كنت دائمًا ما أتساءل هل أتيت إلى هذا العالم مع كل النحس الذي فيه، هل اجتمع كل هذا النحس بشخص واحد ألا وهو "أنا"؟
أغلب الظروف التي تعرَّضتُ لها تُوحي بذلك، وما عدتُ أجدُ خلاصًا لهذا السيئ والأسوأ الذي يرافقني أينما حللت.
في سن العاشرة أخبرني والدي للمرة الأولى ما أخفاه عني لسنوات، وها هو يعترف بذلك فقط؛ لأنه أحسَّ بأنه على حافة أيامه الأخيرة والخبر هذا أوجعني بشدة، فوالدتي لاقت حتفها بعد ولادتي بساعة واحدة لكثرة ما تعذبت بي أثناء الطلق، فمزقتُ رحمها، ومحاولة الأطباء بإيقاف النزيف حينها كانت جمعيها فاشلة..
وأيضًا قد أُجري لي عملية جراحية لالتحام الثقب الذي كان في قلبي، الآن علمت لم كل هذا الشعور بالنحس فقلبي مذ ولادتي لم يكن بخير، وتزوج أبي بعدها بامرأة لم أصفها يومًا إلا بعبارة واحدة إنها "الأفعى السامة على شكل بشر"، ثم توفي والدي، فترعرعت تحت رحمة تلك السامة اللادغة.
حاولت كثيرًا أن أنجح في الصف الواحد من السنة الأولى لكن لكثرة غبائي وحظي العاثر لم أعبر ذاك الصف إلى بعد ثلاثة سنوات لكل صف، كنتُ أستحي من التلامذة في صفي لأنني أكبرهم بسنوات في العمر والشكل والجسد، ثم تخليت عن دراستي بعد أن حصلت على شهادة واحدة.
إنهم رفاقي الآن من أثنوا عليَّ وألحوا بشدة أن ألتحق بمعهد لتعليم الفنون والمسرح، ظننًا منهم بأنه مناسب لي وسأفلح بذاك المجال، خضعت لآرائهم وقبلت هذه المهمة التي سأفشل بها بكل تأكيد لأن "المنحوس منحوس حتى لو خرج من فانوس"، إنها عبارة زوجة أبي (رحمه الله) المتمردة الحاكمة، اللادغة مرة أخرى، فتليق بها تلك الأفعى السوداء.
ها هي سنة كاملة مرت على خير ودون النحس الذي اعتدت عليه، فقد نجحت في "مهمتي الفاشلة" التي لطالما أسميتها كذلك، وتوالت أربع سنوات على هذا النحو من النجاح، وتخرجت من ذاك المعهد بشهادة عالية تخولني العمل بأي مسرح أريد، حتى في تمثيل الأفلام والمسلسلات، فأقام لي أصدقائي حفلاً كبيرًا لتخرُّجي من شدة بهجتهم لي..
ولكن تلك المرأة الفظّة، ذات العباءة السوداء، كان لا بد من تواجدها مع أنني أكره هذا، وها هي تتقدم نحوي لتتمنى لي الأفضل في أيامي القادمة، لم أفكر وقتها إلا بشيء واحد أن لطافتها المُفاجئة هذه، كانت فقط لكيلا أمثل عن شخصيتها في أعمالي الجديدة، ثم تبسمت “ابتسامة مصطنعة" احترامًا لها أمام الناس.
بدأت أعمالي المسرحية تُلاقي إعجاب الجميع، وشهرتي تزداد يومًا عن يوم، وتفكيري بأنني الشخص ذو الحظ العاثر بدأ يتضاءل وأصبحت أكثر تفاؤلاً من قبل، ولم يبقَ لي إلا فتاة كالقمر تُثير جنوني وأعشقها من النظرة الأولى وأتزوج بها ونُنجب أطفالنا ونعيش بكثير من الحب والسلام، دون عثرة حظ.
مايو 3, 2023, 3:02 م
لن يقلق بعد الآن، فالحظ العاثر ذهب من دون رجعة.👍🏻
مايو 3, 2023, 4:29 م
أتمنى ذلك للجميع... ❤️
مايو 3, 2023, 3:46 م
فإن مع العسر يسرا
طفولة مؤلمة ولكن العوض يأتي في الوقت المناسب.
احسنت
مايو 3, 2023, 4:31 م
نعم كذلك... وليت هذا العوض يكون من نصيبنا جميعاً.. ولو تأخر.. شكراً لتعليقك ومرورك العذب... ❤️
مايو 3, 2023, 4:50 م
👍🏻👍🏻👍🏻
مايو 3, 2023, 4:59 م
🌹🌹
مايو 3, 2023, 5:11 م
هذه العثرة دائماً ما تصيبنا والله المستعان وما بعد الصبر الا الفرج
مايو 3, 2023, 5:45 م
♥️
مايو 3, 2023, 5:45 م
❤️
مايو 3, 2023, 5:20 م
اغلبنا ذو حظ عاثر والى الله المشتكي ابدعتي اختي
مايو 3, 2023, 5:43 م
الله لا يترك أحد... لنلتزم الصبر بقدر المستطاع
مايو 3, 2023, 6:56 م
كلها مكاتيب يجب على كل فرد أن يؤمن و يتقبل و يصبر والله لا يترك أحدا فكلها اختبارات🌹موفقة أختي💓
مايو 3, 2023, 7:21 م
أحسنتِ القول... واتمنى لكِ التوفيق أيضاً وانا بانتظار كتاباتك دائماً... لكِ كل الحب والتقدير ♥️
مايو 4, 2023, 8:44 ص
نحن قصتنا و نحن حظنا.. علينا فقط أن نصدق ذلك و نؤمن بأنفسنا كما آمن الله بها.. إنها قصة خروج النور من رحم الظلام.. جميلة جداّ
مايو 4, 2023, 9:20 ص
أحسنتِ القول... عيناكِ الجميلتان... شكراً لمرورك العذب ♥️
مايو 7, 2023, 9:11 ص
القصة جميلة جدا لانها من وحي واقعنا وليست خياليه،اتمنى لك الاستمرار والابداع في هذا المجال
مايو 7, 2023, 9:34 ص
شكرا عزيزتي ❤️
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.