في قرية صغيرة هادئة، عاشت فتاة ذكية وفضولية تُدعى زينة، كانت زينة تحب استكشاف كل شيء حولها، وكانت لديها أسئلة كثيرة عن العالم.
ذات يوم، حينما كانت تلعب في الحديقة، وجدت صندوقًا صغيرًا مصنوعًا من الخشب، وعليه نقش قلب أحمر لامع. فتحت زينة الصندوق بحذر، فوجدت بداخله خريطة قديمة ومفتاحًا ذهبيًّا صغيرًا.
كانت الخريطة غريبة؛ فهي لم تُظهر أماكن معروفة، بل كانت مليئة بالرموز والخطوط الغامضة. أما المفتاح، فكان لامعًا وكأنه مصنوعًا من الذهب الخالص.
قرأت زينة ما المكتوب على الخريطة: "هذا المفتاح يفتح بابًا إلى عالم القلوب، حيث يمكنك استكشاف مشاعر الناس وأحلامهم".
شعرت زينة بالدهشة والإثارة، فقرَّرت أن تستخدم المفتاح وتذهب في رحلة إلى هذا العالم الغريب، فأمسكت بالمفتاح والخريطة وركضت إلى منزل جدتها التي كانت تحكي لها دائمًا قصصًا عن العوالم الخيالية.
أخبرت جدتها عما وجدته، فابتسمت الجدة بحكمة وقالت:
- "يا زينة، هذا المفتاح يفتح بابًا إلى عالم جميل، ولكن عليكِ أن تكوني حذرة، ففي هذا العالم سترين أشياء جميلة وأخرى قبيحة، وستتعلمين كثيرً عن نفسك وعن الآخرين".
أعطت الجدة حفيدتها حقيبة صغيرة، ووضعت فيها بعض الوجبات الخفيفة ومصباحًا سحريًّا، وقالت لها:
- "هذا المصباح سيضيء لك الطريق في عالم الظلام، وسيساعدك في التغلب على أي صعوبات تواجهينها".
أخذت زينة الحقيبة والمفتاح والخريطة، وشعرت بأنها مستعدة للمغامرة، ثم وقفت أمام باب خشبي قديم في حديقة منزلها، وأدخلت المفتاح الذهبي في القفل، فَفُتِح الباب ببطء، وكشف عن نفق مظلم.
دخلت زينة النفق، وشعرت بالخوف والإثارة في الوقت نفسه. استخدمت المصباح السحري لإضاءة الطريق، وسرعان ما وجدت نفسها في عالم غريب!
كانت الألوان زاهية والأصوات جميلة، وكانت هناك أشجار تتألق بألوان قوس قزح وزهور تتحدث بلغات مختلفة، بدأت زينة في استكشاف هذا العالم الجديد، وسرعان ما وجدت نفسها في مدينة كبيرة مليئة بالقلوب.
كانت هناك قلوب كبيرة وصغيرة، قلوب سعيدة وحزينة، قلوب ملونة وقلوب سوداء. تحدثت زينة مع القلوب، واستمعت إلى قصصها، سمعت عن قلب يحب الموسيقى، وقلب يحب القراءة، وقلب يحب الرسم، وسمعت أيضًا عن قلوب حزينة؛ بسبب الخلافات والمشكلات.
في نهاية رحلتها، وصلت زينة إلى قلب كبير جدًّا، كان هذا القلب يضيء المدينة كلها، سألت القلب من هو؟ فقال لها:
- "أنا قلب الحب، وأحب جميع القلوب، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، سعيدة أو حزينة".
أخبر قلب الحب زينة أن كل قلب في هذا العالم يحتاج إلى العناية والاهتمام، وأن الحب هو أقوى قوة في العالم، وعندما تعود إلى عالمها يجب أن تشارك الحب مع الآخرين وتساعدهم على الشعور بالسعادة.
عادت زينة إلى عالمها حاملة معها كثيرًا من الذكريات والخبرات. أصبحت تفهم الناس على نحو أفضل، وتعرف كيف تساعدهم على الشعور بالسعادة، وأصبحت تحب الجميع وتقدر مشاعرهم.
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت زينة مؤلفة كتب تحكي قصة رحلتها إلى عالم القلوب في قريتها، وتشجعهم على استكشاف عوالمهم الداخلية، وعلى مشاركة الحب مع الآخرين.
تصلح لكل الاطفال
أجل
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.