قصة "رحلة إلى المرتفعات".. الجزء الثاني

ما حدث كان غريبًا في البداية! لكنه أصبح من الماضي الآن.

خطيبتي التي أحبها ومن المفترض أنها تحبني، تركتني فجأة. والسبب هو المال، نعم المال.

بسبب شاب غني جدًّا من عائلة ثرية يعمل لديه عمها، رأى هذا الأحمق صورها وأُعجب بها.

قدَّم سيارة إلى ياسمين هدية، وبالتأكيد قدَّم لها أشياء أخرى كثيرة، هو أكبر مني بثلاث سنوات، ولكنه رجل أعمال ناجح يمتلك سلسلة من المحلات والمصانع والمطاعم والعقارات، أما أنا مجرد شاب عادي في العشرينيات من العمر.

حزنتُ كثيرًا واكتئبتُ مدة من الزمن، ثم تجاوزت الأمر وقررت أنني إذا أردت أن أعيش سعيدًا ومرتاح البال، فلا بد أن أكون ثريًّا، أو في الأقل أملك الكثير من المال الذي يغنيني عن العمل بقية أيام حياتي.

لذا، بحثت على الإنترنت، ولا سيما موقع اليوتيوب، ووجدتُ طرقًا عدة للربح: مشروعات، التداول، العمل الحر، إنشاء قناة على اليوتيوب، موقع إلكتروني، تسويق، إلخ.

أصابني الإرهاق؛ لم تكن تلك الأعمال تناسبني ولم يكن لدي القدرة على فعلها. ثم، ومن باب البحث عن المعرفة واكتشاف الذات، بدأت أقرأ الكتب.. كان أول عمل أدبي قرأته رواية للكاتب نقولا حداد بعنوان رحلة في جهنم، ثم ملائكة وشياطين، ثم الحب المحرر، ثم الخيميائي للكاتب باولو كويلو.

جعلتني قراءة الروايات أعيش تجارب مختلفة لم أكن لأمر بها. ومع الوقت، بدأت أبحث عن شيء آخر، وبدأت بقراءة كتب الدكتور إبراهيم الفقي، ثم الدكتور أوسم وصفي.

كان أمرًا رائعًا أن أكتشف أشياء لم تكن أعرفها عن نفسي من قبل، أن أفهم دوافعي وتوجهي في الحياة هو أمر عظيم.

أصبح عمري الآن ثلاثين عامًا، ولم أتزوج ولم أحب مرة أخرى. والسبب في ذلك هو أنا.

نعم، أنا. أعتقد أن السبب يرجع إلى الطفولة، ففي أثناء مرحلة المراهقة، كان يأتي أصدقائي ليخبروني أنهم يحبون، وبعد مدة تنتهي هذه القصة بحب شخص آخر.

ذات مرة، أحب صديق لي فتاة مدة ثلاث سنوات، وفي العام الثامن عشر من عمره تزوجت الفتاة بشخص أكبر، أنهى دراسته ولديه وظيفة، بعكس صديقي الذي أمامه الكثير من الوقت للوصول إلى هذا المستوى.

في ذلك الوقت، لم أكن أؤمن بنفسي، كانت ثقتي بنفسي ضعيفة، وكنوع من أنواع الحماية اللاواعية، أبعدت عني كل الفرص لأقع في فخ الحب.

توقفت عن القراءة مدة، ثم عدت من جديد. ولكن هذه المرة كنت أقرأ كتبًا عن المال. وخلاصة ما توصلت إليه هو أنني لا أحتاج إلى أن أكون ثريًّا وإنما حر ماليًّا.

مفهوم الحرية المالية ببساطة هو أن يأتي المال إلى جيبك دون الحاجة إلى العمل يوميًّا للحصول عليه. الحرية المالية هي ألا تقلق من الحصول على المال، وأن يكون لديك الوقت لفعل ما تريد.

اشتريتُ منزلًا صغيرًا قريبًا من منزل جدي، وأنا الآن أستثمر 20% من دخلي شهريًّا في البورصة، وذلك في بعض الأسهم وصناديق الاستثمار المختلفة.

أحيانًا يرتفع السوق وأحيانًا يهبط، ولكن لا يهمني. لأنه في النهاية، أنا رابح. الربح عادةً ما يكون أعلى من معدل الفائدة في البنوك، وفي كل عام ينمو المبلغ.

يعجبني هذا.

يتبع..

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يظن الكثير أن السعادة في
المآل وأنا أقول أن السعادة فى
راحت البال والحب الحقيقى الذى
يجده الانسان في دفئ الاسرة
وحب الأصدقاء المخلصين
ولا عينى أن المآل مش مهم
لآ بد منه لتقوم الحياة ويهنئ
العيش لكن الذى ارفضه هو
ضياع العمر وذهاب زهرة الشباب
فى جمع المال لصبح هو أهم شئ؟
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة