَّ في هذه الحالة، لكن فجأة شعرت بسكون وهدوء لم أعهدهما من قبل. كان الشعور بعد ضجيج محمل في داخلي، قتله ذلك السلام الرائع الذي حييته ورحبت به بكل ابتسامة زرعت في ثغري.

لقد كان ضيفي المنتظر بعد طول غياب، كنت أعاتبه على تأخره. استضفته في داخلي وكان شعورًا جميلًا.. شعرت بانتظام نبضات قلبي وراحة بال وصفاء أفكار.. كنت منهكة جدًّا، لكني سعيدة بعد ذلك التعب.

جلست بحضور السلام وسألته: كيف وصلت إلى بيتي؟ كيف دلَّك طريقي؟ قال لي بكل ثقة: "أنتِ". قلت له متسائلة، وأنا مملوءة بعلامات الاستفهام والتعجب على وجهي: أنا؟! فأجاب: نعم، لمَ تتعجبين من ذلك؟ أنتِ استسلمتِ لشعور السلام.. الحرب التي خضتِها كانت ستهلكك، لكنك اخترتِ نفسك.

قلت له: هل أنا أحلم أم أن الأرق قد غلبني؟ قال لي: "لا، هذه هي الحقيقة." شعرتُ بارتياح شديد. سألته: هل سأبقى على حالي؟ فأجاب: جواب هذا السؤال أنتِ من ستحددين عندما تستيقظين.

شعرتُ بالفضول قليلًا، ثم سمعتُ طرق الباب. كان الحماس هو من كان يطرق باب أفكاري وكان سيوقظني، لكن شعور السلام قال لي: اهدئي، حتى ترتاحي قليلًا.. ستستيقظين وستختارين إما أن تحاربي وأنتِ مُهلكة، وإما تهزمينهم بكل قواك.

اخترتُ طبعًا أن أكون قوية، وشعرت ببعض الثقة. نعم، سأكون أقوى، أقوى من أي ظرف.

استيقظت من سباتي وشعرت براحة كبيرة، شعرت بشعاع الشمس يدخل قلبي، ويطرق باب ضحكتي، ويشع لعينيَّ. نهضت بكل قوة وتعهدت أن أكون لنفسي في المقام الأول.

نظرت إلى انعكاس المرآة بكل رضا، بكل ثقة وحب وامتنان لنفسي. حييت البسمة التي تصاحبني في هذا الصباح المملوء بالأمل.

ليست حكايتي بل حكايتك أنت، وأنا، أو الجميع.

كل الألم الذي كان بالأمس ذهب مع الأمس، أما اليوم فهو بداية تصحيح أي خطأ قد اقترفناه، وأضعنا الفرص التي كانت.

كل الطرق والفرص تؤدي إليك.. أنت من تختار ذلك، أو تمنعها.

لا تنتظر أحدًا بأنه سيغير مجرى حكايتك، فكن الكاتب الذي يحرك قلمه ويكتب قصته.

سأعطيك نصيحة من محاربة بعد تجربة:

حارب ظروفك بنفسك؛ لأن لا أحد سيحل مشكلتك سواك.. ستتعقد الأمور إذا أدخلت أطرافًا أخرى، مثل الخيوط المتشابكة التي تزيد تعقيدًا. ثق أنك ستجد الحل بنفسك، لا تطلب المساعدة، بل كن هادئًا واستمع لتأخذ بعض الأفكار.. تحدَّ نفسك، واجه، وانتصر أولًا على نفسك، ثم اهزمهم جميعًا.

لا تعدها تجربة، بل نصيحة. كلنا نعيش نفس الظروف المشابهة، لكن السيناريو يختلف.. كن بطل قصتك، ولا تكن الشخصية الثانوية فيها.. لا تجبر أحدًا على أن يغفلك ويستغلك في ظرفك القاهر.. إذا احتجت ليد المساعدة يومًا، اطرق باب أهلك أو صديقك الذي أهداك الله بنكهة الأخوة.

في الختام، حاول أن تنقذ نفسك دومًا. إذا وقعت، حاول النهوض ولو أخذ منك الوقت.

في النهاية، ستخطو وتكمل طريقك. أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

حقيقى اسعدتنى بهذة الكلمات
الرائعة من قلم يحمل يقين التحدى
دمتى مبدعة 🌹🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكرا الك ع تعليقك الراقي جدا ودمتي بسعادة مطلقه 🪻
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة