المشهد التاسع والخمسون
ليل / داخلي
شقة هشام، وحسام يقرع الباب ويخرج إليه هشام.
هشام: أهلًا حسام، كيف حالك؟
حسام: أهلًا هشام، جئت لأطمئن عليك.
هشام: الحمد لله، تفضل يا أخي.
حسام: شكرًا، فقط أخبرني عن حالك؟
هشام: الحمد لله، كله تمام، ما زلت في خلوتي.
حسام: وهل الأمور على ما يرام؟
هشام: والله ساعات وساعات، ولكن لم أظن أن الموضوع صعب لهذه الدرجة.
حسام: وأنا أيضًا يا هشام، الإمام يسلم عليك ويسألني عن حالك.
هشام: أبلغه السلام، وسوف ألقاه قريبًا إن شاء الله.
حسام: سلام الله عليك.
ويتركه وينصرف إلى شقته.
المشهد الستون
حسام في خلوته محدثًا نفسه:
لقد أصبحت الآن، بعد أيام قليلة من الخلوة، أعرف الكثير والكثير مما كان عني خفيًا، فالإنسان بالفعل سر عجيب، لا يعرفه إلا اللبيب. ولكن ماذا سيحدث بعد؟ ثم يستدرك قائلًا لنفسه: لا عليك، افعل ما عليك فقط، واذكر ربك، وانتظر رزقك، واترك ظنك. ويبدأ في ذكره المعتاد.
المشهد الحادي والستون
حسام يفتح النافذة الخاصة بغرفته ليظهر النور، وينظر إلى الشجرة التي أمام المنزل فيرى أسرابًا من العصافير على الشجرة. ولكن يحدث شيء غريب، فكأنه يسمع شيئًا. يسمع تسبيح الشجرة، بل وتسبيح الطيور. ويلفت نظره زوجان من العصافير على ركن قريب من النافذة.
العصفورة: لا بد أن ننتقل من هذه الشجرة، فالخريف قادم وستسقط أوراقها.
العصفور: بالطبع زوجتي العزيزة، لقد بدأت في البحث عن مسكن جديد.
العصفورة: شكرًا يا عزيزي، أخبرني عندما تجده لأساعدك في البناء.
حسام: ها أنا ذا أصبحت أسمع كل شيء حتى النبات والحيوان، لا عجب الآن.
ويتلفت شمالًا ويمينًا وكأنه يسمع كل شيء حتى جدران الغرفة، بل ويسمع أصوات الجيران من بعيد ويفهم كل ما يقال وإن كان يُقال في وقت واحد ويميز كل صوت.
حسام (في نفسه): كيف أستطيع العيش بهذه الطريقة؟
ويرتدي ملابسه وينصرف مسرعًا إلى الشارع حتى يذهب إلى عمله.
المشهد الثاني والستون
الشارع
يمر حسام سريعًا في الشارع ولا ينظر إلى أي شيء ويحاول ألا يسمع، ولكن الأصوات تخترق أذنيه. فيسمع أصوات الحيوانات الضالة، والنباتات المزروعة في الشارع، حتى المقاعد على المقهى وكل الجمادات التي حوله.
فيمضي مسرعًا ولا يحاول الانتباه لهذا كله. وهكذا مر عليه هذا الأسبوع وهو يحاول التخلص من هذه الأصوات، وإن كان يحبها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.