قصة "خادم سليمان".. الجزء السابع

حسام: أشعر بجذب إلى الطريق شديد، وبخوف يأخذني إلى بعيد، لا أدري إذا ما وصلت لما أريد؛ هل سأفعل وقتها ما أريد؟

الإمام: عليك بالبداية وعلى الله النهاية. واعلم، يا من تريد، أن الله فعال لما يريد؛ فما أتيت، ولكنه أتى بك، فإن وصلت فإنما أوصلك، فكل ميسر لما له خُلق.

حسام: صدقت أيها الإمام، ونصحت، فأوصني؟

الإمام: فلتجعل أنفاسك له ذكرًا، وصمتك فيه فكرًا، وحديثك له شكرًا، واملأ قلبك به حبًّا، فإذا جنَّ الليل والناس نيام، فقم لمناجاة ربِّ الأنام؛ فقد كذب من ادعى محبته، ثم جنَّ عليه الليل فنام.

حسام: صعب هو الطريق أيها الإمام.

الإمام: ما أسهله إن كان المعين رب الأنام. اذهب في سلام الله، واعلم أنك مبتغاه.

حسام: سلام الله عليك يا إمام.

الإمام: وعليك يا بُنيّ السلام.

المشهد الثامن عشر

منزل هشام

الأم: قم يا حيلة أمك.

هشام: خيرًا يا أماه.

الأم: المنبِّه يرنُّ منذ نصف ساعة، رأسي انفجر وأنت لم تشعر به.

هشام: فعلًا، كنت أريد صلاة الفجر، الحمد لله أدركها الآن قبل الشروق، شكرًا يا أمي.

الأم: ومنذ متى وأنت تصلي الفجر في موعده؟!

هشام: منذ الآن يا أماه.

الأم: ربنا يهدي.

(يجلس هشام على مصلّاه بعد انتهاء الصلاة ويأخذ المسبحة ويبدأ في الذكر بصوت مرتفع قليلًا)

الأم: أخفض صوتك يا روح أمك، يبدو أنك انجذبت.

هشام: (يقطع الذكر) يا أماه، اصمتي قليلًا، دعيني أناجي ربنا قليلًا.

الأم: حاضر يا ابن المجذوبة.

المشهد الثامن عشر

باب منزل هشام من الخارج، وحسام ينقر على الباب

هشام (يفتح الباب): حسام، ماذا تريد الآن؟

حسام: هيا نبحث عن عمل.

هشام: عمل! ألم نتفق على أن ندخل الخلوة ونذكر الله حتى نحصل على الاسم ثم نفعل به ما نريد؟

حسام: وهل بدأت؟

هشام: نعم، وأنت قطعت عليّ الخلوة.

حسام: ولكن لا بد من الإمام.

هشام: ألم يخبرنا بما نفعله، فليس له دور بعد ذلك.

حسام: كما تشاء، وفقك الله، سأذهب أنا للبحث عن عمل.

هشام: وفقك الله يا صديقي.

(ويدخل هشام إلى غرفته مسرعًا ليجلس مكانه، ويمشي حسام إلى الشارع في رحلة البحث عن عمل)

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة