قصة (خادم سليمان) الجزء العشرون (ماذا يوجد في قلوب البشر؟)

المشهد الثالث والأربعون

الزاوية حلقة الذكر 

حسام: السلام عليك يا إمام.

الإمام: وعليك السلام يا حسام، كيف الحال؟

حسام: بخير يا مولانا، ولكن هناك شيء عجيب، فقد رأيت أشياءً في القلوب.

الإمام: ماذا رأيت؟

حسام: رأيت قلوبًا مكتوبًا فيها اسم الله، وأخرى مكتوبًا فيها اسم محمد، وأخرى سوداء مظلمة، وكأنها مغلفة، وأخرى متلونة يغلب عليها السواد.

الإمام: صدقت في رؤيتك، فالأول والثاني قلوب مؤمنة، فمن طُبع في قلبه اسم الله فذلك مجذوب بالله، ومن طُبع في قلبه اسم رسوله؛ فهو سالك إلى الله، والقلب الأسود قلب منافق يمشي على هواه، والقلب الملون متقلب بين نفاق وإيمان، فهداهم الله.

حسام: الحمد لله يا إمام، ولكن كيف يعيش من يرى قلوب الأنام؟

الإمام: ستعرف الإجابة قريبًا يا حسام.

المشهد الرابع والأربعون

مقهى كبير في وسط البلد، ويجلس الرجل الذي أخذ منهما أموالهما عندما حاولا البيع وهو يدخن النرجيلة.

هشام: هذا هو الرجل الذي أخبرتكما عنه.

أحدهما: وماذا تريد أن تفعل به؟

هشام: سأسترد منه أموالي بالقوة.

الآخر: إذًا عليك به لنرى ماذا ستفعل.

هشام: يتقدم نحو الرجل وينظر إليه بتوعد.

الرجل: أهلًا أهلًا، هل غيرت رأيك وتريد العمل معنا؟

هشام: لا ، ولكني أريد أن أسترد أموالي.

الرجل: وكيف ستستردها، ومن سيأتي لك بها؟

هشام: سآخذها منك بالقوة، والأفضل أن تعطينيها بالحسنى قبل أن أستعمل القوة.

الرجل: ينظر إليه بتهكم، أنت تستعمل القوة معى؟!

هشام: أتريد أن ترى؟

الرجل: فلنرى.

يتقدم هشام نحو النرجيلة التي يستعملها الرجل، ويتبعه الشيطانان وهما يضحكان، ثم يرفس النرجيلة بإحدى قدميه، فيحملها أحدهما ويلقيها بعيدًا.

الرجل ينظر في دهشة إلى هشام، وقد بدا عليه بعض القلق مما رأى.

هشام: أتريد أن أفعل بك ذلك؟

الرجل: لو اقتربت مني ستكون نهايتك، ويحيط بعض الرجال بهشام بعد إشارة من الرجل.

لا يكترث هشام، ويهم بالهجوم على الرجل محاولًا دفعه بالقوة نفسها، ولكن قبل أن يصل إليه أمسك به الرجال وتناوبوا عليه الضرب وهو يصرخ ويستغيث، وكلما حاول القيام أوسعوه ضربًا.

الرجل: كفا ذلك، وينظر إلى هشام بنظرة تهكم. ويقول: ماذا كنت تريد مني؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة