ويبدأ الإمام في تعليمهما بعض الكلمات، ويرددان بعده حتى تحفظ هذه الكلمات.
الإمام: أتممتما الحفظ؟
حسام: نعم يا إمام، ولكن...
الإمام: ماذا يا حسام؟
حسام: أهذا كل شيء؟
الإمام: لا يا بُني، وإنما تحتاج إلى خلوة أربعين يومًا تقرأ فيها الاسم أربعين مرة، فإذا انتهيت وصدقت، كان لك ما أردت.
حسام: أرى أنها مجرد كلمات، فأين يكمن السر؟
الإمام: عندما يكتمل الأمر ستعرف أين السر. ولكن احذر من البدايات التي ليس لها نهايات، ومن النهايات التي تؤدي إلى الضلالات، فأخلص في البداية تفُز بحسن النهاية.
هشام: المهم أن نصل إلى النهاية.
الإمام: احذر العَجَلة يا هشام، فإما الهدى أو الضلال التام.
حسام: أعاننا الله يا إمام، ولكن كيف تكون الخلوة؟
الإمام: إما أن تخلو بنفسك بين الجدران، وإما أن ترى ربك في كل مكان.
حسام: فهمت الأمر يا إمام.
هشام: ولكن هل من الممكن أن يتم الأمر قبل الأربعين؟
الإمام: يتوقف ذلك على الصدق يا هشام.
حسام: سلام الله عليك.
الإمام: وعليكما السلام، ولكن احذرا، فعلى قدر نياتكما تكون أعمالكما.
المشهد الثاني والثلاثون
الشارع
هشام: لا أفهم كثيرًا مما قاله الإمام.
حسام: ماذا تريد أن تفهم؟
هشام: أعرف أن الخلوة أن تجلس وحدك، ولكن لم أفهم معنى أن ترى ربك.
حسام: إذًا افعل الأقرب إلى فهمك.
هشام: وماذا ستفعل أنت؟
حسام: سأحاول أن أرى ربي. هيا، لقد اقتربنا من البيت. سلام الله عليك.
ويفترق الاثنان، وكل يذهب إلى شقته.
المشهد الثالث والثلاثون
حسام في بيته
حسام: السلام عليكِ يا أمي.
الأم: وعليكَ يا بُني السلام.
حسام: كيف حالكِ يا أمي؟
الأم: الحمد لله على كل حال.
يتركها حسام ويدخل غرفته ليغير ملابسه. يدق جرس التليفون فيجيب حسام: ألو؟
حسام: نعم سيدتي، شكرًا لكِ. تعودين إلينا بسلامة الله.
الأم: من هذه يا حسام؟
حسام: إنها صاحبة العمل يا أمي، تخبرني أنها في سفر هذا الأسبوع ولا داعي لأن أذهب إلى العمل.
الأم: يبدو أنها سيدة طيبة يا بُني.
حسام: فعلًا يا أمي. (ويقول في نفسه) أردنا أمرًا وأراد الله غيره. آه، لو أدري سر القدر!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.