ذهبت للعمل على الرغم من أنني كنت خائفة، لم أستطع مغادرة غرفتي، لقد كنت مستمرة في مكاني والأسئلة تدور في عقلي، كان يومي سيئًا للغاية؛ فقد تلقيت توبيخًا من مديري لأن تركيزي كان مشتتًا؛ ما أحدث أخطاء عدة في عملي.
قررت ألا أنام ليلًا، فقد تكون تلك مجرد كوابيس. بقيت مستيقظة حتى حل الصباح، أعددت الفطور، وخرجت لأستنشق بعض الهواء. لم يكن لدي عمل؛ فقد كانت نهاية الأسبوع. مررت على أطفال يلعبون، ولحظت أن طفلًا منعزل لا يرغب في اللعب، واستغربت من الأمر. لم ألمح والديه بالقرب منه، ظننت أنه جاء لوحده للعب، لمحني أراقبه فجاء ناحيتي وقالي لي إنه سيمر عليَّ في المنزل. من أنت؟ كيف هذا؟ ألن تذهب لمنزلك؟ استغربت من قوله هذا، ولكن لمَّا أتى إليَّ من الأساس لم أعر الأمر أي اهتمام.
عدت للمنزل، أعددت الغداء وتناولته، ولأنني لم أنم البارحة فقد أُنهكت ونمت على نفسي. أنا وحدي مجددًا في غرفة مظلمة. أرى ضوءًا، هل هذا باب؟ اتجهت نحوه ورأيت، ما هذا؟! إنه الطفل نفسه الذي رأيته في الحديقة! ماذا يفعل هنا؟! التفت صوبي وقال: ألم تتذكري بعد؟ هل كان نسياني سهلًا عليك؟ أم أنني لم أكن جزءًا مهمًّا لكِ في الأصل؟!
مهلًا.. هذا الطفل يشبه مجد، نعم إنه هو، ولكن ماذا يقصد بهذا الكلام؟ مهلًا.. لحظة.. لقد تذكرت أنني حضرت جنازة هذا الفتى، يوم طلبت مني العرافة أن أحضر لها جزءًا من طفل ميت حديثًا لتقوم بعمل قد طلبته منها. لقد طلبت منها أن يحبني ناصر زميلي في العمل؛ لأنني كنت قد أُعجبت به، لكنه لم يكن يراني سوى زميلة عمل له. لقد تبعت الجنازة وحفرت قبره، وقطعت قطعة منه، وأخذت المطلوب. لكن ماذا يفعل الآن؟
شعرت بشيء خلفي، لقد شعرت بنفَسه خلف ظهري، استدرت لأرى شيئًا لم أتوقعه. هذا ناصر زميلي الذي كنت أحبه، نعم لقد قال لي ذات يوم إن كوابيس تراوده حول فتى صغير يحضر كل ليلة في منامه، ويقول له إنه مسجون، وقد طلب منه المساعدة، وقد عرفت أن هذه الأحلام كانت نتيجة للسحر الذي قمت به، وحين عودته للمنزل سمعت أنه مات في الطريق في ظروف غامضة، ولم تعرف الشرطة السبب.
قال لي ناصر: أهلًا بحبيبتي، ألم تشتاقي لي؟ لقد كنا سنتزوج، لكنني متُّ، ها قد حان وقت الزواج. عن أي زواج يتحدث؟! وماذا يعني بقد حان؟! نظرت لنفسي، ما هذا؟ فستان عرس! لقد تغيرت الغرفة، وما كل هؤلاء الناس؟ أهذا حقًّا عرس. مبارك لكما، لقد تم الزواج. من قال هذا؟ لا.. لا.. هل فعلًا تم الزواج؟ أنا في حلم أساسًا، ويجب أن أستيقظ.
اقرأ أيضًا: قصة «زفاف في العالم الآخر».. قصة قصيرة
قال ناصر: لا فائدة، ستبقين طوال العمر معي، وإلى الأبد يا عروستي.
في صباح اليوم التالي اكتشفت جثة نرجس في منزلها، ملطخة بالدماء، كانت ممزقة لأشلاء عدة، لم تُعرف ملابسات القضية، وتم إغلاقها. نعم، لقد كان ناصر من فعل بها هذا، كان ناصر من العالم الآخر ومعه مجد، كل هذا لأنها كانت سببًا في مقتل ناصر بطريقة غير مباشرة؛ فسبب موت ناصر هو مجد الذي ظهر له في منتصف الطريق وقتله؛ بسبب السحر الذي عُمل عليه بجزء من جسد مجد.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.