عندما كنتُ أمشي بجانبهم بدوا وكأنهم لا يريدون أن أكون معهم، كانوا يخفضون أصواتهم فورًا أو يُغَيِّرُون الحديث.
ستقولون لي: دعهم يفعلون ما يريدون، ما الذي يهمك في الأمر؟
تتسألون: ماذا يحدث لي؟
كمران هو ابن خالتي حتى إن كان عدوي... هل أريد له مثل ذلك، ما هذا؟
هل أسمح لامرأة لا يعرف أصلها أن تفسد أخلاقه؟ هل تتساءلون ما الذي كنت أتحدث عنه؟
نعم، في ليلة مقمرة من شهر أغسطس، في القصر، وتحديدًا في الشرفة تحت ضوء مصباح فاخر غير ضروري كانوا يجلسون مجتمعين يتحدثون ويضحكون.
أزعجتني ضحكات ناريمان، المحسوبة والمتناغمة مثل النوتات الموسيقية. قرَّرتُ أن أسير وحدي في زاوية من الحديقة، تحت الأشجار في الظلام كنت مشتتة الانتباه.
كنتُ غارقة في ظلام الأشجار في زاوية من الحديقة.
وفي الطرف البعيد، كان يوجد شجرة دلب قديمة تتدلى بعض أغصانها في حديقة الجيران، ومع أن هذه الشجرة مسكينة، فإنه لا يوجد ما يمكن أكله منها.
ولكنني أحببت هذه الشجرة كثيرًا، كانت أغصانها الكبيرة والواسعة مثل الأريكة، كنتُ أتجول أو أجلس عليها من دون خوف، ويمكن لأي شخص أي يفعل هذا لأن أغصانها كبيرة جدًا.
وفي تلك الليلة فعلت الشيء نفسه، فجلست على غصن مرتفع جدًا.
وبعد مدة سمعت صوت خطوات خفيفة أعقبها ضحكة منخفضة.
-من أتى؟
فتحت عيناي فورًا وثبتت أذني... ستحب أن تعرف ماذا رأيت؟
ابن خالتي كامران قادم نحوي مع الأرملة السعيدة...
انتبهت من رأسي إلى أخمص قدمي، مثل الصياد الذي يرى سمكة تقترب من خطافه.
كنتُ أخشى أن أحدث ضجيجًا حيث كنت جالسة.
خوف فارغ! لقد كانوا منتشيين للغاية لدرجة أنني اعتقدتُ أنني يجب أن أعزف على الطبول لهم، حيث جلست لم يكونوا على علم بذلك.
كانت ناريمان تسير للأمام، كان ابن خالتي يتأخر بأربع أو خمس خطوات، مثل العبد خلف سيده، مروا عبر الجدران وواصلوا طريقهم نحوي، ثم جلسوا تحت الشجرة حيث كنت.
أقول في خاطري: تعالوا يا أطفالي، تعالوا يا حملاني... أرسلكم الله لي.
نراكم لاحقًا... نحن نبذل قصارى جهدنا لنترك لكم ذكرى لا تُنسى من هذه الليلة الجميلة تحت ضوء القمر.
وفي هذه اللحظة تمامًا، ألن يبدأ صرصار الليل في الأزيز؟ هذا سيكون مستحيلًا وبالذات في أغسطس سيصيبني الجنون.
لا أستطيع سماع الخطاب، الذي ألقاه ابن خالتي للأرملة السعيدة... لو كان بوسعي لقلت: "أيها الكسول، ما الذي يدعوك للخوف؟ من سيكون هنا؟ تكلم!" سوف أصرخ.
خلال هذه الكلمة، كل ما سمعته هو بضع كلمات: "ناريمان، عزيزتي، ملاكي". بدأت أرتجف بعنف، حتى لو لم أسقط، أخشى أن أحدث ضجيجًا وحفيفًا في أوراق الشجر..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.