سهيلة يحيى زكريا سبتمبر 15, 2023, 12:45 م

قصة "رحلة افتراضية" ج2.. قصص قصيرة

ولكن سريعًا انتبه لما يحدث، وقرَّر الجري تجاه باب المنزل ليخرج منه، وبمجرَّد مسكه لمقبض الباب، وجد نفسه يُسحَب للخلف، ليعود إلى الأريكة مرة أخرى، وهو يشعر بقوة نبضات قلبه الخائف، ويسأل نفسه مندهشًا: كيف استطاع هذا الكائن الصغير فعل هذا بي؟

فيقول له بصوتٍ ودود: (تمت برمجته عليه، ليُطمئِن من يسمعه): لا تخف أنا هنا لكي أساعدك وليس لِأوذيك، فأنا روبوت صغير بقدرات خارقة، صنعني شخص ما، لمساعدة من يحتاجني.

فيردُّ بصوتٍ مرتعش: أنا لا أحتاج مساعدتك، ارحل من هنا.

فقال له الروبوت محاولًا إقناعه: انتظر حتى تذهب معي في رحلة، وبعدها ستعرف إذا كنت في حاجة إلى هذه المساعدة أم لا..

فسأله بصوت ودقَّات قلب أكثر هدوءًا واستقرارًا من قبل: إلى أين سنذهب؟

فيرد الروبوت: إلى عالمك الافتراضي المفضل (المليء بالفيديوهات)، ثم قفز على كتفه الأيمن، وضغط على زر أحمر على ذراعه، ليتم سحبهما إلى داخل الموبايل المُلقى على الأرض.

فيجد نفسه في حفل بحديقة كبيرة، مليئة بالبالونات والورود الملقاة على الأرض مع موسيقا صاخبة، فينظر حوله وهو يتساءل بتعجب: كيف حدث هذا؟ وكيف يوجد هذا الحفل بداخل موبايلي؟

ثم يلاحظ أن المدعوين من حوله هم أشهر يوتيوبر موجودين حاليًا، فيتذكر أنه قد رأى صور وفيديوهات هذا الحفل على صفحاتهم.

فيقول لنفسه مذهولًا: إذًا نحن لم ندخل للموبايل فقط، ولكن دخلنا أيضًا للصور والفيديوهات.

يلتفت يمينًا ويسارًا ليسأل الروبوت: لماذا أتوا إلى هذا الحفل؟ ولكن لم يجده.

فسار في الحفل مترددًا قلقًا من المكان ومما يحدث معه، ليبحث عن الروبوت، وأثناء سيره.. وجد يوتيوبر هو معجب به كثيرًا، فهو يهتم بصحته ويهتم بطعامه، حتى إنه يرفض تمامًا أكل اللحوم، وكل ما يتعلَّق بالبروتين الحيواني، ولا يأكل إلا الخضراوات.

فرِح كثيرًا لرؤيته واقترب منه ليُسلم عليه، ويلتقط صورة معه، وقبل أن يصل إليه.. وجد أمامه طبقًا من اللحم، فقال لنفسه منكرًا ما رآه: إنه أكيد ليس طبقه، ولكن اتضح أنه طبقه، فقد تناول من اللحم الموجود به.

فتراجع ولم يُسلِّم عليه، وهو يحاول أن يجد مبررًا لما رآه، وأثناء حديثه مع نفسه عن صدمته من هذا اليوتيوبر المفضل لديه، يقطع حديثه الداخلي صوت مشاجرة...

بقلم سهيلة يحيى زكريا

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

بومالة مليسا

سبتمبر 15, 2023, 1:44 م

جميلة .في انتظار المزيد ❤️ الرجاء قراءة مقالاتي وتعطيني رايك فيها إذا اردت بالطبع 💜جمعة مباركة 🌷

أضف ردا