المشهد الثمانون
الحجز
هشام (محدثًا نفسه): آه لو يظهر الآن أصدقائي من الملائكة.
(صوت من جانبه): نحن معك.
هشام (ينظر إليهما بغضب): أين كنتما وتركتُماني على هذا الحال؟
الاثنان: ألم نقل لك لن نلقاك مرة أخرى؟
هشام: فلماذا أتيتما الآن؟
أحدهما: وجدناك في ضيقة، فأردنا أن نساعدك.
هشام: أحسنتما، كيف أخرج الآن من هذا المكان؟
الآخر: الأمر بسيط، فأنت تستطيع أن تفعل كل شيء، ولكن هناك بعض الطلاسم لتخرج من هنا: إمَّا أن تمر من هذه الحائط وتهدمها، ويخرج معك الكل.
هشام: وما هي؟
الاثنان: تجمع المساجين، وتقول: "توت توت، يا تخرجونا يا إما نموت، وإن ما جيتوش في الحيطة هانفوت"، وبعدها تبدأ أنت ومن معك في دفع الحائط بقوة. بعدها ستخرجون جميعًا، وهذا آخر شيء سنعلمك إياه.
هشام: ألف سلامة، وربنا يستر، يا أخي أنا حتى الآن وأنا شاكك فيكم.
(بعض المساجين يتهامسون بعيدًا عنه، ويظهر عليهم علامات التوتر والخوف من الاقتراب من هشام).
أحدهما: يبدو أنه مجنون، فهو يُحدث نفسه.
الآخر: يبدو ذلك.
(وفي هذه الأثناء يقترب هشام من المساجين، والكل يبتعد عنه خوفًا من أن يكون مجنونًا).
هشام: أراكم تخافون القرب مني.
(أحد المساجين بخوف وتردد): مع من كنت تتحدث؟
هشام: لا تشغلوا بالكم بذلك، ولكن أتحبون أن تخرجوا جميعًا من هنا؟
المساجين: بالتأكيد، ولكن كيف؟
هشام: افعلوا كما أقول لكم وسنخرج جميعًا معي.
(أحد المساجين يتكلم مع الجمع بصوت خافت): يجب أن نأخذه على قدر عقله، فنحن لا نعرف حالته بالضبط. افعلوا كما يقول حتى لا يغضب ويُثار جنونه علينا، ثم نتركه يهدأ بعدها.
(المسجون): وماذا تريد أن نفعل؟
(هشام يخبرهم بما تحدث به مع صديقيه من الجن).
(المساجين في سخرية وخوف وتهامس): سنفعل ما تريد تمامًا، وسنخرج معك إلى أي مكان تريد. (وينظرون جميعًا إلى بعضهم بسخرية).
(هشام يبدأ بترديد الكلام، والكل بصوت عالٍ معه): "توت توت، يا تخرجونا يا إما نموت، وإن ما جيتوش في الحيطة هانفوت". (والكل يدفع ويدق على الحائط).
(الصوت يجلجل في القسم، والكل يتلفت ويستمع ليتحقق من الصوت. ويبدأ الجنود والضباط في التجمع للنزول إلى غرفة الحجز).
الضابط (ينظر من خارج الغرفة، ويجد هشام يقودهم ويوجههم، والكل يدفع الحائط ويردد الأغنية): يا ابن المجنونة، أنت لو بقيت هنا أكثر من ذلك تحطم القسم وتمردت المساجين. ادخلوا وأحضروه إليَّ.
(يهجم الجنود على غرفة الحجز، ويصطحبون هشام في وسط موجة من الضحك انتابت المساجين، ويخرجونه من غرفة الحجز).
الضابط: وحياة أمك سوف أرسلك لمكانك الطبيعي.
ومازلت اتابع أحداث القصة ... استمر
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.