اليوم ليس عيدًا، بل عيدين؛ عيدَ الأضحى وعيد قلبي، فقد اتصل بي رفيق الروح والوجدان، طبيبي طبيب الروح، سمعت صوت هاتفي كأنه يرقص فرحًا، نعم لم يكن اتصالًا عاديًا حين شعرت بهاتفي على هذه الحال، دق قلبي مع رنات هاتفي، نعم إنه صوته، صوت طبيبي طبيب الروح، وإذا بالروح إلى عالمنا الروحي تطير بجناحات الشوق، يقول لي:
- حبيبة الروح شاعرة القلب والوجدان...
- طبيب الروح أنت، أنت هو طبيب الروح يا نوع الحنان؟
- نعم، هل كنت تنتظرين صوتًا غيري؟
- لا، إن أذني لا تستقبل غيرك ولا تقبل حواسي همسًا سوى همس قلبك...
- حبيبتي، كل عام وأنت لا تغيبين عن قلبي لحظة، أتعرفين يا شاعرة الروح أني لم أنس وعدي لك...
- وما هو يا طبيب الروح؟
- هههه، أنسيت؟ أنسيت وأنت صاحبة الاقتراح؟
- هههه، إني خجلة منك...
- لا يا حبيبتي، لا تخجلي، فأنا حبيبك، وكلانا يحب أن يكون سببًا من أسباب الخير للناس؛ لذلك أذكرك أننا قد اتفقنا أن نهتم بمشكلات الشباب؛ لذا قولي لي: هل يناسبك بعد ساعة في كوكب المخلصين الذي تعهدنا أن نبنيه معًا، سوف نلتقي هناك بعد ساعة حتى نعرض مشكلات الشباب ونحلها معًا، سلامي إلى قلبك شاعرتي...
- سلامي إلى روحك طبيبي...
طبيبي طبيب الروح ما هذا الجمال؟ أعتقد أن آخر يوم كنا فيه هنا في كوكبنا كانت هذه اللوحات فقط، فكيف ومتى صنعت كل هذه التحف؟ إن الكوكب أجمل مما كان بكثير، وكل هذه الطيور والورد، إنهم يكتبون اسمي واسمك بجناحاتهم ويرفرفون بها علينا، كل هذا من أجلي؟ ما أجمل مفاجأتك يا طبيبي طبيب الروح...
- الآن يا شاعرتي شاعرة الروح، هيا بنا نبدأ رحلتنا الخيرية، هذا أول يوم لعرض مشكلات الشباب وحلها...
- الحقيقة يا طبيب الروح، عندي فتيات وشباب يعانون الحياة، هل عندك يا طبيبي شباب وفتيات يعانون الحياة حتى نفي بوعدنا لقرائنا في حل مشكلاتهم...
- نعم عندي كثير، واليوم سوف نروي واحدة منها...
- طبيبي طبيب الروح، من تحب أن يبدأ؟ أنا أم أنت؟
- يا شاعرتي شاعرة الروح، أقترح أن نعمل قرعة وينضم معنا في اختيارها الوجدان والخيال...
- ههههه، خيال ووجدان من يا طبيب الروح؟
- نعم خيال ووجدان، أيتها الشاعرة خفيفة الدم، أتضحكين وأنت من نسجتني في خيالك ووجدانك...
- نعم يا طبيب الروح، أتخجلني مرة أخرى؟ ههه
- لا، لا أخجلك، فقط أذكرك، ألم نكن في عالم افتراضي مؤسف تجاه الروح والوجدان والخيال، يا روح ماذا بك اليوم؟
- اتفقنا، سوف أكتب اسمك على وتر قلبي، وأسمع صوته وهو يقرأ اسمك كعصفور، وأنت تكتب اسمي كذلك.
- نعم، يا شاعرتي سوف أكتب اسمك هنا بين الروح والقلب، ومن يقرأ اسمك بين الروح والقلب سوف يصدر إشارات حب، ولندع الوجدان والخيال يتسابقان ليقرأا الاسم الذي يسبق منهما، والذي يسبق سوف يروي الحكاية الأولى، فإذا عزف وتر قلبك إذن أنت من ستروين حكايتك، وإذا دق قلبي بكلمة أحبك سوف أكون من سيروي اليوم.
- أتسمع وتر قلبي يقول حبيبي طبيب الروح.
- إذن، اليوم حكايتك أنت يا شاعرة الروح، تفضلي.
جاءتني عروس رقيقة الملامح وزوجها إنسان محترم، لكن كان يبدو عليهما الهم، فقلت لهما:
- من المتضرر من الآخر؟ وهل تحبان أن يكون الحوار سريًا أولًا، فقد يخجل أي منكما أن يحكي أمام الآخر.
قالا في وقت واحد:
- لا، وليس بيننا أي تضرر من بعضنا، لقد ارتبطت قلوبنا وتزوجنا بعد قصة حب عميقة، مثلك أنت وطبيب الروح، لكننا نعاني الناس...
استأذنت من الزوجة أن يبدأ زوجها بالحوار حتى أفهم وجهة نظر كل منهما في مشكلتهما مع الناس، قال لي الزوج:
- أنا تزوجت حبيبتي وهي من عائلة ثرية جدًا، لكنها أحبت فيّ كفاحي، وأحببت فيها كل شيء، رقتها وقلبها وجمالها وعقلها، لا أبالغ إن قلت كل شيء فيها، فقد تعرفت عليها في إحدى المطاعم، كانت مع صديقتها، وكنت أقدم لهم المشروبات، وفي حفل التخرج لكلية الهندسة التقينا، فقد كانت تحضر حفل تخرج صديقتها التي كانت معها في المطعم.
كنت الأول على دفعتي وحكى كلٌّ منا وعرّف بنفسه وطموحه، ثم أخبرتها أني أعددت شقة الزوجية كاملة منذ دراستي، فقد كنت أعمل في أي عمل شريف لا سيما أني أتكفل بمصاريف البيت كاملة بعد وفاة والدي وبمصاريف أختي التي في الثانوية العامة، ثم جاءت صديقتها تبارك لي؛ لأنها معي في نفس الدفعة، فقالت لها زوجتي وحبيبتي:
- لمَ لمْ تخبريني ونحن في المطعم بأنه زميلك.
ومرت شهور وشهور نما فيها بيننا شعور راقٍ يبدو أنه الحب الأول، وكنت قد رتبت نفسي على أن أتقدم للزواج منها بعد التحاقي بعملي في حدود مؤهلي، تقدمت فعلًا ورفض الأهل، لكن أمام إصرارها وافقوا على أن أتزوج من حبيبتي، كنا متفقين أن نعد شقة بسيطة ونكبر معًا، لكن لم يكن هذا الأمر يسيرًا علينا بسبب أهلها وأهلي أعمامي وأخوالي وأمي، فقد تدخلوا في حياتنا بهدف الدفاع عنا، وأصبحت بين العائلتين فجوة لم تنته.
ذهبت زوجتي أمس إلى بيت أهلها لتبشر والديها أنهما سوف يكونان جدًا وجدة، وأنها وزوجها في انتظار مولودهما الأول، لكن للأسف طردها أهلها، وقالا لها:
- إن زوجك قد وقّع كمبيالات بدل قائمة، وإن لم يطلقك سوف أسجنه.
وبالفعل حتى أرضي والدها وأتزوج حبيبتي قد وقّعت كمبيالات بمبلغ خمسمئة ألف جنيه، ولم أخبر زوجتي ولا أهلي بهذا، ويهددها بحرمانها من الميراث، وأمها قررت مقاطعتها، يا شاعرة الروح أنا أثق بالله، وأثق بأني سوف أكبر في عملي؛ لأني مجتهد، وأنا إنسان طموح، ماذا أفعل؟
- طبيب الروح: هل انتهت الحكاية؟
- نعم، وهل نستطيع أن نتناقش فيها اليوم يا طبيبي، يا طبيب الروح، لقد طلبت منهم أسبوعًا في الأقل حتى نتناقش معًا، واليوم سردت الحكاية فقط، وسوف نتناقش في حلها الأسبوع ألقادم، فلنتفق على أسبوع نحكي فيه حكايات المتألمين، وأسبوع نحل فيه مشكلاتهم، ولا تنس، ستروي الحكاية القادمة يا طبيب الروح.
- نعم، يا قلب الروح، اتفقنا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.