سهيلة يحيى زكريا سبتمبر 11, 2023, 6:24 ص

قصة "رحلة افتراضية" ج1.. قصص قصيرة

بدأ بغرفته.. نظر جيدًا تحت المكتب، فتح الدولاب وفتش عنه بين الملابس، حتى الشرفة الصغيرة دخلها، يرى إن كان نسيه فيها.

بعد انتهائه من البحث في الغرفة كلها، خرج لصالة المنزل.. فهي ثاني مكان يجلس فيه في الشقة، وكلما رفع شيئًا ليبحث تحته ولم يجده ارتفعت مشاعر الغضب والضيق والغيظ لديه.

وبعد البحث في كل الشقة، بدأ يفكر في أن تكون أمه هي من أخفته عنه، لأنها دائمًا تؤنبه على مسكه هاتفه طوال اليوم، بدلًا من الاهتمام بمذاكرته، ليحصل على مجموع عالٍ، ويدخل كلية جيدة.

ولكن أمه ليست في المنزل الآن، لذا سيضطر أن ينتظر حتى تعود.

يذهب إلى غرفته، ويجلس على سريره، ليرتاح قليلًا من البحث عن هاتفه، فيرى على المكتب أمامه الهاتف موضوعًا فوق إحدى الكتب.

يذهب ليأخذ الهاتف وهو مندهش، فهو متيقِّن بأنه رفع الكتب الموضوعة على المكتب، ولو كان الهاتف موضوعًا فوقها فالمفترض أن يسقط وكان سيجده، ولكنه يقول لنفسه: هل نسيت لأني بحثت في أماكن كثيرة؟

يجد الهاتف بحاجة للشحن، فيخرج للصالة ويضعه في الشاحن، ثم قرر الذهاب لعمل كوب من الشاي.

بعد انتهائه من شرب الشاي، عاد ليجلس مع هاتفه الذي افتقده كثيرًا ليقف فاتحًا فمه من الدهشة، مقشعرًّا من الرعب.

فالشاحن متصل بالكهرباء، ولكن الهاتف غير موجود، وهذه المرة هو على يقين تام من وضعه الهاتف في الشاحن.

يرجع بضع خطوات للوراء، لا يعرف ماذا يفعل؟

ينظر لباب الشقة وهو يفكر.. هل يخرج من المنزل؟ ولكن وهو يعود بنظره مرة أخرى للشاحن، يجد الهاتف على الأريكة، فيقول لنفسه وهو غير مقتنع تمامًا: تقريبًا نسيت ولم أضعه في الشاحن!

يذهب مترددًا إلى الأريكة، ويمسك هاتفه بحذر، ولكن بعد نحو ساعة، كان قد نسي كل ما حدث، واندمج تمامًا مع الصور والفيديوهات، التي يشاهدها على هاتفه.

ولكن فجأة، يسمع صوتًا خافتًا خارجًا من الهاتف، وقبل أن يُقرب الهاتف من أذنه ليتأكد من الصوت، وجد شيئًا صغيرًا معدنيًّا يشبه الإنسان يخرج من هاتفه.

فيُلقي الهاتف بسرعة بعيدًا عنه، وهو يصرخ فزعًا، فيسقط الهاتف على الأرض، ولكن هذا الكائن يطير ويهبط على طاولة صغيرة بجانبه، وهو ينظر له بعينيه الصغيرتين.

بقلم سهيلة يحيى زكريا

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

بومالة مليسا

سبتمبر 11, 2023, 8:07 ص

جميل ...في انتظار المزيد

أضف ردا