المشهد الثالث والستون
الزاوية بعد الذكر
الإمام: يا هلا بك يا حسام.
حسام: أهلًا بك يا إمام.
الإمام: ما الجديد يا بني؟
حسام: لا أدري، ولكن أصبحت فجأة أفهم لغة الحيوان والجماد، وأشعر بما يمرون به من أفراح وأحزان، وكأنهم يشكون لي ذلك، وكأن لهم الطاعة عليَّ. ثم أصبحت أسمع كل شيء يسبِّح، فما في الكون شيء صامت.
الإمام: أنت فعلًا كذلك الآن، ففي الخلوة تمر بك جميع الخلائق، ولك منها وقت، وحسب مقامك في هذا الوقت، ومع أيهما وقفت، فقد وقفت.
حسام: الآن أصبحت أعرف أشياء كثيرة عن الإنسان، فقد عرفت عيوبه الخفية ومزاياه الجلية، ولكن لا أستطيع أن أصمت عندما أرى ذلك.
الإمام: ولذا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مداراة الناس صدقة).
حسام: نعم، فهمت الحديث وكأني لم أسمعه من قبل. ولكن ماذا عن الوحوش والسباع والطيور والنباتات؟
الإمام: كما تريد، فلك الإمارة عليهم الآن.
حسام: الأمر يحتاج إلى تفكير يا إمام.
الإمام: هداك الله لما فيه الخير يا حسام.
حسام: سلام الله عليك يا إمام.
المشهد الرابع والستون
في المكتب
(السيدة، ومعها رجل آخر معه كلب)
السيدة: ما المشكلة؟
الرجل: لقد حاول الشاب التعدي على الكلب بالضرب، فعقره الكلب دفاعًا عن نفسه.
السيدة: لا مشكلة في هذا.
الرجل: نعم، ولكن تم تحرير محضر بأني من سلطت هذا الكلب عليه.
السيدة: سنحاول أن نثبت العكس.
(حسام ينظر إلى الرجل وإلى الكلب)
السيدة: ما بك يا حسام؟
حسام: سيدتي، هذا الرجل يكذب، فهو من حرَّض الكلب على فعل ذلك.
الرجل: من أنت، وكيف تعرف ذلك؟
حسام: الكلب أخبرني بذلك، وأخبرني أنك دومًا ما تحرِّضه على الآخرين، وإن لم يفعل حرمتَه من الطعام.
الرجل: أنت مجنون فعلًا، وهل تتحدث الكلاب؟
(ينفعل الرجل ويحاول تحريض الكلب على حسام، ولكن الكلب يجري على حسام ويتمسَّح به)
السيدة: آسفة يا سيدي، لن نستطيع أن نأخذ هذه القضية.
الرجل: أفضل، فأنتما مجنونان فعلًا.
(ويأخذ الكلب ويمضي)
السيدة (وهي تضحك): يا حسام، نحن لا نتعامل مع الناس ببواطن الأمور.
حسام: آسف سيدتي، ولكن لم أستطع أن أتمالك نفسي، فقد أصبحت المسألة أضيق بعد أن ظننتها اتسعت.
السيدة: لكل مشكلة حل يا حسام، فابحث عن الحل تجده في نفسك.
حسام: سأفعل سيدتي، هيا إلى العمل.
القصة رائعه بأحداثها التي تكون قريبة من الواقع
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.