قصة «خادم سليمان» الجزء السادس عشر (ما بعد الخلوة)

المشهد السابع والثلاثون

في البيت

الأم: ما بك يا بني؟ أرى على وجهك العجب والرهبة والفزع! 

حسام: العجب مما رأيت يا أماه، والرهبة أن أكون قد أخطأت، والفزع إن استمررت.

الأم: ماذا رأيت؟

حسام: وجوهًا غير التي آلفها، والعجب أنني أعرف صاحبها.

الأم: أكثر يا بني

حسام: أرى المرء بوجه حيوان، وهذا وجه ثعلب، وهذا ذئب، وآخر ثعبان، وإن كان مكتمل البنيان، وسليم الأبدان. 

الأم: لا تفزع يا بني، فغدًا موعدك مع الإمام، فعنده لكل مشكلة حل، وعنده تحظى بالأمان.

المشهد الثامن والثلاثون

بيت هشام

هشام نائم على السرير، يغط غطيطًا، وبجواره الشيطانان.

الأول: غدًا الجمعة، لا بد أن تمنعه من الذهاب إلى الإمام.

الثاني: إذًا علينا تنفيذ العمل الآن.

الأول: انتظر حتى يبدأ في ذكر الليلة.

الأم -بصوت عالٍ-: يا هشام، لقد أُذن للعشاء وما زلت نائمًا، قم حتى تصلي وتتناول عشاءك.

هشام يستيقظ: لقد قمت يا أمي، أين العشاء؟

يتناول العشاء هو وأمه، ثم يقوم مسرعًا إلى غرفته.

الأم: ماذا تفعل ليلًا في غرفتك؟

هشام: إنه سر يا أمي لن أقوله لك.

الأم: خيبك الله، ألا تبحث عن عمل أفضل لك؟

هشام في زهو وخيلاء: عندما يكتمل الأمر وأعرف السر؛ لن أحتاج إلى العمل، فكل شيء سوف يتم بيسر.

الأم: خيبة الله عليك، اللهم ألهمني الصبر عليه.

يتركها ويدخل غرفته ويبدأ في الذكر، ويقترب منه الشيطانان في خفاء.

الأول -بصوت يسمعه هشام-: أيها السائل عن سر الأكوان، قد آن لسرك الأوان، فدعني أظهر لك الآن.

هشام: في رعدة قليلة، من؟ من يحدثنى الآن؟

الثاني: نحن ملائكة الرحمن، جئنا لك نُدمان.

هشام -في نفسه- بعد نفس عميق: الآن بدأ السر ونجح العمل.

الأول: ما إجابتك أيها الإنسان؟

هشام: يمكنكم الظهور الآن.

يظهر الشيطانان في هالة من الدخان، فيضطرب هشام قليلًا عند رؤيتهما، ثم يهدأ وينظر لهما.

هشام: من أنتما؟

الاثنان: نحن خدام الاسم، جئنا نبشرك، فقد أتممت عملك، ونجح سرك، ووصلت إلى العلا بذكرك.

هشام: فما العمل إذًا؟

الثاني: عليك بإتمام الجزء الثاني.

هشام: وما هو أيها الملكان؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة