سهيلة يحيى زكريا سبتمبر 23, 2023, 9:11 ص

قصة "رحلة افتراضية" ج3.. قصص قصيرة

فتذكَّر هذه المشاجرة الكبيرة، التي انتشرت على السوشيال ميديا، والتي تَحيَّزتْ فيها أغلب النساء للزوجة، وتَحيَّزَ أغلب الرجال للزوج.

ولأنه يعرف تفاصيل المشاجرة من قبل، فتركهم وذهب ليبحث عن الروبوت، ولكنه توقف فُجاءة بسبب ما سمعه.. فقد سمع ضحكة الزوجين ومن قاموا بتصويرهم.

فتعجَّب من صوت الضحك المفاجئ، وعاد ونظر إلى الوراء ليعرف ماذا يحدث..

ليجد أن الزوجين ومن صوّروهم.. كانوا قد اتفقوا على تمثيل هذه المشاجرة؛ لأن الناس تحب أن تشاهد المشاجرات والتحدُّث عنها، ومشاركتها على صفحاتهم.

وكانوا يضحكون على الناس الذين سيشاهدون الفيديو ويتعاطفون معهم، وسيكونون سببًا لزيادة أموالهم، وطبعًا هو كان من الذين شاهدوا الفيديو، وأيضًا ترك بعض التعليقات.

غضب جدًا مما رأى وسمع، فذهب ليتحدث معهم، ولكن لم يستطع فعل ذلك، فعندما وقف تجاه الزوج ليتحدَّث معه، وجد أنه لا يستطيع رؤيته، وكل من في الحفل أيضًا لم يستطيعوا سماعه أو رؤيته، فغضب أكثر، وظلَّ ينادي وهو يسير في الحديقة على الروبوت.

أخيرًا ظهر له الروبوت يتدلَّى من إحدى الأشجار، فسأله بغيظ: أين كنت؟ ولماذا تركتني معهم وحدي؟

فأجابه الروبوت: أنت كنت دائمًا معهم.

فقال له بحزنٍ وخيبة أمل: لم أكن أعلم أنهم جميعًا هكذا، أنا أريد أن أعود إلى المنزل.

فأخبره الروبوت: باقي آخر جزء في الرحلة، وقفز على كتفه الأيمن مرة أخرى، وضغط على الزر الأحمر، ليتم سحبهم إلى غرفة بها شخص يصوّر فيديو.

فقال له بضيق: ومن هذا، هل هو مثلهم؟

فرد الروبوت: لا، هذا غيرهم. ليسوا جميعًا مزيفين، هذا حقيقي.

فنظر إليه.. فوجدَه يصمِّم فيديو يُلخص فيه كتابًا، وكان شرحه ممتعًا جدًا وبسيطًا.

فنظر للروبوت وسأله بتعجب: لماذا لم أره من قبل؟

فردَّ الروبوت: لأنك كنت مشغولًا بمن في الحفل، مشغولًا مع المزيفين، فكيف سيظهر لك الحقيقي؟

وأكمل الروبوت قائلًا: والآن انتهت الرحلة، وبهذا تكون انتهت مساعدتي، فعُد إلى منزلك، وقرِّر ماذا ستفعل؟

ثم قفز الروبوت على كتفه الأيسر هذه المرة، وضغط على زر أزرق موجود على ذراعه، ليخرجه بمفرده من الموبايل.

فيجد نفسه جالسًا على الأريكة، والموبايل ما زال على الأرض، يذهب ليأخذ الموبايل من على الأرض، ليقوم بإلغاء إعجابه ببعض الصفحات والقنوات.

بقلم سهيلة يحيى زكريا

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

فاطمة علي عبدالله الزهراني

سبتمبر 23, 2023, 12:10 م

مقال رائع

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

سهيلة يحيى زكريا

سبتمبر 25, 2023, 7:30 م

شكرًا ❤️❤️

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

بومالة مليسا

سبتمبر 23, 2023, 1:41 م

جميل جدا يا اختي الكريمة

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

سهيلة يحيى زكريا

سبتمبر 25, 2023, 7:31 م

شكرًا ❤️❤️

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة