قصة (خادم سليمان) الجزء السابع والعشرون

المشهد الثالث والستون

الزاوية بعد الذكر

الإماميا هلا بك يا حسام.

حسامأهلًا بك يا إمام.

الإمامما الجديد يا بني؟

حساملا أدري، ولكن أصبحت فجأة أفهم لغة الحيوان والجماد، وأشعر بما يمرون به من أفراح وأحزان، وكأنهم يشكون لي ذلك، وكأن لهم الطاعة عليَّ. ثم أصبحت أسمع كل شيء يسبِّح، فما في الكون شيء صامت.

الإمامأنت فعلًا كذلك الآن، ففي الخلوة تمر بك جميع الخلائق، ولك منها وقت، وحسب مقامك في هذا الوقت، ومع أيهما وقفت، فقد وقفت.

حسامالآن أصبحت أعرف أشياء كثيرة عن الإنسان، فقد عرفت عيوبه الخفية ومزاياه الجلية، ولكن لا أستطيع أن أصمت عندما أرى ذلك.

الإمامولذا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مداراة الناس صدقة).

حسامنعم، فهمت الحديث وكأني لم أسمعه من قبل. ولكن ماذا عن الوحوش والسباع والطيور والنباتات؟

الإمامكما تريد، فلك الإمارة عليهم الآن.

حسامالأمر يحتاج إلى تفكير يا إمام.

الإمامهداك الله لما فيه الخير يا حسام.

حسامسلام الله عليك يا إمام.

المشهد الرابع والستون

في المكتب

(السيدة، ومعها رجل آخر معه كلب)

السيدةما المشكلة؟

الرجللقد حاول الشاب التعدي على الكلب بالضرب، فعقره الكلب دفاعًا عن نفسه.

السيدةلا مشكلة في هذا.

الرجلنعم، ولكن تم تحرير محضر بأني من سلطت هذا الكلب عليه.

السيدةسنحاول أن نثبت العكس.

(حسام ينظر إلى الرجل وإلى الكلب)

السيدةما بك يا حسام؟

حسامسيدتي، هذا الرجل يكذب، فهو من حرَّض الكلب على فعل ذلك.

الرجلمن أنت، وكيف تعرف ذلك؟

حسامالكلب أخبرني بذلك، وأخبرني أنك دومًا ما تحرِّضه على الآخرين، وإن لم يفعل حرمتَه من الطعام.

الرجلأنت مجنون فعلًا، وهل تتحدث الكلاب؟

(ينفعل الرجل ويحاول تحريض الكلب على حسام، ولكن الكلب يجري على حسام ويتمسَّح به)

السيدةآسفة يا سيدي، لن نستطيع أن نأخذ هذه القضية.

الرجلأفضل، فأنتما مجنونان فعلًا.

(ويأخذ الكلب ويمضي)

السيدة (وهي تضحك): يا حسام، نحن لا نتعامل مع الناس ببواطن الأمور.

حسامآسف سيدتي، ولكن لم أستطع أن أتمالك نفسي، فقد أصبحت المسألة أضيق بعد أن ظننتها اتسعت.

السيدةلكل مشكلة حل يا حسام، فابحث عن الحل تجده في نفسك.

حسامسأفعل سيدتي، هيا إلى العمل.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

القصة رائعه بأحداثها التي تكون قريبة من الواقع
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة