سومر محمد زرقا سبتمبر 20, 2023, 8:18 ص

قصة "سارة".. قصص قصيرة

سارة المراهقة ذات السبعة عشر عامًا، صبية فاتنة جميلة، صاحبة العينين الخضراوين والجسد الممشوق.. والقلب الحساس والهش.

لماذا كان هشًا؟ لأن سارة كانت تؤمن بقوة بالحب الحقيقي، وتبكي على بعض الأفلام الهندية أو الأغاني الرومانسية، وتتمنى العثور على عشقها لتكمل مشوار حياتها برفقته.

لم يكُ ذلك اليوم بعيدًا؛ إذ إنها التقت شابًا رائعًا يُدعى آصف. كان آصف وسيمًا ولطيفًا، وعلى الفور، أحسَّت سارة بتأثير آصف القوي عليها، وكأنه يتقصد رسَّها بسحره وعينيه السوداوين الصادقين كما تراها سارة.

تطورت علاقتهما بسرعة مذهلة وأصبحا عاشقين مغرمين ببعضهما البعض يتبادلان العهود والوعود كأي اثنين.

مرَّ الزمن ولعب القدر لعبته، وبدأت سارة تشعر ببعض الشكوك والتردد.

بدأت تلاحظ بعض السلوكيات الغريبة من آصف مثل: التلاعب والكذب والمراوغة أحيانًا، لكنها كانت متشبثة بقوة في عشقها، وكانت ترفض أن تصدق حتى نفسها تجاه أي شيء سلبي عنه.

مع مرور الوقت، تكاثرت الأدلة على خيانة آصف، ولكن سارة كانت ترفض قبول الحقيقة دائمًا. كانت كالفراشة التي وقعت في سحر الضوء. .تذهب إليه بإرادة مسلوبة.

إلا أن الحقيقة عندما تصل.. تصل عارية وواضحة ولا تستطيع أن تغفل عينك عنها مهما فعلت.

سارة أخيرًا، اكتشفت أن آصف كان يخونها مع صديقتها المقربة كرستين. كانت الصدمة كبيرة والألم لا يوصف.. شعرت سارة بالندم الشديد على أنها تشبثت بالحب الخاطئ وتجاهلت كل العلامات السلبية السابقة.

شعرت أنها كائن غريب غبي لا يفقه شيئًا عن حياة البشر وخداعهم.

وبعد مدة من الحزن والتأمل، سارة التفت لنفسها وأقرَّت أمام مرآتها أنها تعلَّمت درسًا قيمًا برغم قسوته، لقد أدركت أن الحب ليس فقط مجرد شعور قوي، أو أغنية رومانسية أو مشهد قبلة في أحد الأفلام الغربية، بل هو أيضًا قرار عقلاني. فهي تدرك الآن أنها كانت تجاهل صوت العقل وتتجاهل الحقائق الواضحة التي كانت أمامها.

قرَّرت سارة أن تكون أكثر حذرًا في اختياراتها، وأن تثق بغرائزها وتركز على العلامات السلبية عندما تظهر. تعلَّمت أن الحب الحقيقي لا يؤذي ولا يخون، بل إن الحب يعزز السعادة والمودة والثقة والكبرياء.

رويدا رويدًا.. تمكَّنت سارة من التغلُّب على الندم والألم، الذي لحق بها من آصف وتصرفاته وخيانته القذرة، لكنها لم تتوقف عن كل للحب.. فالحياة من دون حب كالطفل العبوس، يبدو جميلًا لكنك تحاول إضحاكه دائمًا.

وبدأت سارة رحلة جديدة في البحث عن الحب الحقيقي.. علها لم تعشه مع آصف أبدًا..

بقلم سومر محمد زرقا

طالب كلية الاعلام - جامعة دمشق- السنة الرابعة

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

لميس يوسف عيروط

سبتمبر 22, 2023, 1:26 م

لعب القدر لعبته

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

ميساء محمد ديب وهبة

سبتمبر 24, 2023, 6:08 م

قصة وعبرة أحسنت
بالتوفيق لك ولقلمك

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

لميس يوسف عيروط

سبتمبر 26, 2023, 1:19 م

فعلا قصة لطيفة

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة

آداب

قصة "محمود وناهد".. قصص رومانسية

ديسمبر 6, 2023, 8:20 ص - جوَّك آداب