اسماعيل على لطفي محمد مايو 6, 2023, 5:13 م

لم يكن يظن أنها ستهزمه.. الفصل الثاني

ما بين السخط والرهاب المجتمعي.. كانت تلك الفتاة التي تقدم للزواج منها فاتنة الحسن، بشرتها البيضاء الناعمة تتناغم مع شعرها الأسود المنسدل مثل قوسين يحتضنان وجنتيها... لم تتخط الربيع الثامن عشر من عمرها.. كانت تلك إحدى المزايا المهمة التي كان يبحث عنها في مواصفات الزوجة المنشودة أن تكون حسناء جميلة.. ولكن لوهلة من الوقت تسلل إلى ذهنه شعور انتابه فجأةً، وكأن صوت في داخل أعماقه ينادي عليه كي يذكره ليعكر عليه صفو هذا الشعور الرائع أن تلك الجميلة كانت تنقصها مزايا أخرى، بعد أن خاض صراعًا داخليًّا نتج عنه مقارنة بين ذلك الصوت الداخلي وبين مشاعره المتضاربة كأمواج عاتية ترتطم بالصخور ما بين سخطه وما بين الوقوع فريسة مرة أخرى بين أنياب الرفض من المجتمع، ثم بدا وكأنه تغافل عن هذا الزخم الذي اعتراه.

كان اللقاء مع أفراد عائلتها مليء بالدفء والحفاوة البالغة.. كانت والدة الفتاة تعلم عن ماضي هذا الرجل الذي أوشك على أن يكون صهرًا للعائلة وزوجًا لكريمتها من أحد المقربين له، لكنها لم تُلق بالاً للأمر.. هي فقط تريد رجلًا نبيلًا يتزوج من ابنتها ويرعاها ويحمل عنها هذا العبء.

تحدث مع أبيها الذي يعيش مع زوجته الأخرى في إحدى مناطق الأرياف بعد أن ترك والدتها المسكينة وهم أطفال صغار.. كان حضوره نوع من أنواع التقاليد الاجتماعية في ظاهر الأمر ولم يتعد أكثر من ذلك.

لم تكن تساؤلاته كثيرة، بل لم يتطرق الأب إلى نبش تلك الأمور والسخافات الاجتماعية من وجهة نظر أحمد المنحصرة في علته التي تؤرق عليه حياته لسنوات مضت.. أين والدك والدتك.. أين عائلتك.. لماذا حضرت لمقابلتنا وحدك.. مع من سنتكلم إذا أغضبت ابنتنا.. الأمر الذي جعل أحمد مليئًا بالحماس لإتمام هذه الزيجة سريعًا.. أخيرًا وجد ضالته وبات حلم زواجه بمن تؤنسه وتملأ هذا الفراغ الموحش دون التطرق إلى الماضي.

استكشف المزيد حول قصة قصص الزواج زواج القصص

بقلم اسماعيل على لطفي محمد

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.