جينا فاروق توما سبتمبر 28, 2023, 11:12 ص

قصة "رحلتي مع العشق الروحي" ح2.. قصص قصيرة

هذه ليست خربشات، هذا جزء من الحقيقة من رحلتي في العشق الروحي.

بعد انتهاء دوامي في المعهد، عدتُ إلى المنزل، الهدوء والسكون يعمّ المكان، فلا أصوات ولا ضجيج في الشارع الرئيسي، وكانت الساعة تشيرُ إلى الثامنة وأربع وأربعين دقيقة، والتاريخ هو السادس والعشرون من هذا العام الغنيّ بالأحداث الهامة على الصعيد الشخصي، في شهر بداية الخريف الذي لا ينتهي وهو أيلول.

خرجتُ إلى الشرفة لأستنشق الهواء وأستكشف السماء، كانت النجوم تضيء وتلمع، بحثتُ عن قمري فلم أره كان مختفيًا بشكل نهائي .

فجأة بدأ قلبي يعتصر، وأصابني القليل من التوتر، دخلتُ إلى مكتبي الصغير وأشعلتُ سيجارة لأخفف من التوتر والشعور الغريب الذي سكن روحي لأن قمري هو اسمه ولقبه من خطف الروح وجعلها مع الله، وكان يدعوني باسم شمس.

وقد اقتبسنا هذه الأسماء من العاشق شمس الدين التبريزي، فتذكرت هذه الجمل:

"لكل ليل قمر، حتى ذلك الليل الذي بأعماقك."

"أنت يا من وجهك شمس لروحي، لا تبتعد عني."

فالتبريزي أصبح مرشدنا ودليلنا الروحي وبكلماته وما تحمل من عمق في معانيها، جمعت ما بين روحي وروحه ووحدتنا في الفكر والقول والحق والحقيقة، وكسرت حاجز المسافة والمكان والزمان وكل الصعوبات النفسية والمعنوية.

أمسكتُ المحمول وبدأتُ بالبحث لأطمئن عليه من خلال أي منشور أو تعليق.

لا شيء على الإطلاق كله قديم، كان الاختفاء والغياب خلال شهر اللعنة هذا شبه كامل، دائمًا في حالة ترقب، وأحيانًا تدمع عيناي، فهذا من طبيعة عمله الذي يتعرَّض فيه لأقصى أنواع التهديد والمخاطرة؛ لأنه من أصحاب الضمائر الحية والكلمات، فكان هذا المبرر الوحيد له.

أحيانًا في بداية هذه الرحلة كنت أثور عليه وأنطلق بكل أنواع الكفر والغيرة والاتهامات، فكان رده بابتسامة باردة، قال لي: غدًا ستتعودين وتدركين الحقيقة.

أدركت الحقيقة ولكنني لم أتعود إلى اليوم؛ لأني أعرف عندما تجتاح روحي نوبات التوتر، أكون على يقين بأنه متعب لأن روحه اتحدت بروحه من دون أن نتحدث حتى.. (وهناك الكثير لأكتب عنه في هذا العشق الإلهي والروحي وهذه مجرد بداية البداية)، وتذكروا معي هذا اليوم.

يتبع.

بقلم جينا فاروق توما

مخرجة افلام قصيرة ووثائقية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة