المشهد السابع والثلاثون
في البيت
الأم: ما بك يا بني؟ أرى على وجهك العجب والرهبة والفزع!
حسام: العجب مما رأيت يا أماه، والرهبة أن أكون قد أخطأت، والفزع إن استمررت.
الأم: ماذا رأيت؟
حسام: وجوهًا غير التي آلفها، والعجب أنني أعرف صاحبها.
الأم: أكثر يا بني
حسام: أرى المرء بوجه حيوان، وهذا وجه ثعلب، وهذا ذئب، وآخر ثعبان، وإن كان مكتمل البنيان، وسليم الأبدان.
الأم: لا تفزع يا بني، فغدًا موعدك مع الإمام، فعنده لكل مشكلة حل، وعنده تحظى بالأمان.
المشهد الثامن والثلاثون
بيت هشام
هشام نائم على السرير، يغط غطيطًا، وبجواره الشيطانان.
الأول: غدًا الجمعة، لا بد أن تمنعه من الذهاب إلى الإمام.
الثاني: إذًا علينا تنفيذ العمل الآن.
الأول: انتظر حتى يبدأ في ذكر الليلة.
الأم -بصوت عالٍ-: يا هشام، لقد أُذن للعشاء وما زلت نائمًا، قم حتى تصلي وتتناول عشاءك.
هشام يستيقظ: لقد قمت يا أمي، أين العشاء؟
يتناول العشاء هو وأمه، ثم يقوم مسرعًا إلى غرفته.
الأم: ماذا تفعل ليلًا في غرفتك؟
هشام: إنه سر يا أمي لن أقوله لك.
الأم: خيبك الله، ألا تبحث عن عمل أفضل لك؟
هشام في زهو وخيلاء: عندما يكتمل الأمر وأعرف السر؛ لن أحتاج إلى العمل، فكل شيء سوف يتم بيسر.
الأم: خيبة الله عليك، اللهم ألهمني الصبر عليه.
يتركها ويدخل غرفته ويبدأ في الذكر، ويقترب منه الشيطانان في خفاء.
الأول -بصوت يسمعه هشام-: أيها السائل عن سر الأكوان، قد آن لسرك الأوان، فدعني أظهر لك الآن.
هشام: في رعدة قليلة، من؟ من يحدثنى الآن؟
الثاني: نحن ملائكة الرحمن، جئنا لك نُدمان.
هشام -في نفسه- بعد نفس عميق: الآن بدأ السر ونجح العمل.
الأول: ما إجابتك أيها الإنسان؟
هشام: يمكنكم الظهور الآن.
يظهر الشيطانان في هالة من الدخان، فيضطرب هشام قليلًا عند رؤيتهما، ثم يهدأ وينظر لهما.
هشام: من أنتما؟
الاثنان: نحن خدام الاسم، جئنا نبشرك، فقد أتممت عملك، ونجح سرك، ووصلت إلى العلا بذكرك.
هشام: فما العمل إذًا؟
الثاني: عليك بإتمام الجزء الثاني.
هشام: وما هو أيها الملكان؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.