روى رجل أعرابي قصة حياته وأحداثها المتسلسلة منذ كان جنينًا في بطن أمه إلى أن صار في سن الشباب، قائلاً:
منذ كنت جنينًا في بطن أمي وأنا غارق في منامي العميق، بدأت متاعب الحياة تهز سكوني ومشاعري، لتغرس في نفسي همةً عالية تعانق قمم الجبال وناطحات السحاب.
لقد أصبحت محرومًا من الحنان، مكسور القلب، مكلوم الفؤاد.
حينذاك فقدت مصدر العطف والحنان، أبي رفيقي في الحياة، فأصبحت وحيدًا في حياتي كلها.
لقد مرت الأيام حتى حان وقت خروجي إلى هذه الحياة القاسية، وأنا ما زلت أعاني مرارة الحرمان، حيث الرعاية والعناية معدومتان، والرضاعة من الأمهات غائبة.
أصبحت هزيل البدن، شاحب الوجه، عديم البصر.
آهات الحياة ومتاعب الزمن تعددت...
حينما أصبح عمري ثلاث سنوات ازدادت معاناتي أكثر فأكثر، حينها كنت في عالم من الخيال.
وحينما بدأ أطفال قريتي يلعبون ويمرحون وهم يحملون ألعاب الأطفال، كنت خالي اليدين، مكسور القلب.
حينها أصبحت العين تذرف الدموع بغزارة، فأصبحت أردد كلماتي: يا ليت أمي لم تلدني! يا ليت أمي لم تلدني!
وحينما أصبح عمري ست سنوات، بدأ أطفال قريتي التعليم وهم يرتدون الزي المدرسي الجميل، أما أنا كنت أعاني الفقر واليتم والحرمان، إنها حياتي القاسية... إنها حياتي القاسية... إنها حياتي...
فأصبحت أردد كلماتي: يا ليت أمي لم تلدني... يا ليت أمي لم تلدني!
هل يوجد لذة للعيش أمام كل هذه الظروف؟
وحينما أصبحت في سن المراهقة شعرت بأني إنسان غريب في هذه الحياة.. لا مال أمامي، ولا مهنة بيدي تدرُّ عليَّ دخلًا ماديًّا، ولا أحد سوى أمي يخفف عني الأحزان والمتاعب.
ما أجمل حنان الأم! نِعم الود والعطف والحنان.
مرت السنوات حتى أصبحت في سن الشباب، ولم يدم لي طويلًا حنان أمي، لقد سلمت روحها الطاهرة إلى ربها إثر مرض عضال ألمَّ بها، رحمها الله. إنه رحيم مجيب..
هكذا هي الحياة؛ تتطلب الهمة والعمل، العزيمة والصبر، والتحمل على كل الظروف.
كما قال الشاعر:
ومن لم يتهيأ صعود الجبال،
يعش أبد الدهر بين الحفر.
إنها قصة تحث القارئ على الهمة العالية، والعمل الجاد، والرضا بما قسم الله من الرزق، وعدم اليأس مهما كانت الظروف.
احسنت
قصة جميلة ورائعة
لكنها حزينة وموجعة
أحسنت السرد ❤🌹
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.