وائل شاب في العشرين من عمره، لبناني الأصل، كان يعيش في بيروت عاصمة لبنان مع أبيه وأمه، وكان وحيد والديه.
في يوم كان وائل يقود سيارته الجديدة التي اشتراها له والده بمناسبة نجاحه ومنحته في أفضل جامعات لبنان، كان متجهًا بسيارته إلى منزل أعز صديق له وهو رامي؛ ليبشره بأن منحةً جاءته من أفضل جامعة في لبنان. وعندما وصل إلى منزل رامي طرق الباب وفتح له رامي الباب قائلاً: أهلًا وسهلًا بصديقي وائل.. تفضل.
أجاب وائل: لا داعي، شكرًا يا رامي، هيا اصعد السيارة، سنذهب لنحتفل.
رامي: بماذا نحتفل وما المناسبة؟!
وائل: حصلت على منحة في أفضل جامعات لبنان.
رامي: حقًّا يا وائل؟! أسعدتني، إذن سنكون في الجامعة سويًّا، وهذا يستحق احتفالًا.
وصعد الصديقان للسيارة فرحيْن بأن جهدهما وتعبهما لم يذهب سدى مع الريح، ولكن للأسف فإن فرحتهما لم تكتمل.
فجأة دوى صوت انفجارات مدوية، ودب الهلع بهما. وفجأة استيقظ وائل وهو في سرير المستشفى وأمه تبكي، وأبوه حزين.
بدأ وائل يسأل قائلًا: ماذا حصل؟ أين رامي؟ أين السيارة؟! كنا ذاهبيْن لنحتفل بحصولنا على المنحة. ماذا حصل؟ لماذا أنا هنا؟
أجابت أم وائل وهي تغرق بدموعها قائلة: يا بني، دبت الحرب في البلاد، وبسبب الرصاص الطائش توفي رامي، والحمد لله أنك نجوت يا بني وبكت. وبكى وائل وبكى أبو وائل.
وبعد أسابيع من اكتئاب وائل وحزنه خرج من غرفته وقال بحزم: أنا سأترك البلاد وأسافر إلى أمريكا لأعيش وأسكن في منزل عمي. اندهش الوالدان. وأكمل وائل قائلًا: لا أستطيع البقاء هنا في زهرة شبابي وسط أصوات الانفجارات ومشاهد الضحايا الأبرياء. قال أبو وائل: كيف ستعيش هناك؟ أجابه وائل: سأدرس في الجامعة وأعمل وأبيت في بيت عمي.
بعد مرور بضعة أيام وصل وائل إلى منزل عمه. عمل ودرس في الجامعة، ولكن طوال إقامته كانت امرأة عمه جينا تعامله بقسوة وإهمال، وكانت تخفي عنه رسائل والديه، وتمنعه من إرسال الرسائل إليهم.
مرَّت الأيام وكبر وائل أكثر وأسس شركة وتزوج من ليندا صديقته في الجامعة. وبعد سنة من زواجه تعرض لحادث أفقده الذاكرة، فنسي عائلته وحياته وعمه، ولم يتذكر سوى ليندا زوجته. وبعد مرور الوقت أصبح لوائل طفلة سمَّاها ليلى، وكانت ليلى هي الحياة بالنسبة له، كان يعتني بها في أثناء مرضها وتعبها ويوصلها إلى مدرستها.
وبعد مرور عشر سنوات على غيابه عن دياره وأهله، وكان قلب والديه يحترق عند رؤية شاب بعمر وائل، لم تيأس أم وائل، وكانت تذهب إلى جارتها سميرة التي كانت تجيد الكتابة، فتكتب لها الرسائل وترسلها إلى منزل عم وائل بأمريكا، وكالعادة ترميها جينا زوجة عمه ولا تبالي. وبعد مرور زمن قرَّرت سميرة الذهاب إلى أمريكا، فأوصتها أم وائل أن تبحث عنه.
وبعد أن وصلت سميرة إلى أمريكا، وبعد شهرين من البحث، تقابلت معه وعرفت أنه فاقد للذاكرة. وبعد عدة محاولات استعاد وائل ذاكرته وتذكَّر والديه، ورامي، والجامعة، وعاد إلى لبنان مع عائلته، وعاشت ليلى مع جديها، وأصبح لها أخ يُدعى مارك.
أغسطس 22, 2023, 8:36 ص
قصة جميلة جدا.. تحياتي 🤗❤️
يمكنك الاطلاع على مقالاتي وتشجعنني فيها 🌹 اذا اردت بالطبع و شكرا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.